نداء للمصريين.. لا تكرهوا تلك الأمور بسبب السيسي!

تسبَّب الانقلاب في تضييع فرحة المصريين بالعديد من الأمور التي كانت تمثل للشعب المصري جانبا من الفرحة في عدة مجالات، وجاء “التنكيد” على المصريين عبر عدة وسائل؛ سواء بانتقادات غير منطقية لنجم الكرة محمد صلاح، أو استمرار منع الجماهير من حضور مباريات الكرة، أو تضييع هيبة الشهداء في نفوس الناس بعد المتاجرة بدمائهم، فضلا عن التسييس المتعمد لإذاعة القرآن الكريم التي يعشقها كل المصريين تقريبًا.

محمد صلاح

صعد نجم اللاعب المصري محمد صلاح بشكل لافت على مستوى العالم، حتى أصبح اهتمام العالم، وبات حديث الإعلام العربي والمصري بشكل خاص؛ لكن هناك من يصر على أن يلحق نجومية صلاح بدعم نظام السيسي، في محاولة ابتزاز رخيصة بأن نجومية هذا اللاعب إنما صنعت على عين نظام السيسي، ولولاه ما وصل اللاعب لما هو فيه بالرغم من ظهور نجوميته واحترافه الخارجي في تشيلسي الإنجليزي قبل وصول السيسي للحكم بانقلابه العسكري.

رئيس لجنة الشباب والرياضة في برلمان العسكر، محمد فرج عامر، روَّج للعديد من الشائعات في هذا الشأن، حين روى تصريحاتٍ قال إنها للنجم المصري، أدلى بها عقب إحرازه “سوبر هاتريك” في آخر مباراة له بالدوري الإنجليزي أمام نادي واتفورد. مدعيا أن مذيع إحدى القنوات الأوروبية سأل صلاح عن وجهته القادمة بعد ليفربول، فردَّ عليه أنه لا يفكر في الانتقال لأي نادٍ، لأنه يثق في النصائح التي يُقدِّمها له السيسي!.

وادَّعى “عامر” أيضًا، أن “صلاح” أعرب عن “حبه وثقته بالسيسي”، وأن “السيسي أصبح سيد العالم.. وأنا أعشقه لأنه والدي”.

وعلَّق الكاتب الصحفي وائل قنديل- خلال تدوينة على صفحته بموقع “فيس بوك”- “وهكذا اكتشفنا أن مدير أعمال محمد صلاح ووكيل أعماله ومصدر إلهامه الكروي ومدربه هو عبد الفتاح السيسي، وليس يورجن كلوب”!.

إذاعة القرآن الكريم

لم يترك نظام عبد الفتاح السيسي إذاعة القرآن الكريم “في حالها”، ولكنه حاول السيطرة عليها من خلال البيانات العسكرية التي تسيطر على الإذاعة، وإعلان الولاء للجيش، والحديث عن إنجازات السيسي، وتحولت الإذاعة من محطة لنشر الدعوة الإسلامية وبث النور في قلوب العالمين، إلى محطة لتلقين المانشيتات العسكرية، وإجبار المستمعين على التسبيح بإنجازات السيسي وليس التسبيح بحمد الله.

“الشيخ محمد متولي السيسي”، هذا هو الاسم الذي أطلقه ناشطون على عبد الفتاح السيسي، تعليقًا على الحديث الذي أدلى به لإذاعة “القرآن الكريم” حينما تقمّص السيسي شخصية الإمام المجدد.

الناشطون تداولوا حوار السيسي لإذاعة “القرآن الكريم”، مشيرين إلى الدور الجديد الذي تلعبه هذه الإذاعة الذي يفترض أن تكون إذاعة دينية. لكن أخيراً بدأ يظهر دورها السياسي، وتوّج ذلك بحوار السيسي. الحوار الذي أثار لغطًا كبيرًا حول خلط الدين بالسياسة.

المتاجرة بالشهداء

هكذا يفعل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، الذي يمثل هذه الأيام مسرحية الانتخابات الرئاسية، بمزيد من مؤتمرات النحيب والبكاء على الشهداء، حيث يقوم باستدعاء أسرهم للعب على وتر فقد أبنائهم واستثارة مشاعرهم وحزنهم من أجل الحصول على “اللقطة”، ومنحه قبلة الحياة بعد تردي الأوضاع في مصر إلى دردة “الحضيض” في كافة المجالات.

ولا يمل نظام السيسي من استدعاء أسر شهداء الجيش والشرطة من أجل استثارة مشاعرهم وتسول دموعهم، ليعلن للمصريين الذين لا يجدون قوت يومهم، أن “هذه دموع الشهداء جئت لكم بها لك أحصل على تأييدكم ودعمكم، أو التحول إلى سوريا والعراق”.

الجيش

كما يلجأ نظام السيسي للمتاجرة برمزية الجيش ومكانته كدليل على شهادة إفلاسه سياسيا، واعترافه بأنه لا يملك أي قيمة حقيقية تم إنجازها يمكن الارتكان عليها لتسويق نفسه سياسيا، فيلجأ إلى رمزية الجيش للاختباء خلفها وستر عورته الاقتصادية والتنموية والسياسية.

ولو وجد السيسي تلك الإنجازات ورمزيتها الكبيرة لكانت كافية للدفاع عن وجهة نظره أو عن معسكره السياسي، خاصة وأن الجيوش إنما شكلتها الدول لحماية مقدراتها وحدودها، فالدولة هي الإنجازات وهي حصيلة عطاء أجيال في التنمية والإبداع والتطور، والجيوش تحمي هذه الحصيلة وليست بديلة عنها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...