زيارات بن سلمان الخارجية.. أموال مهدرة وراية تندثر

يبدو أن زيارات ولي العهد السعودي أصبحت ترتبط بشيئين فقط، أحدهما هو تسديد فاتورة وصوله للحكم عن طريق إهدار أموال السعودية التي ينفق منها على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في حملة التوظيف التي يرغب ترمب في توفيرها لشعبه، فضلا عن دعم بن سلمان للأنظمة الانقلابية للخلاص من آثار ثروات الربيع العربي، وثانيهما هو إهانة العلم السعودي الذي يمثل عبئا شخصيا على محمد بن سلمان شخصيا، نظرا لعبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” المكتوبة على العلم.

بن سلمان والسيسي

واستهل بن سلمان زياراته الخارجية بزيارة سلطات الانقلاب في مصر، حيث أسفرت الزيارة عن الاتفاق على دفعة جديدة من “الرز” لدعم قائد الانقلاب في مصر، والذي يرى أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية، “عندهم فلوس زي الرز يا عباس”.

ترمب يفجر صفقة جديدة

فبعد مرور أقل من ستة أشهر على صفقة الـ 450 مليار دولار، التي أبرمها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع بن سلمان خلال ذهابه للسعودية، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان مباحثات في البيت الأبيض، جديدة حول الحصول على صفقة جديدة بمليارات الدولارات، في أول زيارة للأمير السعودي إلى الولايات المتحدة منذ أن أصبح وليا للعهد.

وقال ترامب خلال اللقاء: “شرف لنا أن نستضيف ولي العهد السعودي والوفد المرافق له، الذي أعرف الكثير منهم”، مضيفا “العلاقة (بين البلدين) في أقوى درجاتها على الإطلاق ونفهم بعضنا البعض”، كما أوضح أن حجم الاستثمارات بين البلدين ارتفع لما يجاوز الـ 700 مليار دولار وليس 450 مليار فقط.

وفجر ترمب المفاجأة كعادته قائلا: “السعودية بلد ثري جدا وستعطي الولايات المتحدة بعضا من هذه الثروة، كما نأمل، في شكل وظائف وشراء المعدات العسكرية”.

صفقة بريطانية

واختتم ولي العهد السعودي، جولته بزيارة بريطانيا وتوقيع استثمارات تجاوزت المائة مليار دولار، لشراء سكوت بريطانيا، من بينها التوقيع على اتفاق شراء السعودية 48 مقاتلة “تايفون” من المملكة المتحدة.

وأوضحت قناة “سكاي نيوز” البريطانية أنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن تأكيد الصفقة، التي تصل قيمتها مليارات الدولارات وتفاوض حولها الطرفان على مدار سنوات، بعد انتهاء المباحثات بين محمد بن سلمان ووزير الدفاع البريطاني، غافين وليامسون، في وقت لاحق من اليوم.

وأكدت شركة “BAE Systems” البريطانية، التي تنتج مقاتلات “تايفون”، إبرام الاتفاق المبدئي، وقالت في بيان رسمي: “إن ذلك يمثل خطوة إيجابية نحو الاتفاق على هذه الصفقة بالنسبة لشريكنا المحترم”.

وأضافت الشركة: “إننا ملتزمون بدعم المملكة في تحديث القوات المسلحة السعودية وتطوير القدرات الصناعية المحورية الحيوية لتنفيذ رؤية 2030”.

في الوقت الذي تعتبر السعودية هي الدولة الأولى على مستوى العالم في شراء صفقات الأسلحة فقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” البريطانية في تقرير منسوب لمصادر داخل البيت الأبيض، عما أشارت إلى أنه يتضمن تفاصيل صفقة الأسلحة التي هندسها كوشنر مع السعوديين، لكي ترتفع قيمتها إلى 110 مليار دولار، فضلا عن الاستثمارات السعودية التي وقعتها مع أمريكا بما يزيد على 450 مليار دولار، لشراء سكوت أمريكا ودعمها لوصول محمد بن سلمان لكرسي العرش في المملكة.

فعلى غرار صفقات الأسلحة التي أبرمها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السسي مع فرنسا لشراء سكوتها عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وجرائم الحرب التي يشنها ضد مؤيدي الشرعية الدستورية والديمقراطية، انتهج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي نفس المنهج، حيث استهل بن سلمان زيارته بحسب ما أعلنت بريطانيا لتوقيع اتفاقات تجارية مع السعودية.

إهانة العلم

وبالرغم من مئات المليارات من الدولارات التي ينفقها بن سلمان، تخفق راية السعودية في كل زيارة، بالرغم من هذا البذخ، حيث أظهر مقطع فيديو متداول لتمرين عسكري مشترك بين القوات الأمريكية والإسرائيلية اقتحامهما لمبنى رسم على جداره علم السعودية.

ووفقا للمقطع المتداول فقد ظهر الجنود وهم يتدربون على عملية الاختفاء والمناورة لاقتحام مبنى قبل أن يقتحم الجنود المبنى من ناحية جدار رسم عليه علم السعودية.

ولاقى المقطع المتداول استنكار العديد من المغردين على «تويتر»، ساخرين من حالة التقارب السعودي الإسرائيلي في الفترة الأخيرة.

وانطلقت المناورات الأمريكية الإسرائيلية العسكرية في 4 من شهر مارس الجاري، وتستمر حتى الـ15 من الشهر ذاته.

ويحاكي التدريب، مواجهة تهديدات صاروخية في جبهات مختلفة بمساعدة أنظمة تحاكي أنظمة السهم (حتس) الإسرائيلية والقبة الحديدية والباتريوت ومقلاع داوود التي دخلت الخدمة العملياتية في أبريل 2017.

وانطلقت في السعودية دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل المحرمات، قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

كما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك وتويتر” صورا للبابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية خلال استقباله عددا من الزعماء العرب والغربيين.

ووفقا للصور المتداولة، فقد استقبل تواضروس الثاني المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مارس العام الماضي، في حين تم وضع العلم الألماني برفقة العلم المصرية خلف كل منهما.

كما أظهرت صورة للبابا تواضروس خلال استقباله لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية، في 22 من الشهر نفسه الذي استقبل فيه المستشارة الألمانية، حيث ظهر أيضا العلمان المصري واللبناني خلفهما.

الغريب أنه لم يتم وضع العلم السعودي الذي يحمل شعار التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” خلال استقباله لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي زار الكاتدرائية قبل يومين، ليخرج بن سلمان بالمال ويعود دون العلم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...