السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء الروس. ويُسبّب تناول الخبز المصاب بفطر “الإرجوت” بنسبٍ تتعدّى سقف المواصفات القياسية المصرية، أمراضًا عدّة أخطرها السرطان، ولكنّ السيسي يضع قمح الإرجوت السام على موائد المصريين بحثًا عن أرباح وعلاقات مع الروس تساند حكمه.

ويسبب الإرجوت أمراضًا عدّة منها إجهاض الحوامل، وضيق الأوعية الدموية، واختلال وظائف الجهاز العصبي المركزي، وتقلص الرحم، والغرغرينا (قد تسبب الوفاة)، بحسب وثيقة صدرت عن الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء عام 2009.

التقرير تحدث عن قرارات حكومية مصرية تُدخل قمحًا روسيًّا مصابًا بفطر سام، ورصد بالخرائط مسار القمح الروسي من حقول “كراسنودار” إلى المرافئ المصرية.

ففي أبريل 2018، أبحرت سفينة الشحن “DIAS” من ميناء “نوفوروسيسك” الروسي عبر البحر الأسود محملة بـ63 ألف طن من القمح المصاب بفطر “الإرجوت” السام، قاصدةً ميناء سفاجا المصري على البحر الأحمر.

وأثبت معد التحقيق عدم مطابقة شحنة قمح روسي حطّت في مصر عام 2018 للمواصفات القياسية المصرية، بعد أن أخضع عينة منها للتحليل.

كيف دخلت الشحنة؟

عبر تتبع مسار رحلة شحنة القمح الروسي المحملة على سفينة الشحن “DIAS” إلى مصر، يكشف هذا التحقيق كيف سمحت الحكومة المصرية- من خلال سلسلة قرارات- بإدخال شحنات قمح ملوثة بفطر الإرجوت السام إلى موائد المصريين بنسب تتعدّى سقف المواصفات القياسية المصرية المسموح بها دوليا، ووصل حجم هذه الشحنات إلى 27 مليون طن بين عامي 2010 و2016.

وكانت شحنة القمح تلك- التي استوردتها الهيئة العامة للسلع التموينية المصرية، “أكبر مشترِ للقمح في العالم”- لم تكن “الأولى” الملوثة بفطر “الإرجوت”، ففي ربيع 2009، أفرغت شحنة قمح روسي مصابة بذات الفطر في ميناء سفاجا المصري، مُشكِّلة بذلك نقطة تحول أطاحت بصمّامات حماية المستهلك، وعبثت بمعايير إدخال هذا المنتج الحيوي وشروط استيراده.

وسبق أن حظرت حكومة أحمد نظيف (2004 -2011) دخول تلك الشحنة المصابة بـ”الإرجوت” بداعي عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، بعدما أثارت الصحف المصرية هذا الأمر، لكنّها تراجعت عن موقفها في العام التالي، ثم جاء السيسي ليمنع الصحف من الحديث عن أي فساد ويدخل القمح السام للمصريين.

ويحذّر تقرير شركة Solaris السويسرية المختصة في عمليات التفتيش والفحص الزراعي عام 2017، من أن هيئة السلع التموينية المصرية دأبت على شراء قمح أقل من مستوى الجودة المسموح به في مواصفة بيع القمح الروسي GOST 9353-2016. إذ يتدرج القمح الروسي على سلم من خمسة أصناف، أفضلها جودة من الأول إلى الثالث، في حين يقع الرابع والخامس دون مستوى الجودة. وتستورد مصر الصنف الرابع G4، بحسب تقرير Solaris.

وتعتمد مصر بشكل رئيسي على استيراد أنواع منخفضة الجودة من القمح الروسي، خاصة عقب انحسار مساحة محصول القمح المحلي، بعد أن أوقفت الحكومة المصرية برنامج دعم مزارعي القمح مطلع 2017، وأدّى ذلك إلى انخفاض الإنتاج المحلي 12% في ثلاث سنوات؛ من 9.3 مليون طن عام 2016 إلى 8.1 مليون طن عام 2019.

بعد أن عدّلت مصر مواصفاتها القياسية الرئيسية لاستيراد القمح عام 2010، قفز الاستيراد من روسيا إلى أضعاف، وفق تقارير وزارة التموين بحكومة الانقلاب.

تفضيل القمح الروسي السام 

في 29 مارس 2018، طرحت هيئة السلع التموينية عطاء لاستيراد كمية غير محدّدة من القمح- ستنقل لاحقا على متن سفينة الشحن (DIAS) -وتقدّم لذلك العطاء عشر شركات (ثماني شركات روسية، واحدة فرنسية، العاشرة رومانية).

ولم يكن القمح الروسي أفضلها لجهة الجودة على الأقل، ولكنّ هناك أسبابا أخرى جعلت الشركات الروسية تفوز بالعطاء، في مقدمتها، قصر المسافة بين ميناءي روسيا الرئيسي على البحر الأسود “نوفوروسيسك” وسفاجا المصري.

وكسب القمح الروسي ميزة تنافسية حين فرضت هيئة السلع التموينية في العام المالي 2013 -2014 شرطًا بتقليص المدّة بين عملية شراء القمح وشحنه إلى ستة أسابيع على أبعد حد، بعدما كانت مفتوحة لمُدد أطول.

وحدّدت الهيئة أسعار عطاءاتها مع أسعار منصّة Fob، ما أعطى القمح الروسي ميزة على منافسيه في السوق العالمية، وهو ما تسبّب في خسارة الحكومة المصرية بين 25 و30 مليون دور سنويًّا، بسبب التوريدات الروسية التي جرى تفضيلها من قبل الجهات الحكومية المصرية، ورفع سعر طن القمح لهيئة السلع بين 6 و7 دورات، مقارنة بعطاءات أخرى.

كانت حكومة الانقلاب تسمح حتى نوفمبر 2016 بسفر الموظفين الحكوميين للمشاركة في عملية الفحص والتحليل في بلد المنشأ، قبل أن يُصدر مجلس الوزراء قراره بوقف ذلك، ما يعني السماح بالفساد علنا وشراء قمح مسرطن سام.

وتأسست الهيئة العامة للسلع التموينية عام 1968 لإدارة صفقات السلع التموينية، في غمرة أزمة اقتصادية أعقب هزيمة يونيو/ حزيران 1967، وتُعلن الهيئة عن العطاءات عبر وكالة طومسون “رويترز” كل 12-15 يوما، بواقع 25 إلى 27 عطاء سنويا بين يوليو/ تموز ويونيو/ حزيران من العام الذي يليه.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إتاوة الكارتة.. الشرطة تجمع ثمن الورد والشوكولاتة التي وزعتها على المصريين!

صعّدت شرطة الانقلاب من جمع “إتاوات الطرق” عن طريق “الكارتة”، وتحرير المخالفات المرورية الجزافية لأصحاب ...