المنشد الإسلامي.. الشهيد خالد السعيد

13834321651_image_67129
فنان موهوب ، مرهف الحس ، باسم الثغر ، عاشق للفن الهادف ، متطلع لأن يسود المجتمع بالصبغة الإسلامية ، متدين حافظ لكتاب الله ، ملتزم بأخلاق الإسلام ، هو شاب نشأ في عبادة الله ، وأحد نشطاء الطلاب في العمل الإسلامي ، وغيور على الإسلام ، ومبادر في الأعمال الإسلامية والخيرية ، اشتغل بتربية النشئ تربية إسلامية يحفظ القرآن ويعلمه ، وكان –رحمه الله- يتطلع لإنشاء مؤسسة تربوية تساهم في تربية جيل من الأطفال تربية على صحيح تعاليم الإسلام.
الشهيد خالد السعيد حلمي الدسوقي عبد السلام ، مواليد 1992م بقرية ميت عاصم مركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، طالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر ، ومنشد إسلامي موهوب.
كان –رحمه الله- محبوباً وسط إخوانه وأقرانه ، يسعى في حاجتهم ، ويسرع في خدمتهم ، وينشغل بهم عن نفسه ، فكان خدوماً وحيوياً وناشطاً في هذا الخلق.
يشهد من عرفوه أنه ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : “شاب نشأ في عبادة الله” ، فعرف عنه حسن الالتزام والطاعة ، محافظاً على صلاة الجماعة وصلاة الفجر وقيام الليل ، واهتم بتربية النشئ والإشراف على أعمال الأشبال التربوية فهو مشرف لأشبال وأطفال القرية ، وكان يعد مشروعاً لتربية جيل جديد على مبادئ الاسلام وقواعد التربية السليمة يكون ذخرا للإسلام فى المستقبل ، وكان ينتوي افتتاح دار تعليمية للأطفال والفتيان على أسس علمية وإسلامية سليمة ومبتكرة ومميزة عن المؤسسات الحالية.
كان خالد –رحمه الله- مهموماً بالدعوة الاسلامية ويعد نفسه لأن يبذل حياته فداء لهذا الدين ، وكون مجموعة دعوية تطوعيه في قريته لنشر الفضيلة ومعالجة الانحرافات التربوية في المجتمع.
كان منظماً في شؤنه ، يرتب برنامج حياته وإعطاء كل ذي حق حقه ، يعد للشئ قبل تنفيذه ، ومرفق صورة لإحدى أوراقه لخطة يومه في العبادات والمهام التي يقوم بها والواجبات التي عليه تنفيذها.
الفنان خالد السعيد هو منشد إسلامي موهوب ، يعشق الفن النظيف الهادف ، ويغني في حب الإسلام والوطن ، غنى لمصر وللوحدة ولعزة هذه الأمة ، صوته عذب ذو شجون ، مؤثر في سامعيه ، ترنو عينيه بأغانية نحو علياء الوطن ومجد الأمة ، غنى لبيك إسلام البطولة ، وغني أفديكي بروحي يامصر ، وغنى لإخوانه وأصدقاءه ، مش حانفارق ، وغداً سنلتقي ، كان يحلم أن يكون للفن الهادف تأثير واسع النطاق.
استشهاده
قبيل الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013م بدأت تلوح في الأفق انكشاف مؤامرات الثورة المضادة وإسقاط الشرعية واستخدام العنف والقوة لإسقاط الرئيس المنتخب ، ونادى المنادي للتظاهر والاعتصام السلمي للمطالبة بالحفاظ على الشرعية ومواجهة الثورة المضادة ومحاربتها لهوية مصر الإسلامية ، وشد خالد وشقيقه أسامة رحالهما إلى ميدان رابعة العدوية معتصماً منذ 28 يونيو 2013م ، وحين بدأ الاعتصام الجديد عند الحرس الجمهوري ، غير خالد وأسامة وجهتهما إلى مكان الاعتصام الجديد.
اتصلت والدته تطلب أن ينزل أو شقيقه ويكتفى الآخر بالاعتصام ، خوفاً وإشفاقاً من الأم عليهما ، فقال لها خالد: لا تخافي على الأجل ، ممكن لو رجعت ، يكون مكتوب إني أموت على الطريق ، فدعت لهما الأم وتوقفت عن طلب ذلك ، وظل الشقيقان مرابطين طوال فترة الاعتصام حسبة لله ونصرة للشرعية حتى وقعت مجزرة نادى الحرس الجمهوري التي لم يتوقع خالد أو أى معتصم أن يقتل الجيش المصري أبناءه.
بدأت المجزرة في صلاة الفجر وتوالى إطلاق الجيش النار على المصلين وعلى المعتصمين المسالمين ، وكان خالد شجاعاً مقداماً يقف في أول خط الضرب ويردد مأثورات الصباح ولم يهب الموت حيث عاش يتمنى الشهادة في سبيل الله.
أصاب قناص شقيقه أسامه ، فحمله خالد وإخوانه لسيارة الاسعاف وطلب منه أن ينطق الشهادة وقال له: اجمد يا بطل ، ثم تركه يذهب إلى المستشفى وعاد إلى الصفوف الأمامية مره أخرى.
يقول بلال أبو ستيت: حين أصيب شقيقه أسامة فزعت وصرخت بصوت مرتفع ، فأسكتني خالد وقال لأخيه: “اثبت خليك راجل وأنا هحصلك.. هحصلك إن شاء الله”.
كان يقف فى مقدمة الصفوف ، وأشفق إخوانه عليه وأمسكوه حتى لا يتقدم ، لكن خالد رفض ، وظل ثابتاً شجاعاً ، حتى أطلق عليه قناص رصاصة في صدره ونفذت من ظهره فارتقى إلى الله شهيداً وهو يردد أذكار الصباح.
تقول والدته: عندما علمت بإصابة أسامة سافرت مسرعة إلى القاهرة ، وفى الطريق اتصلت بخالد للاطمئنان عليه ، فرد شخص آخر وأبلغني نبأ استشهاد فلذة كبدي خالد ، لم أعلم ما هو ذلك النوع من الثبات الذي ثبتني الله عليه فقلت الحمد لله ، وحين وصلت للقاهرة عرضوا على الذهاب لخالد بالمشرحة ، فطلبت الذهاب لأسامة ، أما خالد فقد عرفت أين ذهب ، وبعد الاطمئنان على أسامة ، رجعنا بجثمان الشهيد لدفنه بالقرية.
وخرج الآلاف في جنازة مهيبة لوداع الشهيد إلى مسواه الأخير في حضور رموز وقيادات الحركة الإسلامية بالدقهلية.
رحم الله الشهيد البطل المجاهد فى سبيل الله الذى ضحى بدمه من أجل شرع الله تعالى وشرعية هذا الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...