بقلم/ ماهر جعوان :
مثل اليوم من ثلاث سنوات.. مات الجميع وعاش الشهداء أحياء عن ربهم يرزقون فالشهداء هم الأحياء.
مثل اليوم من ثلاث سنوات .. ماتت الإنسانية وفقدت وغاب الضمير وانعدمت المشاعر وتبلد الإحساس وانكشفت الأقنعة وسقطت رموز وكبرت أقزام وتفشى الجهل وطفح المرض العضال على السطح وانتعشت سوق نخاسة العبيد من جديد واغتيلت عقول وتاهت أرواح وفقدت آمال وطموحات وساد الترويع وهلل الصهاينة والأذناب وأيد كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ومن على درب الشيطان سائرون وللآخرة تاركون وتناثر فقهاء السلطان خيانة في حمأة الهوان يسقطون بوقوفهم في صفوف الظالمين ولو نطقوا بآيات القرآن الكريم وبالتزام وتدين مغشوش وانتشر وسرى الشذوذ الفكري والعقلي سريان النار في الهشيم فتبدلت أفكار واختفت مبادئ وانتكست رايات وظهر عملاء استقواءً بالباطل وتكاملا بين طريق شياطين الإنس والجان.
وأسر أحرار وعلت ضحكات الشهداء وثبت رجال وظهر معادن الأبطال الشجعان وعزائم الفرسان، أهل الصبر والصمود والطاقات النفسية الجبارة الذين لم يتلوثوا بالخوض في أكل الميتة ليتساقطوا من كل بيت شهيد فتجمعوا في الميادين شهداء بلا حدود يرتقون في قافلة الشهداء وسفينة النجاة الأبدية للفوز بجائزة الحرية
أبت نفوسهم الطاهرة إلا أن يكملوا المسير في روضات رب العالمين يرتعون في رياض الجنة -نحسبهم كذلك ولا نذكيهم على الله- وصدعت بالحق أفواه هى لله هى لله فالعقيدة قوة عظمى لا تقهر وصبرت قلوب صدقا ويقينا لموعود رب السماء إنا من المجرمون منتقون وعلى أمل ويقين أن النصر صبر ساعة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم
عرفوا الحق وعرفوا رجاله فالمظلوم لا يهدأ والظالم لن يهنأ
هولوكوست ومذبحة ومجزرة تحكي قصة وطن مكلوم.
شعب ووطن رهن الاعتقال، دماء الشهداء لا تبتلعها الأرض ولا تجف يتجرع مرارتها ووزرها وإثمها من تنكروا للحق وأهله تجعلهم في مهب الريح وعلى صفيح ساخن من غلاء ووباء ونكسات ونكبات ووكسات وهكذا الحال عندما تترك السياسة لأهل الجور والخيانة وأهل النفاق والنجاسة فيحاكم الشعب ويبرأ الذئب بما بدلوا وغيروا ردة عن الحرية كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هى أربى من أمة.
ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم، فاللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون فالشعوب الحية ضمائر الأوطان وبها ولها ومعها حلم الانتصار.