تصدر هاشتاج أبطال فى الزنازين موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” عقب تدشينه بساعات؛ تضامنا مع المعتقلين فى سجون السيسى.
وأعلن النشطاء ورواد الموقع عن تضامنهم مع المعتقلين من خلال كتابة عدد كبير من التغريدات، منها ما أشارت إليه “رشا” حيث قالت: “أبطال_فى_الزنازين منهم المعلوم وكتير المجهول، يقضون نهارهم وليلهم بالعبادة أو التفكر أو التعذيب.. لن ننساكم في الدعاء”. فيما قال رضا محفوظ: “ممنوع الكلام، ممنوع الزيارة، ممنوع العلاج.. فقط دعوهم #يتنفسوا، ننحنى لكم احتراما على ما تعانون من أجلنا”.
وقالت “شبكة أحرار”، “حوريات الجنة وتاج رؤوسنا، وشرفنا وعرضنا، ووردات الحدائق، مسجونون، أين خجلكم؟ أين إنسانيتكم ياعسكر خونة؟”، فيما قال مراد علم: “أنتم شرفاء هذا الوطن وعماده، وأنتم الشوكة في حلوقهم، والتي ستنزع أرواحهم انتزاعا”.
تقارير مفجعة
جدير بالذكر أن عدد المعتقلين في السجون قد تضاعف منذ الانقلاب، حيث وصلت إلى ما يزيد عن 90 ألفا، فيما لا تتجاوز قدرتها الاستيعابية 60 ألفًا فقط، وفق تقارير مراكز حقوقية مصرية ودولية. وبلغ عدد السجون المسجلة 25 سجنا، ليس من بينها السجون التي تم إنشاؤها مؤخرا.
وأكدت “مؤسسة إنسانية” أن سلطات الانقلاب لا زالت تُمعن في التنكيل بالمعارضين لها، من خلال اعتقال الآلاف تعسفيا في ظروف غير إنسانية، وإهمالهم طبيا، والتعنت في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى وللحالات الحرجة، مؤكدة أن الإهمال الطبي يهدد حياة آلاف المعتقلين في سجون السيسي ويحصد أرواحهم، في حين قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، إن سلطات الانقلاب مستمرة في نهج القتل البطيء للمحتجزين لديها، خاصة للمحتجزين على خلفية قضايا ملفقة، مطالبة بتدخل عاجل للأمم المتحدة لتحسين أوضاع المعتقلين في سجون الانقلاب.
وقالت مؤسسة إنسانية- في بيان لها مؤخرا- إن سلطات الانقلاب تمارس سياسة القتل البطيء بحق المعتقلين في أماكن الاحتجاز، من خلال إهمالهم طبيا وعدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لأصحاب الأمراض المزمنة (الذين يعانون من أمراض قبل اعتقالهم، ومع الإهمال الطبي تدهورت حالتهم الصحية)، ورفض نقلهم إلى مستشفيات مجهزة طبيا تناسب تلك الحالات، لا سيما أن مستشفيات السجون تفتقر إلى التجهيزات الطبية اللازمة والأدوية الملائمة لتلك الحالات.
ووفق ما رصدته مؤسسة إنسانية، فإن 60% من المعتقلين في أعمار سنية متفاوتة يعانون من الأمراض والإهمال الطبي بمقرات الاحتجاز، كما أُصيب مئات المعتقلين داخل مقرات الاحتجاز نتيجة تلوث الزنازين وتكدسها بالمعتقلين، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض والعدوى.
ورصدت المؤسسة، خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام 2016 (من يناير إلى مارس)، وقوع أكثر من 140 حالة إهمال طبي داخل مقرات الاحتجاز، بينهم شيوخ وشباب ومعتقلون قاصرون، وكذلك السيدات المعتقلات.
الإهمال سيد الانقلاب
وأكدت أنها رصدت- خلال تلك الفترة- أكثر من 300 حالة قتل، منها 15 حالة وفاة داخل مقرات الاحتجاز، نتيجة التعذيب الذي أفضى إلى الموت، والإهمال الطبي المتعمد الذي أدى إلى وفاة سبعة معتقلين منهم.
وأشارت إلى أن “نار الإهمال الطبي يكتوي بها كل من الكهول والشباب والقاصرين وكذلك النساء، حيث يعاني المعتقلون القاصرون (دون سن 18 عاما) من انتهاكات صحية وظروف احتجاز سيئة تهدد حياة العشرات منهم، فضلا عن منع الدواء والرعاية الصحية للمرضى منهم، كما عانت بعض المعتقلات من الإهمال الطبي، الأمر الذي هدد حياتهن”.
وقالت “تحول الموت في سجون الانقلاب إلى “عقوبة” تواجه المحتجزين، فالإهمال الطبي والتعنت في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمعتقلين تسبب في وفاة العشرات منهم، إما داخل مقرات الاحتجاز والزنازين التي يقبعون بها، أو داخل مستشفيات السجون بعد تدهور حالتهم الصحية”.
وذكرت أن الانتهاكات الطبية التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الانقلاب تتزامن مع دخول عدد منهم في إضراب عن الطعام لتحسين أوضاع اعتقالهم، وأنه يتوجب مع إعلان المعتقلين الدخول في إضراب عن الطعام، باعتباره حقا شرعيا في الحصول على حقوقه، أن يتم الكشف الدوري عليه بصفة مستمرة حتى لا تتفاقم حالته الصحية.
كما كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، في بيان صحفى عبر موقعها مؤخراً، عن أن سلطات الانقلاب مستمرة في نهج القتل البطيء للمحتجزين لديها، من المحتجزين على خلفية قضايا ملفقة لهم بسجن وادي النطرون.
وكانت المنظمة قد تلقت شكاوى من أسر عشرات المحتجزين على خلفية قضايا معارضة بسجن وادي النطرون، من المحتجزين داخل ليمان 430، ذكروا فيها شدة معاناة ذويهم داخل السجن؛ بسبب سوء المعاملة وسوء أوضاع الاحتجاز، ما نتج عنه تدهور الحالة الصحية لمعظمهم، ما أدى إلى إعلان المحتجزين عن دخولهم في إضراب كلي عن الطعام للضغط على إدارة السجن للاستجابة لمطالبهم، إلا أن إدارة السجن رفضت الاستجابة لهم، وقابلت إضرابهم عن الطعام بمزيد من التنكيل.
معاناة دائمة
وأشار البيان إلى أن أسر المعتقلين قالوا إن ذويهم محتجزون داخل زنازين ضيقة جدا، ويعانون بداخلها من التكدس، مشيرين إلى أن “الزنزانة الواحدة فيها أكثر من 30 فردا بغرض التنكيل، بالإضافة إلى رداءة الإضاءة والتهوية في الزنازين وانعدام النظافة، ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية وضيق التنفس بين المحتجزين، مع رفض تام من إدارة السجن لتوفير أي رعاية صحية لهم، بالإضافة إلى الحرمان من التريض معظم الوقت”.
وطالبت المنظمة أمين عام الأمم المتحدة بالقيام بما يلزم من أجل إنقاذ حياة آلاف من المعتقلين في مصر، فلم يعد خافيا على أحد الظروف المعيشية والصحية الخطرة التي يواجهها المعتقلون”.