حذر وزير الرى الأسبق الدكتور محمد نصر علام من كارثة وتداعيات سلبية خطيرة على الوضع المائي في مصر، وأن التأثير سيكون ملحوظا العام المقبل مع بدء إثيوبيا في تخرين المياه خلف السد.
جاء ذلك في سياق تعليق علام على صورة جوية حديثة التقطتها أحد المواقع الأمريكية لسد النهضة الإثيوبى، تظهر ارتفاعات سد النهضة قبل موسم الفيضان الحالى.
ويحلل علام الصورة بأن تصرف النيل الأزرق كان فى أدنى حالاته، مثل ما يحدث فى شهور ما قبل الفيضان من فبراير إلى مايو.
وقال نصر: إن الجديد فى الصورة أنها تظهر أنه تم سد بناء المجرى المؤقت للنيل الأزرق، ولكن بارتفاع محدود، وفى الأغلب لا يتعدى ٢٠-٣٠ مترا، وأن الوضع الآن بعد ابتداء الفيضان الذى يبدأ من أوائل يوليو، أن المياه تعبر من فتحات السد، بالإضافة إلى العبور من فوق الجزء المنخفض من جسم السد، ويتم حجز كمية محدودة من المياه بارتفاع الجزء المنخفض من السد.
وأضاف أن هذه الصورة وتلك التى نشرت منذ أيام مضت، توضح أنه هناك بالفعل تخزين محدود أمام السد، وعبور المياه من فوق الجزء المنخفض من جسم السد، بالإضافة إلى مرور المياه من خلال الفتحات، وأن هذا الوضع يطابق أيضا تصريحات وزارة الرى، بأنه لا يوجد ملء حقيقى للسد.
وبالنسبة لتوليد الكهرباء، قال: إن السد بهذا الارتفاع لا تستطيع إثيوبيا معه توليد كهرباء كما كانت تدعى، إلا إذا كانت هذه الصورة قديمة، وأن الارتفاع أكبر من ذلك، لكن بدون شك سيكون بدءا من العام المقبل التأثير الملحوظ على مصر.
واختتم علام كلامه- على بوست تم نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى “الفيس بوك”- “والله المستعان فى المباحثات لمحاولة إيجاد حل للازمة قبل حلول العام المقبل”.
إثيوبيا للسيسي: لا نحتاج إذنا من أحد
وكان «جودين أصفارو»، رئيس الوفد الإثيوبى فى اللجنة الثلاثية لمفاوضات سد النهضة، قد أدلى مؤخرا بتصريحات مثيرة، مشددا على أن بناء بلاده للسد من حقوق السيادة الوطنية، مضيفا «لا يمكن إلزام دولة تبنى سدا داخل حدودها بإخطار دولة أخرى؛ لأن هذا حق أصيل من حقوق السيادة الوطنية، ولا يصح أن نحصل على إذن لبناء سد».
ولفت- خلال ورشة عمل عُقدت فى أديس أبابا بمشاركة خبراء مصريين- إلى وجود تغير كبير فى الموقف المصرى على المستوى الحكومى، مثمنا المواقف المرنة من جانب عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، تجاه بلاده، وقال: «الأمر يحتاج بعض الوقت لشرح حقيقة السد لشعوب الدول الثلاث، وأهميته لهم، وتوضيح حقيقة ما يحدث على الأرض».
ميدل إيست آي: السيسي عاجز
وأكد الكاتب البريطاني “كيران كوك” أن إثيوبيا سوف تنتهي من بناء سد النهضة في موعده، وأن مصر لن تستطيع فعل أي شيء ﻹيقاف بناء السد الذي سوف يؤثر بشكل كبير عليها، ويتركها تعاني من العطش بجانب بوار مساحات كبيرة من أراضيها الزراعية.
وأضاف- في المقال الذي نشرته صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية السبت 30 يوليو الجاري- أن الإدارات المصرية المتعاقبة تتعامل مع بناء السد بشكل سيئ جدا، حيث يبدو أنها فوجئت ببنائه، وينظر لاستمرار البناء على أنه تراجع لنفوذ القاهرة في القارة السمراء.
ومن المقرر أن ينعقد اجتماع بالخرطوم خلال أيام يضم وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا للتوقيع على عقد المكتب الاستشاري لسد النهضة.