داعية ومربية وممن يحملون القرآن في جوفها ، عاشت به وله ، لم تتأخر في المساهمة والمشاركة في أي خير تدعى إليه ، وأي مجلس فيه طاعة وذكر ودعوة ، وجهد لتقديم الخير ، وتعلم القرآن وتعلمه ، تخرج لمناصرة الحق وأهله محتسبةً ذلك لله ولنصرة الإسلام والمشروع الاسلامي ورموزه ومن يحملونه.
الشهيدة فريال إسماعيل بدر الزهيري، 52 عامًا ، زوجة الحاج محمد الخولي ، ولم يرزقها الله بأولاد ، حاصلة على ليسانس آداب من جامعة المنصورة ، وإجازة في القرآن الكريم في القراءات والتجويد بقراءة حفص عن عاصم من شيخ مشايخ القراء بالدقهلية ، ودرست فى معهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية بالمنصورة ، وكانت تشارك الأعمال التطوعية و الخيرية ، ووهبت حياتها لتحفيظ القران الكريم ، ويطلبها الأهالي لتغسيل موتى السيدات لصلاحها وأمانتها.
وهى شقيقة الشيخ شعبان الزهيري والذى ارتقت زوجته أمال فرحات شهيدة أيضاً فى نفس المجزرة.
يقول زوجها: تزوجها منذ ثلاثين عاما، ولم يرزقها الله أولاد ولكن كان عوضها عن ذلك هو حبها وحنانها الكبير وعطفها على أطفال وأبناء العائلة ، كانوا يحبونها أكثر من أمهاتهم.
ويقول أمير الخولي: عاشت عمرها كله لم تحد يوماً عن الطريق الى الله ، وظني بالله أنه اختارهم لأنهم أطهار ، أنصار الحق.
ويرثيها محمد الزهيري بقوله: ماتت زوجة عمي ، يا أفضل مربية أجيال عرفتها فى حياتي ، وأصيبت عمتي ، أشرف أناس في عائلتي ، اثبتوا آل الزهيري فإن منكم شهيدتين ، أم بلال شعبان الزهيري والحاجة فريال إسماعيل الزهيري.
وتصفها ابنة أختها وتقول: عمتى الحاجة فريال ، هى أمي التي لم يرزقها الله بالأولاد ولا البنات ، ربتني على حبى لديني ، لم أكن أستشر غيرها في أمور ديني.
استشهادها
كانت الحاجة فريال ممن يدركون واقع وحقيقة المشهد المصري وضرورة النزول والخروج في الشوارع للتظاهر سلمياً لمناصرة الشرعية والرئيس المنتخب ودعمه في مقابل الثورة المضادة ومحاربة الهوية الاسلامية وعودة اللصوص والفسدة.
وكانت –رحمها الله- تشارك وتخرج بفاعلية وتحث من حولها على الخروج ، وفي يوم 10 رمضان الموافق 19 يوليو 2013م خرجت الزهيري مع أخواتها وعائلتها للمشاركة في المظاهرة المنطلقة عقب صلاة التراويح من أمام القرية الأوليمبية بالمنصورة في صورة سلمية كما هو المشهد يومياً.
بدأت المظاهرة تتحرك في الساعة التاسعة والنصف مساء ، واتجهت لشارع عبد السلام عارف ودخلت شارع الترعة ، وعندما وصلت عند حلواني زكريا ، هجمت البلطجية في وحشية غير مسبوقة في التاريخ من ناحية اليسار على السيدات والفتيات ، وحاول الرجال حماية النساء لكن المسيرة كانت كبيرة ، وهجمت مجموعات أخرى من البلطجية من الشوارع الجانبية مسلحين بالشوم والخرطوش والمسدسات والسيوف لا يراعون حرمة ولا نخوة ورجولة في ضرب فتيات وسيدات وأطفال بوحشية غير آدمية ولا تنتمي للعالم البشري بالرصاص والخرطوش والسنج والمطاوي والسيوف.
تقول د.سمية إسماعيل: الحاجه فريال حينما رأت الشهيدة أمال فرحات قد أصيبت بطلق ناري في الرأس و الصدر من سطح إحدى العمارات ، انطلقت الحاجه فريال لمحاولة إسعافها فانهال عليها بلطجي بالضرب على رأسها بسنج حتى سبب لها تهتك فى شرايين الجمجمة و نزيف داخلي في المخ دخلت على أثره فى غيبوبة.
وظلت الحاجة فريال تصارع الموت لمدة أسبوع كامل دخلت فيه المستشفى العام بالمنصورة ثم المستشفى الدولي ومستشفى شربين المركزي، وأخيرا مستشفى الطوارئ بالمنصورة، والذي ظلت فيه تحت ملاحظة الأطباء حتى ارتقت شهيدة وصعدت روحها الطاهرة في 17 رمضان الموافق 26 يوليو 2013م لتنضم لقافلة الشهيدات الحرائر اللاتي ارتقين في هذه المذبحة وتصبح رابع شهيدة بعد الفتاة هالة أبو شيشع والدكتورة إسلام الغني وآمال فرحات.
وتوافد الآلاف من كافة أحياء المنصورة لتشييع الجنازة وامتلأ المصلى بالرجال والسيدات بمسجد الزهايرة بشارع قناة السويس وانطلقت الجنازة عقب صلاة الجمعة ، ووقف زملاؤها يبكون لفراقها ويدعون لها بالرحمة، فيما أكد خطيب الجمعة أن “أي إنسان مسلم يصاب بشوكة في سبيل الله كان له بها أجر ونحسبها من الشهداء فقد صبرت على الإصابة وظلت أسبوعا كامل تصارع الموت وجزاء الصابرين عظيما عند الله”.
وهتف المشيعون “حسبنا الله ونعم الوكيل”، و”حسبنا الله في الظالمين”، و”يا شهيد اتهني اتهني واستنانا على باب الجنة”.
ووقف شقيقها الشيخ شعبان الزهيرى يقول: أختي تمنت الشهادة ووهبت نفسها في سبيل الله ورزقها الله ما تمنت.