الشهيدة آمال متولي بدر .. عاشقة الجنة

أمال متولي بدرالشهيدة أم بلال .. الداعية والمربية والقيادية في دعوة الإخوان المسلمين بجديلة مركز المنصورة ، عاشت حياتها لدعوة الله وتربية الفتيات والسيدات ، تُعلم القرآن والعلوم الشرعية وتتعلم في المعاهد المتخصصة ، متفانية في دعوة الله ، تحب العمل التطوعي والخدمي والخيري حسبة لله ، تميزت بالهدوء والقناعة والجود والكرم ، كانت صبورة محتسبة متوكلة على الله في كل شأنها ، لم تخطئها رصاصات الغدر ، بل اصطفاها الله لخير موتة تلقى الله عليها ، الموت في سبيل الله ، فقد كانت عاشقة للجنة.
الشهيدة آمال متولي فرحات بدر، مواليد جديلة بالمنصورة عام 1968م ، زوجة الشيخ شعبان الزهيري الذي تلقى خبر استشهادها أثناء تواجده في بعثة دعوية بأسبانيا وهو صابر محتسب ، وهى أم لأربعة أبناء ، سمية -ليسانس دراسات إسلامية- وبلال –طالب بطب أسنان الأزهر- وعائشة –طالبة بالثانوى- صفية -طالبة بالإعدادية- .
تميزت الشهيدة بحرصها على طلب العلم فحصلت على بكالوريوس التجارة ومعهد إعداد دعاة كما درست بمعهد القراءات
، وكانت محفظة للقرآن الكريم بمسجد الزهيري كما أنها كانت قيادية في قسم الأخوات بجماعة الإخوان بمنطقة جديلة.
هى واحدة من الشهيدات الحرائر اللاتي ارتقين إلى الله فى العاشر من رمضان فى مذبحة الحرائر برصاصات الغدر والظلم وقد ظلت طول حياتها تطلبها .. هى لله …..هى لله
كانت عيناها على الآخرة ، حين يتحدث أحد أمامها على زينة في الدنيا تقول: هانلبسها فى الجنة .. هانأكلها فى الجنة ، فكانت مشتاقة للجنة وعاشقة لها.
تقول أسماء منصور ابنة أخت الشهيدة: هى الحاضرة الغائبة إذا حضرت أشرقت الدنيا وابتهج الجميع ، وإذا غابت افتقدها الجميع وسألوا عن أحوالها. داخل عائلتنا نختلف جميعا مع أخوالنا وخالاتنا في كثير من الأحيان ولكن عند آمال يتفق الجميع ، إذا تحدثت نسمع ، وإذا أمرت ينفذ طلبها ، وإذا لامت أو انتقدت خطأ ما يصحح فورا.
كانت نعمَ الصديقة والأخت والجارة والأم ، هادئة ، قنوعة ، شديدة الكرم والجود ،صبورة ، محتسبة ، متوكلة على الله فى شتى أمورها ، خدومة لأقصى حد سواء لمن تعرفه أو لا تعرفه مهما كانت ظروفها الصحية.
كانت –رحمها الله- بمثابة المستشارة والخبيرة في حل المشكلات سواء في داخل العائلة أو وسط المجتمعات النسائية ، كانت نعم الناصح الأمين ، زرعت فينا حب الله ورسوله والسعي وراء الحق.
كانت –رحمها الله- نعمَ الزوجة المطيعة ، ونعم الأم والمربية الصالحة لأولادها،  ربتهم على حفظ القرآن وإتقانه وعلى الشجاعة وتحمل المسئولية و الصبر و الرضاء و اليقين وخدمة الدعوة و البر بالأقارب , والأخلاق الحميدة
وكانت بارة بوالدها -جدى رحمه الله- وبوالدتها ، فكم سمعت من مدح وثناء ودعاء من جدتى لها ، كانت بارة بأهل زوجها وأخص منهم والده ووالدته -رحمة الله عليهما- فلقد رأيت بعيني حبهم لها كانت ترعاهم بكل تفانى وإخلاص وكانوا يذكرونها دائما بكل خير وحب ودعاء.
وصاياها واستشهادها

وتضيف ابنة أختها: قبل استشهادها بيومين كنا في زيارة عائلية تحدثت معنا على مجزرة الحرس الجمهوري وأكدت أنها حرب على الإسلام وأنه صراع بين الحق والباطل ونصحتنا بالنزول للميادين ، ومن لم يستطع فعليه بالدعاء والصلاة وأوصتنا بالحفاظ على صلاة الفجر.

ويوم الجمعة يوم استشهادها كانت شديدة التفاؤل وعلى يقين أن النصر قادم لا محال ، وأوصتنا بوصاياها الأخيرة وهى:

جعل حديث النبى صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) شعار حياة
الدعاء لأقاربنا دائما بالهداية والتواصي بصلة الرحم مهما كانت خلافتنا
التزام الاستغفار والدعاء والأذكار والمحافظة على صلاة الفجر
المحافظة على الورد القرآن اليومي
وعقب إفطار ذلك اليوم الجمعة 10 رمضان خرجنا معها للمسيرة المؤيدة للشرعية والمطالبة بإنهاء الانقلاب العسكري ، وكانت رحمها الله تحثنا على الإسراع لعدم التأخر.

وبعد صلاة التراويح انطلقت المسيرة الحاشدة من أمام القرية الأوليمبية بالمنصورة وحين وصلت إلى شارع الترعة ، هجمت مجموعات مسلحة من البلطجية على السيدات والفتيات في خسة ودناءة وجاهلية ووحشية غير مسبوقة واطلقوا عليهن الرصاص والزجاج وضربوهم بالسنج والأسلحة البيضاء في فاجعة مصرية غير مسبوقة في التاريخ ، ومذبحة لحرائر الدقهلية وشريفات هذه الأمة وصفوة نساءها وفتياتها ، وأصيبت أم بلال بطلق ناري في الرأس وآخر في الصدر من الخلف ، وارتقت روح الشهيدة النقية ولبى الله دعائها الذي طالما دعته أن تلقى الله شهيدة في سبيل نصرة الإسلام والحق.

يقول محمد الزهيري: ماتت زوجة عمي ، يا أفضل مربية أجيال عرفتها فى حياتي ، وأصيبت عمتي ، أشرف ناس في عائلتي.
ويقول إسماعيل شقيق الشهيدة: إن أختي رحمها الله كانت تعشق العمل التطوعي الخيري من قوافل طبية أو تعليم الناشئة وتجويد وتلاوة القرآن وأعمال خيرية والجميع يشهد لها بذلك فبأي ذنب قتلت”.
وأضاف: سنقدم شهيداً تلو شهيد حتى يتم تحرير الوطن من كل سلطان غاصب ، نحن مشاريع شهادة ولن نتنازل عن ذلك وأختي صدقت الله فصدقها ، وأقول للسيسي بأي ذنب قتلت النساء، ولكل من أيد الانقلاب أنت مشارك في هذه الجرائم البشعة.
ومن مسجد الإيمان بجديلة انطلقت جنازة الشهيدة ووقف شقيقيها إسماعيل بالمسجد يقول : إنها صدقت الله فصدقته، وكانت تتمني الشهادة ، وأقسم بالله أنني شممت رائحة من دمها لم أشمها من قبل.
وصلى ابنها بلال صلاة الجنازة وسط بكاء ونحيب الرجال والنساء الذين احتشدوا لوداع الشهيدة ، ورفعوا لافتات كتبوا عليها “شهيدة الحرية والشرعية أم بلال” كما رفعوا علم مصر وصورة الرئيس الشرعي محمد مرسي.
يذكر أن مجزرة الحرائر استشهدت فيها ثلاثة سيدات وفتيات ثم لحقت بهن الرابعة شقيقة زوج الشهيدة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...