بقلم: محمد ثابت
صدق الإمام الراحل الشيخ محمد عبده، رحمه الله، لما قال:
“لعن الله كلمة ساس .. يسوس .. سياسة”!
لا تملك إلا أن تهتف باللعنة على كلمة سياسة اليوم وأنت تقرأ تصريحات لرئيس الوزراء العراقي يقول فيها منذ أيام:
“لقد وضعنا أرواحنا على أكفنا وضحينا من أجل أهلنا في الفلوجة .. حتى تمّ (تحريرهم) من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي..ونحن نبشرهم بتحرير المدينة”!
هذا “حيدر العبادي” الذي شارك ويشارك في إثم قتل الآلاف من أهلنا من السُّنّة في العراق، يقول الرجل هذه الكلمات بعد انتصاف شهر رمضان المبارك الحالي .. وكأنه لا يعرف أن هناك ربّاً في السماء سوف يعذبه عذاباً أليماً إن لم يتب عن هذه الكلمات وعكسها تماماً من الأفعال المشينة طوال الوقت..، ولا أحب الخوض في مصائر الناس مما لا يملك الامر فيه إلا رب العزة..ولكني واثق أن مصيراً شديداً ينتظر أمثاله وأذناب وذيول الغرب الساجدين تحت نعالهم من أجل لقمة عيش أو رفاهية سكن، أو متعة فانية متخلين عن دينهم وأعراضهم، وكم جنى هؤلاء على المسلمين، وما أقساه من شعور أن ترى وترقب واحداَ من بني جلدتك يبالغ في إيذاء قومك، ويتفنون في مطاردة كل شريف طاهر.
تنظيم الدولة “داعش” الذي صنعه الغرب على عينيه كفزاعة للأغبياء من شعوبنا وشعوبه، وتركهم يستولون على الأرض ويصلون لمكامن المال ولا يحركون ساكناً نحو العدو الصهيوني، ويأكلون ويشربون دماء ولحوماً للمسلمين، ثم يستولون على كبرى مدن الأنبار “الفلوجة” ثم الموصل منذ عام 2014م، والحكومة العراقية تراقب وتعد العدة لاستعادة البلدين، وتندد بـ “الإرهاب” .. واللهم ألعن كل إرهابي في مشارق الأرض ومغاربها بخاصة الحكام الفجرة الظلمة الذين يمدون يداً لمصافحة الإرهابيين من الناحية الثانية من الستارة، ثم يدعون إنهم يحاربونهم من ناحية”النافذة”!
بعد أن سمح العبادي والقادة العديمي الضمير والإنسانية لميليشا الحشد الشعبي المتطرفة التابعة لإيران بالتوغل في “لحم أهل السنة”، والتنكيل بأجسادهم، وتجويعهم مع “داعش” والكل يدعي صلة بالإسلام، والإسلام برىء منهم ومن نذالتهم، حتى إن الأمم المتحدة لتقول قبيل رمضان إن 50 ألف مسلم محاصرين في الفلوجة ثم تعود لتعتذر مبينة إنهم يتجاوزن 80 أو 90 ألفاً يمر بهم الشهر المبارك الفضيل فلا يجدون إفطاراً ولا سحوراً ليصوموا، ويبلغ الجهد بالجميع فضلاً عن غياب حليب الأطفال، وينتشر القتل بالشوارع، وتدفن الأمهات أمام الأبناء والعكس في حدائق المنازل..
ويوم الاثنين 20 من يونيو/حزيران الجاري يفتح ممر للخروج فتصور الجزيرة ما يروع الوجدان الآدمي إذ إن ميليشيا الحشد تتعمد خطف الرجال، وتتحدث النساء المسلمات الحرائر للكاميرا، ويتحدث الرجال المسنون فيرجون من قطعة الحديد، اسم الكاميرا لدى عتاة الإعلاميين، أن “تنجدهم” إذ إن الزوج تم اختطافة لتقطع أعضاؤوه ويقتل ويذبح، ويقول عجوز بحرقة:
ـ قال المذياع الحكومي لنا اتجهوا إلى الجيش الحكومي ليحميكم فلما توجهنا حيث أرادونا خطفتنا وقتلتنا الميليشيا الشيعية، وحدد الرجل “قوات داود وحزب الله”.
ثم يقول العبادي إنه يهنأ أهل المدينة “الفلوجة” ويبشر “ألموصل” بنفس النتيجة!
صار الغرب الذي نسميه ظالماً وكافراً، بحسب البعض، أكثر رحمة وإنسانية من حكام المسلمين الأشاوس على شعوبهم، وهم يمسكون السكاكين والخناجر والطيران والدبابات ليقطعوا فينا يبشروننا بالفرج القريب.
أين الإسلام والإيمان الحقيقي من القلوب ونحن في شهر رمضان؟
سوف تستمر هذه الضربات المتتالية للأمة حتى تعود إلى أمر الله تعالى، وحتى تفهم هذه الشعوب إنها ليست كـ السائبة تعيش لتأكل وتشرب وتفعل فعل الحيوانات وتنام، وإلا فسوف يستمر هؤلاء الفسدة الخوارج على كل دين على رقابها.
صارت أقصى أمانينا أن يأذن الله بميلاد جماعة جديدة تسير على طريق الهدى والخير والنور، بدلاً من الأفراد المتوزعين في أدنى الأرض وأقساها يعانون بقسوة، الشرفاء المخلصين طبعاً بعد استبعاد الخونة والمندسين.. حتى يأتي الله تعالى بأمره وتصوم أمة الإسلام مجتمعة لا أفراداً متفرقين ولو بلغوا الملايين!