مع القرآن .. بقلم عبد الرحمن جمعه

12764368131_shamelntلنا وقفة نتدبر فيها قول ربنا عز وجل ” قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿69﴾ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿70﴾ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿71﴾ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ﴿72﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿73﴾

فالقرآن الكريم مصر الخير والأمن والطمأنينة والصلاح ومعالجة القضايا العامة بل والخاصة يقول ربنا عز من قائل ” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ” وصدق رسولنا صل الله عليه وسلم عندما قال “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي” والقرآن لا يخلق (لا يصير قديما) من كثرة الرد فهو عطاء لا ينفذ فاقترب منه قارئا أو تاليا أو متدبرا سوى باحثا عن الحق والحقيقة والنظر فيه عبادة بل إن النظر فيه يقوي البصر كما ورد في الأثر . إنه رمز لكل مؤمن يحب الحق ويعمل له فالسير في الأرض حركة والنظر في أخبار الأمم عظة لذا فالقرآن يحتاج منا لعمل وسير في مناكب الأرض وقراءة التاريخ والنظر في حال المجرمين من سوء العاقبة والخسران في الدنيا والآخرة فالقاعدة المنطقية تؤدي إلى نتائج محسومة ، ظلم وطغيان يتبعه هلاك للمجرمين  ثم تمكين للمؤمنين ، قال تعالى ” إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ” هذه حقيقة لا مراء فيها لذلك وقت القصاص والإهلاك للمجرمين لا تحزن عليهم ولا تأخذك بهم شفقة لأنهم مجرمون أفسدوا وأهلكوا فاستحقوا العقاب ولا يضيق صدرك من مكرهم فالله أعظم مكرا بهم .

وقد يتساءل المتعجلون متى هو ؟ قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون .

ومن باب التخفيف على أصحاب الابتلاء يرسل الحق رسالة تطمينيه لأهل الصبر فيها بشرى كمقدمة للفتح العظيم رأفة بقلوب عباده المتعلقة به سبحانه فالله واسع الفضل والرحمة، المهم أن نحسن الشكر والحمد على فضله علينا .

هذا والله الموفق .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...