الحرية هي : قدرة الإنسان على فعل الشيء أو تركه بإرادته الذاتية ، وهي ملكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله ، بعيدًا عن سيطرة الآخرين ؛ ولقد كفل الإسلام الحرية الكاملة للإنسان بكافة صورها ، ومن جميع جوانبها ، ولكن بضوابط منها : ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه . وألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين .
وبهذه الضوابط ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة ، كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد ، ولكنه وازن بينهما ، فأعطى كلا منهما حقه .
والإسلام الحنيف كفل الحرية للإنسان في أكمل صورة وأوسع نطاق ، فقرر حرية العقيدة ، والحرية الفكرية ، والحرية السياسية ، والحرية المدنية .
من هدي القرآن
قال تعالى : ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾. [ البقرة : 256 ] .
من نور النبوة
ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم المسلم إلى تكوين شخصيته المستقلة، وذلك في إبداء الرأي ، فيقول صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا » [رواه الترمذي] . ومعنى قوله : « إمعة » : أي لا رأى له ولا عزم.
كلام رائع
والإسلام الحنيف يعلن الحرية ويزكيها ، ويقررها للأفراد والأمم والجماعات بأفضل معانيها ، ويدعوهم إلى الاعتزاز بها والمحافظة عليها ، ويقول نبيه صلى الله عليه وسلم : « وَمَنْ أَعْطَى الذُّلَّ مِنْ نَفْسِهِ طَائِعًا غَيْرَ مُكْرَهٍ ، فَلَيْسَ مِنَّا »
[رواه الطبراني]