قال تعالي: ” الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا ”
يحضرني عدة مشاهد من السيرة العطرة محفورة في الذاكرة الأول اصرار عبد الله بن حذافة علي تبليغ رسالة الثبات والشجاعة للأعداء وفيها قوة في الفداء. والثاني موقف بلال بن رباح الشامخ في الثبات بقوله رضي الله عنه أحد أحد رغم العذاب الشديد. والثالث في قوله رضي الله عنه للمشركين والله ما أحب ان يشاك النبي بشوكة وهو في مكانه الذي هو فيه رداً علي قولهم أتحب أن محمداً مكانك الآن. والرابع موقف أبي بكر الصديق في الإسراء والمعراج وتصديقه للنبي صلي الله عليه وسلم. والخامس لأحمد بن حنبل رضي الله عنه وتحديه لرموز الباطل في فتنة خلق القران .
إن الرسالة عندما تولد في موقف تكون ذات تأثير قوي وأثر بالغ في النفوس ويكتب لها الخلود لأنها ولدت في أتون المحن.
لذا يجب أن يسأل كل منا نفسه ما رسالته في الحياة وإن كانت لك رسالة فهل تعي محتواها وتحرص علي تبليغها وهل تتابع الأثر؟ فالنبي صلي الله عليه وسلم كان يتعهد أصحابه بالموعظة. أما عن الهداية من عدمها فهذا أمر موكول لله تعالي “إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ“. وما علي الرسول إلا البلاغ .
وبلاغ الرسالة قد يكون بموقف أو كلمة أو اشارة أو صمت أو تفكر أو بحسن أداء المهام أو أي عمل فيه نفع للجميع واحذر وأنت تؤدي الرسالة أن يعطل مسيرتك إنسان بتخويف أو ما شابه ذلك، يقول ربنا عز من قائل: ” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ”
إن الاستجابة لدعوي التخويف والبلبلة ثم القعود والكسل يُعتبر انتصار للشيطان عليك وتفقد بذلك القيمة الحقيقية لوجودك في الحياة إذ قيمتك فيما تنفع وتمارس عملا وفي الجهاد بمعناها الواسع متسع لكل ذي طاقة وقدرة فاغتنم أيها المجاهد الصحة والوقت والمال والعلم والحياة في إنجاز عمل يخلد الله به ذكرك الي يوم القيامة خدمةً لدعوتك ونصرةً لدينك وأداء لرسالتك.
قم وفتش عن عمل يناسب حالتك ولا تستجب للنفس والهوي والشيطان ودعاوي التخويف فالعمر يمر والحساب عسير والجميع يقف في طابور الموت فتذكر ذلك كله .