شرح الأصل الرابع من الأصول العشرين

الأصول 4الأصــل الرابع
( والتمائم والرقي والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب، وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة ) . 
الشرح
المسلم مُطالب بالأخذ بالأسباب التي وضعها الله جل جلاله مقضية إلى مسبباتها ونتائجها ، فالأكل سبب لطرد الجوع وبقاء الحياة ، والشرب سبب لذهاب العطش ، والعمل للكسب والغنى ، وهكذا .
وهناك أسباب معنوية تؤدي إلى نتائج ايجابية ومنها الدعاء ، فقد يدعو المريض فيشفي والضال فيهتدي ، وهكذا لأن الأمور كلها بيد الله جل جلاله وهو الذي جعل التوجه إليه والاستعانة به والطلب منه أسباباً لحصول المطلوب متى ما استجمعت في الداعي شروط معينة وأبعدت مواقع عدم الاستجابة ، ومن الأسباب المعنوية بعض الرقى ، أي الأدعية التي يدعو بها المسلم في ضيقه أو مرضه أو يدعى له بها كما ورد في بعض الأحاديث ، منها : ( بسم الله أرقيك ، والله يشفيك من كل داء يؤذيك ، من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسدٍ إذا حسد ) ، ونحو ذلك من الرقي ، فهذه جائز لوروده في السنة المطهرة وما عدا ذلك من الكهانة وادعاء معرفة الغيب وكتابة الكلمات غير المفهومة وحمل بعض الأحجار أو العظام وغير ذلك فكلها أمور مُنكرة يجب إنكارها .
ولا يُقال هنا : كيف تنكر إدعاء معرفة الغيب وقد قًلنا في شرح الأصل الفائت : أن آثار الإيمان الصادق الكشف .. ومنه معرفة بعض الغيبيات ؟ والجواب على هذا الاعتراض : أن الكشف يجري على يد المؤمن بدون طلب منه ولا يملكه هو ويجلبه متى شاء وليست عنده حاسة خاصة لهذا الكشف وإنما يُجريه الله جل جلاله على يده ، فتنكشف له بعض الأمور والخفايا والبواطن ، وهذا يُخالف إدعاء معرفة الغيب لأن مدعي علم الغيب يدعي أنه يبصره ويراه متى ما أراد كما يبصر بعينه الأشياء المادية متى ما أراد وهذا هو الممنوع .
x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالفيديو : من رسائل الإمام البنا ( رجل العقيدة)

بالفيديو : من رسائل الإمام البنا ( رجل العقيدة)https://www.youtube.com/watch?v=3AaYkEcA1UU