(2 من رمضان) مجاهدة النفس

2 رمضانمجاهدة النفس من المعينات على الإخلاص. ومجاهدة النفس إنما تكون لكبح جماحها وامتلاك زمامها ، وحملها علي ما يرضي ربها ، وتصفية كدرها ، وتنقية فطرتها، ولذا كان الأمر الرباني لنبيه وللمؤمنين معه بالقيام بالليل والذكر الدائم بالنهار ، وهو أمر يحتاج إلي رياضة نفسية وعزيمة إيمانية، وهمة أخلاقية، وإرادة قوية . قال تعالى : ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ [العنكبوت].

فإن العبد ما لم يجاهد نفسه أولاً فيبدأ بها ويلزمها بفعل ما أُمرت به وترك ما نُهيت عنه لم يمكنه جهاد عدوه الخارجي مع ترك العدو الداخلي.

من هدي القرآن

قال تعالى : ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾ [النازعات ]

 

من نور النبوة

عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ . قَالَ : «أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا ». [متفق عليه] .

وقال  صلى الله عليه وسلم : « وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ » رواه أحمد بإسناد صحيح .

كلام من ذهب

قال سفيان الثّوريّ رحمه الله: ما عالجت شيئا أشدّ عليّ من نفسي، مرّة لي ومرّة عليّ .

قال الغزاليّ رحمه الله : إنّ النّفس عدوّ منازع، يجب علينا مجاهدتها .

والنفس كالطفل أن تتركه شب على … حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه …… فقوّم النفس بالأخلاق تستقيم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...