سيطرت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، على أبرز الأحداث الاقتصادية في السعودية خلال 2019، نتيجة هجمات واكتتاب في البورصة المحلية.
وحازت الشركة على الاهتمام الأكبر عند الهجوم على معاملها في سبتمبر/أيلول الماضي، ما أوقف أكثر من نصف إنتاجها النفطي، إضافة للاهتمام الذي حظي به لطرح الشركة جزءا من أسهمها ما جعله أكبر طرح أولي في العالم.
وبين أهم الأحداث السعودية في 2019، كان تسلم رئاسة المملكة مجموعة العشرين حتى 21 نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، وأيضا انضمام السوق المالية لمؤشرات الأسواق الناشئة.
ومن ضمن الأحداث الهامة، تقدير الحكومة لموزانة 2020 بنفقات أقل من 2019 وبعجز متوقع 50 مليار دولار، بعد تسجيلها عجزا بـ35 مليار دولار في 2019.
هجوم “أرامكو”
في 14 أيلول/ سبتمبر 2019، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين وقعا في منشأتي “بقيق” و”خريص” التابعتين لشركة “أرامكو” شرقي المملكة، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة، تبنتها جماعة “الحوثي” اليمنية.
كانت الهجمات قد دفعت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام بنحو 5.7 ملايين برميل يوميا، أو حوالي 50 بالمئة من إنتاج شركة أرامكو، إضافة إلى ملياري قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
وأعلنت السعودية بعد 3 أيام من الهجوم، عودة إمدادات الخام لمستوياتها الطبيعية كما كانت عليه قبل الهجمات عبر السحب من المخزونات.
ووفق وثيقة الميزانية للحكومة السعودية، بلغ متوسط إنتاج السعودية النفطي في أول 10 أشهر من 2019، نحو 9.8 ملايين برميل يوميا.
والسعودية ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، وأكبر المصدرين بنحو 7 ملايين برميل يوميا في ظل إلتزامها بخفض الإنتاج ضمن تحالف “أوبك+”.
والتزمت “أوبك+” بخفض إنتاج النفط، بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، اعتبارا من مطلع 2019، قبل أن تتفق على تعميق الخفض مؤخرا.
اكتتاب “أرامكو”
طرحت “أرامكو”، أكبر شركة نفط في العالم، 1.5 بالمئة من أسهمها في سوق الأسهم المحلية، أي 3 مليارات سهم، منها 0.5 بالمئة للأفراد (مليار سهم)، و1 بالمئة للمؤسسات.
وبدأ اكتتاب الأفراد على سهم “أرامكو”، اعتبارا من 17 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، حتى 28 نوفمبر، بينما انتهى اكتتاب المؤسسات الذي بدأ بنفس التاريخ في 4 ديسمبر/ كانون أول الجاري.
وبلغت حصيلة الاكتتاب 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار)، ليصبح اكتتاب الشركة أكبر طرح أولي في العالم متفوقا على شركة “علي بابا” الصينية، البالغ طرحها 25 مليار دولار.
وأجلت السعودية في أكثر من 4 مناسبات، طرح “أرامكو” 5 بالمئة من أسهمها في السوق المحلية إضافة إلى بورصة أو اثنتين عالميتين.
ويرى مراقبون أن الهجوم على أرامكو، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، أدى إلى تنامي مخاوف المستثمرين العالميين إزاء قدرة المملكة على حماية واحد من أهم منشآت الطاقة العالمية.
إدراج “أرامكو”
أغلق سهم “أرامكو السعودية”، أول أيام تداوله (11 ديسمبر الجاري)، على ارتفاع بنسبة 10 بالمئة وهي نسبة الزيادة القصوى المسموحة للسهم في البورصة المحلية “تداول”.
وصعد سعر السهم إلى 35.2 ريالا (9.39 دولارات) ارتفاعا من سعر الاكتتاب البالغ 32 ريالا (8.5 دولارات).
وحسب مسح “الأناضول”، صعدت القيمة السوقية للشركة إلى 1.88 تريليون دولار تجعلها أكبر شركة مدرجة في العالم متفوقة على شركة أبل البالغ قيمتها 1.2 تريليون دولار.
واحتفلت الأوساط الاقتصادية في السعودية بشكل كبير بالحدث، وتزايد الاهتمام بعد أن تجاوزت قيمة الشركة تريليوني دولار خلال جلسة اليوم الثاني لإدراجها الا انها أغلقت دون هذه القيمة بنهاية الجلسة.
رئاسة G20
تسلمت المملكة العربية السعودية، السبت الموافق 23 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، رئاسة مجموعة العشرين لمدة عام، وذلك خلال حفل أقيم في مدينة ناغويا اليابانية.
وتتولى المملكة رئاسة قمة مجموعة الـ20 لمدة عام، والتي من المقرر عقدها في الرياض العام القادم 2020.
موازنة 2020
أعلنت السعودية، الإثنين الموافق 9 ديسمبر الجاري، موازنة 2020 بإنفاق 272 مليار دولار (أقل من 2019)، مقابل إيرادات بـ222 مليار دولار، متوقعة عجز قيمته 50 مليار دولار.
جاء ذلك عقب تسجيلها عجزا بقيمة 35 مليار دولار في عام 2019 بعد بلوغ النفقات 295 مليار دولار، مقابل إيرادات بـ260 مليار دولار.
و2019 هو خامس عام على التوالي من العجوزات في الميزانية السعودية نتيجة لتراجع أسعار النفط عن مستوياتها منتصف 2014.
الأسواق الناشئة
وخلال 2019، انضمت البورصة السعودية لمؤشرات الأسواق الناشئة، التى تضم مؤشرات “إم إس سي آي” وفوتسي وستاندرد أند بورز؟
وكان أبرز المراحل في 28 آب/ أغسطس 2019 عندما انتهى الإنضمام إلى مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة بتنفيذ المرحلة الثانية بضم 50 بالمائة من وزن البورصة.
وحينها أصبح وزن البورصة السعودية 2.8 بالمائة من وزن المؤشر (إم إس سي آي للأسواق الناشئة).
نمو ضعيف
من المتوقع أن يسجل الاقتصادي السعودي نموا ضعيفا في 2019، حيث تشـير تقديرات الحكومة السعودية إلى نمو الناتـج المحلي الاجمالي الحقيقي بنسبة 0.4 بالمائة، مدعومـاً بنمـو الناتـج غيـر النفطـي.
وأظهـرت بيانات الناتج المحلي الاجمالـي الحقيقـي نموا بنسبة 1.1 بالمائة في النصف الأول 2019، مدعومة بنمو القطاع غير النفطي بنسبة 2.5 بالمائة، بينما انكمش القطاع النفطي بـ1 بالمائة بسبب اتفاق خفض الانتاج ضمن “أوبك+”.
خلافا لذلك تتوقع الحكومة السعودية نموا بنسبة 2.3 بالمائة في عامي 2020 و2022، ونموا بنحو 2.2 بالمائة في 2021.
عربي 21