يعرف المصريون كما يعرف جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي ومن يقف خلفه، أن عجلة التغيير قد دارت، وأن حاجز الخوف من فاشية العسكر قد كُسِر، وأن الشعب أكد أن الثورة ما زالت تسكن بين جوانحه، وأن استئناف الثورة أمرٌ صعبٌ وليس باليسير، ولكنه ليس مستحيلا، وأن إحياء الثورة قابل للاستئناف.
من جهته يقول الدكتور سيف الدين عبد الفتاح: “الثورات خاصة والسياسة عامة لا ترتبط بأوصاف مثل التفاؤل والتشاؤم، ولكن الأمر يرتبط بسياسة مستبدٍّ غاصبٍ حاكَى أدوات واستراتيجيات محتلٍّ غاصبٍ في استراتيجيات تقطيع الأوصال”.
مضيفا: “إلَّا أن هذه الطرق التي يتبعها السيسي لن تصمد أمام مصانع الغضب التي تزايدت، والتي يمكن أن تعبر عن غضبها واحتجاجها بأشكال أخرى، بعد أن دارت حركة التغيير التي لن تتوقف حتى يرحل السيسي الطاغية”..
تضارب أرقام.
من جهته أكد الباحث بالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، أحمد العطار، أنه “لا يوجد حصر رسمي لأعداد المعتقلين في مصر على خلفية مظاهرات يوم 20 سبتمبر الماضي”، لافتا إلى أن “هناك تضاربًا في أرقام المعتقلين من منظمة حقوقية إلى أخرى، إلا أن الجميع متفق على ضخامة الأعداد وتزايد الانتهاكات”.
وقال، في تصريح صحفي: “في ظل عدم التصريح الرسمي من قبل وزارة الداخلية المصرية بأعداد المعتقلين لديها الذين اعتُقلوا مؤخرا، وفي ظل القبضة الأمنية، وكذلك بسبب عرض عدد غير محدد من المعتقلين للتحقيق أمام النيابة بدون وجود محامين، بالإضافة إلى عدد قليل لا يتعدى 300 معتقل قد تم إخلاء سبيلهم بدون العرض على النيابة”.
وأشار إلى أن “هناك أعدادا لا حصر لها قيد الاختفاء القسري لدى الأجهزة الأمنية لم تُعرض بعد على النيابة، ولم يُعرف بعد إذا كانوا سيُعرضون على النيابة في القريب العاجل أم أنهم سيظلون قيد الاختفاء القسري”، مؤكدا أن “الأعداد التقديرية للمعتقلين خلال الأيام الماضية تتراوح بين 3000 إلى 4000 مواطن، وقد تزيد أو تنقص قليلا”.
ونشرت صحيفة “التايمز” البريطانية مقالا للمعلق روجر بويز، تحت عنوان “ربيع عربي جديد يهدد بالاندلاع”، يقول فيه إن الأنظمة المتشددة والفاسدة من القاهرة إلى بغداد تكافح لإحكام الغطاء على المعارضة الجماهيرية.
ويشير بويز إلى أن “أبناء الطبقة المتوسطة والمهنيين ورجال الأعمال، الذين همّشهم الجيش الحريص على مصالحه وسدنة النظام، يقومون بالتحالف مع الطلاب والعمال، ويطالبون بإصلاح شامل للحكم والوفاء بوعود قطعت قبل ثمانية أعوام”..
الفقر زاد.
ويلفت الكاتب إلى أن “المحتجين في مصر شعروا بالغضب عندما شاهدوا أشرطة فيديو كشفت عن تبذير السيسي ملايين الدولارات على بناء القصور، وجوهر النقد هو أن الجيش المصري، الذي تقوم شركاته بالإشراف على بناء المدن الجديدة، التي يفترض أنها جزء من مشروع التحديث الوطني للسيسي، يقوم بتقوية عشه، أو رعاية مصالحه، مع أن نسبة الفقر زادت من 25.2% عام 2010 إلى 32.5% هذا العام”.
وينوه بويز إلى أن “رجال الأعمال يشعرون بالضيق، فيما تكمم أفواه الأكاديميين، وتشعر العائلات بالغضب على قطع الدعم عن الأرز والسكر، في وقت يعيش فيه الجنرالات وأبناؤهم في رفاهية ورغد، ويتساءلون: هل كان عام 2011 من أجل هذا الوضع؟”.
ويستدرك الكاتب بأن مصر تغلي في الداخل، بحسب الناشط محمد زريع، مشيرا إلى أن الاحتجاجات الشهر الماضي أدت إلى اعتقال الآلاف، وتم اعتقال الكثيرين في معسكرات الأمن المنتشرة حول القاهرة؛ لأن الزنازين العادية باتت مزدحمة.
ويقول بويز: إن “السيسي يخشى من الأثر الذي تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي على المزاج العام، فقد تم استخدام هاشتاج (كفاية يا سيسي) مليون مرة، وهو يخشى من انتشار السخط بين الطلاب والعمال في المصانع ومن المدن إلى الأرياف”.