بعد إصابة 4 أطفال بسيناء.. هذه أهداف العسكر من قذائف الجيش الطائشة

لا تزال قذائف الجيش الطائشة تثير غضب أهالي محافظة شمال سيناء على نحو واسع، وذلك في أعقاب إصابة 4 أطفال، أمس الاثنين 26 أغسطس 2019م، نتيجة قذيفة طائشة قال شهود عيان من أهالي الأطفال إنها جاءت من كمين تابع للجيش.

وأضافت مصادر قبلية بشمال سيناء، أن طفلين في مدينة الشيخ زويد أصيبا، مساء الإثنين، نتيجة قذيفة طائشة بالقرب من السوق الرئيسية للمدينة. وتم نقل الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و11 عاما، إلى المستشفى للعلاج من إصابتهم بشظايا القذيفة، التي قالت المصادر إن مصدرها كمين للجيش. والأطفال المصابون هم :محمد عبد الحميد سالمان ناصر “11 سنة من عائلة النصايرة”، معاذ محمد سلمى “12 سنة من عائلة أبو خساير”، نائل إبراهيم إسماعيل حماد “9 سنوات من عائلة السماعنة”، جودي إبراهيم إسماعيل حماد “عامين وشهرين” من عائلة السماعنة.

وقبل أيام، طالب سكان في شمال سيناء سلطات الانقلاب بالتدخل لوقف حالات الوفاة والإصابة التي تنتج عن الرصاص والقذائف الطائشة، وذلك بعد مقتل وإصابة الكثيرين خلال الأسبوع الماضي، كان آخرها مقتل فتاة وإصابة آخرين جراء قذيفة طائشة في مدينة العريش.

ويؤكد نشطاء أن “الرصاص العشوائي تحول إلى ظاهرة تحصد أرواح المدنيين بكل استهتار وبلا خوف من المساءلة”.

وقبل أيام، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر قيام محافظ شمال سيناء بإحالة الناشط فيصل أبو هاشم، الذي يعمل موظفًا في العلاقات العامة بالمحافظة، إلى النيابة العامة بسبب بث أبو هاشم لمقطع فيديو عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، يندد فيه بقتل المدنيين بسيناء بالرصاص الطائش الذي يصدر عن أكمنة الجيش.

أبو هاشم طالب أيضا بالتحقيق في كافة حوادث القتل ومحاسبة المسئولين عن ذلك، ومعرفة مصدر الرصاصة الطائشة، ومن هو الضابط أو العسكري الذي أطلقها، وتابع أن “ما يدفع للاستهتار بالدماء هو عدم محاسبة أي عسكري أو ضابط أو أمين شرطة”. كما طالب أبو هاشم نواب سيناء بتقديم استجواب لوزير الدفاع في البرلمان ومساءلة من وصفه برئيس الجمهورية عن سبب قتل أهالي سيناء، وطالبهم بالاعتصام والإضراب عن الطعام بمجلس النواب أو إعلان الاستقالة.

ويرى سياسيون ومختصون بالأمن القومي، أن توسع قوات الجيش في استخدام سياسة الرصاصات الطائشة بشمال سيناء لحماية الكمائن ونقاط الارتكاز الأمنية، تعكس فشل خطط الجيش في مواجهة أنصار تنظيم ولاية سيناء، بعد العمليات النوعية التي جرت ضد قوات الجيش والشرطة في الأشهر الماضية.

وكان نشطاء سيناويون دعوا لتنظيم إضراب عام في شمال سيناء بعد مقتل الشابة رغد محمد جمعة (24 عاما) قبل أيام، بعد إصابتها برصاصتين طائشتين من الجيش المصرى، أثناء سيرها مع والدتها بالقرب من إحدى الكمائن.

وتحت عنوان “أوقفوا الرصاص العشوائي”، دشن الناشطون وسمًا على موقع تويتر، دعوا فيه إلى تنظيم الإضراب العام، مؤكدين أن ما يقوم به الجيش يمثل استعداء لأهالي شمال سيناء، ويزيد من العداوة بينهما.

وأكد الناشط السيناوي فيصل أبو هاشم، بصفحته على “فيسبوك”، أن أبناء سيناء يقتلون برصاص الجيش والشرطة وليس برصاص الإرهابيين، باعتبارها سياسة ممنهجة للدولة، وأن الأهالي سيضطرون إلى إضراب شامل والتظاهر بالشوارع لأن ما يحدث هو استعداء لهم وخلق أعداء من دون مبرر. وأضاف أبو هاشم قائلا: “القتل سيدفع أهالي شمال سيناء لكراهية الدولة المصرية، ما سيتسبب في إطالة أمد الحرب على الإرهاب”، معبرا عن عدم خوفه من “اعتبار رسالته دعوة للتجمهر والاعتصام”.

وتساءل الناشط السيناوي أبو الفاتح الأخرسي، عبر حسابه بـ”فيسبوك”، عن الذنب الذي اقترفته الشابة “رغد” حتى تلقى حتفها، وهي تسير مع والدتها، وليس معها سلاح، مضيفا: “حدِّثوني أكثر عن بطولات جيشكم في سيناء.. هذا هو الطفل موسى سليمان عودة، عمره 10 سنوات، اتكتب عليه يقضي عمره مشلول، بعد أن اخترقت رصاصة صدره وخرجت من العمود الفقري بعد ما أصابته بالتفتت”. وأوضح الأخرسي أن “موسى كان بيلعب عند بيته في الشيخ زويد (..)، من فضلك تخيل إنه ابنك (..)، قبل ما تطلع تتكلم وتردد شعارات فاضية عن وطنية زائفة، وبعد كده أنا راضي برأيك”، بحسب تعبيره.

فشل الجيش

ويرى رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري السابق، رضا فهمي، أن الوضع في سيناء يزداد خطورة، وهناك فشل واضح لسياسات النظام العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، ما جعل كل أهالي العريش ورفح والشيخ زويد والقرى التابعة لهم، يقعون في نطاق استهداف قوات الجيش والشرطة.

ويوضح فهمي أن العملية العسكرية التي بدأها الجيش بسيناء في نوفمبر 2018، لا يعرف أحد ما الذي انتهت إليه، إلا أنها قامت بعزل سيناء، ووسعت الفجوة بين أهلها وبين الدولة المصرية، وبدلا من أن يعلن النظام العسكري عن نتائج مواجهته لما يعتبرهم إرهابيين تابعين لولاية سيناء، تعامل مع كل الشعب السيناوي على أنهم أعداء للنظام، وأعداء لاستقراره، وأحد المعوقات التي تقف أمام تطبيق خطته الرامية لتفريغ سيناء لصالح إسرائيل.

ويضيف فهمي: “يجب أن يعرف العالم حقيقة ما يحدث في سيناء، وأن يعرف أن النظام العسكري فشل في محاربة الإرهاب، ويقوم بدلا منه بمحاربة أبناء سيناء العزل والمعزولين عن العالم الخارجي، كما يجب على المجتمع الدولي أن يضع ما جاء في تقرير هيومن رايتس ووتش، عن المأساة التي تعيشها سيناء محل مناقشة ومحاسبة للنظام المصري الدموي”.

مخطط الترحيل

ويفسر الباحث المختص بالأمن القومي عبد المعز الشرقاوي، سياسيات النظام العسكري الانقلابي في سيناء بأن الهدف من ورائها هو إجبار الأهالي على الرحيل، وأن “الهدف من سياسة الرصاصات الطائشة ليس حماية الأكمنة الأمنية، أو توسيع نطاق استهداف عناصر تنظيم الدولة، وإنما الهدف الأساسي هو دفع أبناء سيناء للفرار بأنفسهم وترك أراضيهم وقراهم، بعد أن أصبحوا جميعا في مرمى نيران قوات الجيش والشرطة، وهو ما يأتي ضمن خطة شاملة ينفذها نظام الانقلاب لإخلاء سيناء من أهلها”.

ويضيف الشرقاوي أنه “لم يتم تقديم اعتذار من قوات الجيش عن أية حادثة جرت خلال الأيام الماضية، ولم يتم تقديم أي فرد أمن أو ضابط للمحاكمة بتهمة قتل المدنيين العزل، ولكن الواقع يشير إلى أن الأوامر ما زالت مستمرة، ومحددة بأن يتم توجيه الرصاص للأطفال والنساء والشابات”.

وحسب الشرقاوي، فإن العديد من التقارير الحقوقية أكدت مقتل ما لا يقل عن 6 آلاف مواطن سيناوي، منذ العملية العسكرية “سيناء 2018″، بالإضافة لاعتقال الآلاف من الشباب والنساء، وتلفيق القضايا العسكرية لهم، والتوسع في إصدار أحكام الإعدام ضدهم وتعرض المئات منهم للتصفيات الجسدية، وهو ما يشير إلى أن هدف النظام، لم يكن حماية سيناء من الإرهاب، وإنما الانتقام من أبنائها لمواقفهم المعروفة برفض الانقلاب العسكري.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...