مؤتمرات السيسي الشبابية.. مكلمة ولقطات إعلامية وإهدار للملايين بلا فائدة

في الوقت الذى يعيش فيه ملايين المصريين تحت وطأة القهر والظلم والتقشف، تواصل سلطة الانقلاب العسكرية الحاكمة فى مصر إذلال الشعب الكادح من خلال تنظيم مؤتمرات “هلامية” تحت مسميات كثيرة، لا تهدف سوى التدليس للمنقلب عبد الفتاح السيسي.

وبحضور 1500 شاب وفتاة مُنتقين على يد المخابرات، ينطلق المؤتمر الوطني السابع للشباب يومي 30 و31 يوليو، برعاية المنقلب عبد الفتاح السيسي فى صحراء العاصمة الإدارية الجديدة .

أكذوبة الترويج

وعلى مدار 6 أعوام، حاول السفيه من خلال تلك المنتديات والمؤتمرات رسم صورة وردية للسفاح القاتل الديكتاتور عبد الفتاح السيسي، وهو يحتضن الشباب كراع لهم، وهي عكس الصورة الحقيقية التي يعيشها المصريون في عهده.

وسينطلق المؤتمر السابع “يوليو 2019″، في الوقت الذي تشهد فيه سجون مصر كثافة عددية من المعتقلين، الذين وصلت أعدادهم– حسب مراكز حقوقية– إلى نحو 100 ألف معتقل سياسي؛ ما دفع حكومة الانقلاب إلى بناء نحو 20 سجنًا جديدًا.

كما يعاني ملايين الشباب من البطالة والغرق على قوارب الهجرة غير الشرعية، والانتحار بسبب الضوائق النفسية، ويفاقم القمع السيساوي أزمات العنوسة والاكتئاب بين شباب مصر.

الإعلامي عماد البحيري يتعجب من تواجد 1500 شاب يتم انتقاؤهم من خلال المخابرات، يقومون بدور الكومبارس للتصفيق وتوزيع الابتسامات للحضور وفى وجه السفاح السيسي.

ويضيف: ولكى تكتمل المنظومة، فهناك كومبارس آخر وهم قيادات الدولة الانقلابية من الوزراء والمحافظين ومسئولي المخابرات والجيش والشرطة الملاصقين للسيسي فى أى مؤتمر أيًّا كان نوعه، بواقع 5 آلاف شخص يكلفون الدولة ملايين الجنيهات.

30  مليون جنيه

فى حين أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، أن تكلفة تلك المؤتمرات تقدر بمبالغ طائلة من قوت الشعب المصري.

ونشر تغريدة سابقة فى 2018، “‏كنت في الجامعة اليوم بعد غياب 10 أيام.. الحركة داخل الحرم صعبة جدا بسبب مؤتمر اسأل السيسى. ثلاثة أطقم تعمل بهمة كبيرة.. طقم لتهذيب الأشجار وآخر للرصف وثالث لنصب خيام وبناء قاعات خشبية مكيفة. سألت خبيرا عن التكلفة فقال 30 مليون جنيه على الأقل. هل هذا سلوك دولة فقيرة تعيش أزمة اقتصادية؟”.

فى المقابل، قال الباحث الاقتصادي عادل عبد التواب: إن حجم الإنفاق الكارثي لتلك المؤتمرات قد يتخطى الثلاثين مليون جنيه.

وضرب مثلا على مؤتمر شرم الشيخ السابق، حيث تم حجز غرف فى فنادق فاخرة لأكثر من 5 آلاف مشارك، بالإضافة إلى حجز تذاكر طيران “ذهابا وعودة”، مع وضع “بوكيت ماني” لهم لا يقل عن ألفى دولار للفرد الواحد. فضلا عن الطعام الفاخر “الأوبن بوفيه” لجميع الحضور.

ى

توصيات لم تر النور

وبرغم الاعتراف كما يدعى السيسى ببلد الفقر “أوى”، يتواصل تنفيذ المؤتمرات وإخراج التوصيات فى أكثر من 25 مؤتمرا أقامه المنقلب للشباب، عقد منهم 6 مؤتمرات منذ العام 2016 وحتى 2019.

الأول بشرم الشيخ أكتوبر 2016، الثانى كان فى ديسمبر 2016 بالقاهرة، والثالث تم تنفيذه فى مدينة أسوان بتاريخ يناير 2017، وحل المؤتمر الرابع فى مدينة الإسماعيلية بتاريخ إبريل 2017، وتم تنفيذ الخامس فى الإسكندرية يوليو 2017، واختتم المؤتمر السادس للشباب بفندق الماسة بمحافظة القاهرة فى مايو 2018، جميع ما سبق خرج بتوصيات لكنها لم تر النور، نرصدها فى التقرير التالي:

فى مؤتمر عام 2016 بمدينة شرم الشيخ بحضور 300 شخصية عامة وشاب، وكان تحت بند “إصلاح التعليم”. وجاءت التوصيات على الورق كما يلى:

·         إنشاء هيئة مستقلة ومركز إبداعي للمشروعات (لم تر النور).

·         تأكيد وصول الدعم لمستحقيه وتحويل الدعم العيني إلى دعم نفدى، مع الإشارة إلى كارثة حذف تموين الانقلاب لـ10 ملايين مصري من بطاقات التموين.

·         أهمية مشاركة الشباب فى المحليات (لم تتم عقد انتخابات للمحليات منذ 2015).

·         تجهيز دراسات وافية عن احتياجات سوق العمل وربطها بالتعليم.

فى هذا الإطار يتحدث الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، فيقول: “جميع التوصيات تتم بصورة “الشو الإعلامى” فقط، وجميعها “حبر على ورق”.

ويكمل فى تصريح له: “المؤتمرات التى نفذت وتنفذ ما هى إلا وسيلة للترويج بأن مصر بلد الإبداع والفكر والترابط، ولا توجه إلى المصريين بل إلى الغرب، والذى يعلم تماما أن مصر تعيش اسوأ أيامها منذ الانقلاب لكن المصالح تدفعها للصمت”.

الناشط مصعب مصطفى يؤكد ما قاله “عطوان” فيضيف: نعم لم تصدر ورقة فعلية واحدة من قبل سلطة الحكم فى مصر بتنفيذ توصيات منذ العام 2015 وحتى الآن، وهذا يؤكد أن مصر يحكمها الجيش ومخابراته وعسكره بالمدرعات والدبابات والسلاح.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...