“عزيزي بيريز”.. هل أنجز السيسي المهمة التي أرادتها إسرائيل؟

كل الذين انطلت عليهم حيل العسكر وتآمرهم على ثورة 25 يناير، وافتراؤهم على الرئيس الشهيد محمد مرسي، من أول ترويج عبارة “عزيزي بيريز” إلى اللحظة التي قتل فيها داخل قفص المحكمة، يعضون الآن أصابعهم من الندم، ولم لا وقد أعلنت إسرائيل أن عميلها السفيه السيسي بات يعمل تلقائياً لصالحها، ولا يحتاج إلى بطاريات شحن أو تلقين عن بُعد.

تفاخرت إسرائيل أنّ هناك تعاونا ملموسا مع عصابة الانقلاب، أو قُل احتلالا قويا للمصريين في مجال الطاقة، بقيمة عشرات مليارات الدولارات بالطبع ستصب في جيب كوهين الذي يضطجع على الكنبة في شقته الفاخرة بين وأولاده وزوجته راشيل، بينما يحرم منها عبد الودود الفلاح الكادح على ضفاف النيل.

وشكك سياسيون ومراقبون في حقيقة نوايا عسكر مصر وإسرائيل وبعض دول البحر المتوسط في إنشاء ما يسمى بمنتدى غاز المتوسط لتفعيل وتنسيق سياسات الدول الأعضاء به لتطوير سوق الغاز الإقليمي في شرق المتوسط.

مؤكدين أن المنتدى المزمع إنشاؤه في ظل غياب دولة مثل تركيا، وتعدي دولة الاحتلال الإسرائيلي على حقوق فلسطين ولبنان في غاز المتوسط، له أبعاد سياسية، وتمنح إسرائيل الحق في استغلال حقوق الغاز للآخرين.

واختتم منتدى غاز شرق المتوسط اجتماعه الوزاري الثاني بالقاهرة، والذي عقد للنظر في تأسيس منتدى الغاز، وحضره وزراء الطاقة الإسرائيلي، والقبرصي، واليوناني، والإيطالي، والفلسطيني، وممثل وزيرة الطاقة الأردنية، ومراقبون من أمريكا وأوروبا.

أنعام السيسي!

كل هذا وما زالت هناك أنعام ترعى في حقول الكذب تتحدث عن عبارة “عزيزي بيريز”، وبحسب بيان صدر عن وزارة خارجية العدو الصهيوني، الجمعة، قال وزير الطاقة في حكومة الاحتلال يوفال شتاينيتس خلال لقائه نظيره في عصابة الانقلاب طارق الملا، الخميس:” لأول مرة منذ توقيع معاهدة السلام بيننا قبل 40 عاما، ثمة تعاون ملموس بقيمة عشرات مليارات الدولارات مع مصر”.

كانت “كامب ديفيد” قبل أربعين عامًا، مفتتحًا لسقوط عربي مروع في طريق التطبيع، عبر”مدريد” ثم “أوسلو” لتبدأ بعدها مرحلة الهرولة التي صار معها التطبيع وجهة نظر، ثم جاء انقلاب 30 يونيو 2013 في مصر، ردّة على ربيع عربي وضع القضية الفلسطينية في القلب منه، فبدأت مرحلة جديدة عنوانها”التتبيع” بات معها السفيه السيسي يفاخر بأنه أنجز المهمة التي أرادتها “إسرائيل”.

وحقق السفيه السيسي حلمًا عزيزًا لبنيامين نتنياهو، بإزاحته المصريين من معادلة المواجهة، وها هو السفيه السيسي يوقع في فبراير الماضي على صفقة ضخمة بين “شركة الغاز تمار وليفيتان” وشركة “دولفينوس” المصرية، تشمل تصدير إسرائيل للغاز الطبيعي المسروق من فلسطين المحتلة إلى مصر بقيمة 15 مليار دولار.

وتعد مصر أكبر مستهلك للغاز في أفريقيا، وهذا بالضبط ما تريده الصهيونية منذ وقع الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي جاءت به ثورة يناير2011، ليقدّم السفيه السيسي نفسه باعتباره الشخص المطيع في بلاط ما تسمى عملية التسوية الشاملة، كما يتمنّاها الاحتلال الصهيوني.

بعدها، أعلن بنيامين نتنياهو عبر تويتر أن “أكبر عقبة أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا بل هي الرأي العام في الشارع العربي الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعاية عرضت إسرائيل بشكل خاطئ ومنحاز”.

شذوذ عسكري

الغزل الصهيوني مع عسكر الانقلاب تخطى عبارة “عزيزي بيريز”، التي ألقتها المخابرات الحربية في فم إعلام ماسبيرو المتصهين، بغرض إشعال الرأي العام المصري ضد الرئيس الشهيد محمد مرسي، ووصل إلى قول نتنياهو: “أشكر صديقي السيسي على إرسال مروحيتين لإخماد الحرائق”.

جاء ذلك في تغريدة لنتنياهو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: “أشكر صديقي السيسي على قيامه بإرسال مروحيتين للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق التي نشبت في أنحاء متفرقة من إسرائيل”.

تم وصل الغزل الصهيوني مع عصابة العسكر إلى حد إعلان العلاقة الآثمة بين الطرفين، التي تعد أشد إثما من علاقة زواج في إطار شذوذ جنسي، حيث أشاد نتنياهو بالعلاقة التي تربطه مع السفيه السيسي، واصفا إياه بالصديق العزيز، ليس هذا فحسب بل أكد كيان العدو الصهيوني رؤوفين ريفلين أن السفيه السيسي عزز العلاقات مع إسرائيل.

وجاءت هذه التصريحات بمناسبة مشاركة نتنياهو وريفلين في حفل أقامته سفارة العسكر في تل أبيب بمناسبة ذكرى انقلاب 23 يوليو 1952، ونقل حساب “إسرائيل بالعربية” على موقع تويتر عن نتنياهو قوله إن “السيسي صديقي العزيز، وفي لقاءاتي معه فوجئت بحكمته وذكائه وشجاعته”.

وتابع نتنياهو قائلا خلال الحفل الذي أقيم في منزل سفير العسكر لدى إسرائيل خالد عزمي “تكافح دولتانا إلى جانب الكثير من الدول الأخرى هذا التطرف وهذا العنف والإرهاب، وأود الإشادة بصديقي وزميلي السيسي على وقوفه الحازم أمام هذه الموجة من التطرف والإرهاب”، وبالطبع التطرف الذي يقصده نتنياهو هو ثورات الربيع العربي.

المثير أنه في خضم هذا الشذوذ في حضرة نتنياهو، لا يزال الكذّابون يجترون تلك الكذبة الخليعة بحق الرئيس الشهيد محمد مرسي لمناسبة عبارة “عزيزي بيريز”، التي تصدّرت خطاب تكليف سفير مصر آتية من أرشيف أوراق الاعتماد الدبلوماسية التي لم تتغير، منذ عهد الملكية في مصر، ومتفق عليها دولياً، وهي صيغة واحدة مكتوبة بخط الكوفي باليد، ولا يتغير فيها إلا اسم الدولة ورئيسها وسفيرها، ومحفوظة في مكتبة نكلسون، كما بين ذلك وزير الخارجية في ذلك الوقت، والدبلوماسي الراحل إبراهيم يسري.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...