في الوعي (3) .. بقلم عبد الرحمن جمعه

85g4395011 copyالاختلاف بين المخلوقات واقع والتنوع ثابت والتعدد حقيقة والإنسان أحد هذه المخلوقات المتنوعة والمتعددة فهذا طويل وذام قصير وهذا أبيض وذاك أسود “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ” وهذا أعجمي وذاك عربي . حتى الاختلاف ثابت في مستويات الفهم والإدراك والعمل للوصول للهدف ويعتبر هذا التنوع وذلك الاختلاف إثراء للحياة وإنماء لها في جو من روح شفافة نقية نبعت من فطر سوية وعاشت في أخلاق محمدية فنبع الخير كل الخير من تعدد الرؤى وتطور الحياة وإبداء الآراء فظهر ما يسمر بالفكر التجديدي الإبداعي والتطور الطبيعي لأنماط الحياة عبر التاريخ الطويل ولعل ذلك من السنن التي أودعها الخالق في ذلك المخلوق البشري وفي ظل صناعة الحياة برزت قيم واختفت أخرى وظهرت نماذج بشرية واختفت أخرى ولكن القيمة أي المبدأ ثابت لا يتغير بل هو حقيقة راسخة مستمد من القرآن منهج الحياة “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” أما الإنسان فهو حقيقة لكنه يحيا ويموت ويتذكر وينسى وينتهي من الحياة لكن تبقى قيمه ومبادئه .
أم تر جيل الرواد من الأنبياء والصالحين ماتوا وبقيت مواقفهم ومبادئهم على مر السنين خالدة فأخذنا من مواقفهم إعلاءً لأصالة المبدأ مع احترام الفرد وهذا فهم سوي يعلي قيمة المبدأ على الفرد لذا كان اختلاف الصحابة رحمة وتعدد في الرؤى مع كامل الاحترام للأفراد وعدم التعدي خارج حدود الذوق العام .
فاختلف ما شئت واقترح ما شئت وطور ما شئت لكن لا تنسى فضل الصحبة وتاريخ من العطاء وجهد الليل والنهار ولا تفتش عن النوايا حتى يتسق مسعاك مع أهداف غيرك وهي إعلاء لقيمة المصلحة العامة على الخاصة في جو من الحب والاحترام .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...