قمة “شرم الشيخ والنفاق الأوروبي!!

“يقول “أنيس منصور” في كتاب (عبدالناصر المفترى عليه المفتري علينا)

عندما أعدم جمال عبدالناصر سيد قطب -رحمه الله- نصحه بعض المقربون بعمل عمرة، وأنها كافية لاستعادة تعاطف البسطاء معه.. كنت أرافق عبدالناصر في مناسك العمرة، وكان متذمراً أثناء الطواف، وقال لي : (يا أنيس هو لعب العيال ده هيخلص امتى؟).
قائد الانقلاب بدوره بعدما أعدم أكثر من 15 شباباً، في هزليات قضائية خلال أسبوع، فسارع لعقد قمة عربية أوربية لستر عورات النظام الانقلابى الدموى.
لكن هذا المؤتمر كشف عن النفاق والخداع الأوربى، قيم ومبادئ بحقوق الإنسان، التي يتغنى بها الغرب، فقد توافد زعماء أوربا إلى شرم الشيخ، بعد موافقة برلمان العسكر على تمديد حكم قائد الانقلاب حتى عام 2034، وبعد التصفيات الجسدية خارج إطار القانون، وبعد إعدام عدد من الشباب بتهم ملفقة، واعترافات تحت التعذيب، ووجود أكثر من 60 ألف معتقل رأي وسياسي في غياهب السجون والمعتقلات.
وقد وضح من خلال المؤتمر أن الأوروبيين يتعاملون مع قائد الانقلاب بوصفه الديكتاتور القوي، الذي قدم نفسه لهم بأنه يمكنه من حماية حدود أوربا الجنوبية.
فعقدوا صفقة مع قائد الانقلاب، المتهم من قبل منظمات حقوقية غربية باستعمال التعذيب الممنهج والإعدامات غير القانونية، بأن يسخر البحرية المصرية لحماية حدود أوروبا الجنوبية من الهجرة عبرالبحر، ومكافحة الإرهاب، وحماية أمن الصهاينة، مقابل مؤتمر وهمي يضفي شرعية زائفة وقبولا دوليا على النظام الانقلابي.
وقد صمت الأوروبيون عما يجرى من انتهاكات وقتل وتنفيذ إعدامات في مصر ضد المعارضين لنظام الانقلاب، وتجاهلوا كل الدعوات الحقوقية بعدم المشاركة في القمة.
فقد وجه العديد من المنظمات الحقوقية رسائل إلى كل من البرلمان الأوروبي، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي وغيرهما من قادة الاتحاد الأوروبي، بمقاطعة المؤتمر، ولكن القادة الأوربيون، بمصالحهم قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وثمة دليل آخر على التواطؤ الأوروبي مع قائد الانقلاب، أن ملف حقوق حقوق الإنسان والإعدامات والمعتقلين، لم تطرح ضمن جدول أعمال المؤتمر.
وإذا نظرنا إلى توقيت القمة، الذى يأتى بعد مجزرة إعدام تسعة شباب مصريين بتهم ملفقة، وهو ما ألقى بظلال كثيفة من الشك، حول سكوت الأوربيين عن الملف الحقوقى، مع ضوء أخضر بأن يمضي في طريقه لتكريس القمع والقهر.
وعلى مايبدو أن أروبا لاتريد أن تترك الدول العربية لأمريكا والروس والصين وإيران وتركيا، بل تريد أن تعود للمنطقة كما عادت روسيا، للمنطقة بقضها وقضيضها، لأن الأوربيين يشعرون بمرارة تركهم لمنطقة الشرق الأوسط، واليوم تريد أن يقوم قائد الانقلاب بدور الشرطى- كلب- الحراسة لبوابة أوروبا الجنوبية، وإجبار مصر على إنشاء مراكز لاستقبال اللاجئين الذين سيتم إنقاذهم من البحر المتوسط، على أن يكون هذه المراكز تحت الرعاية الأوروبية، للتخفيف من انتقادات المنظمات الحقوقية الأوروبية.
وفي المؤتمر الصحفي ختام قمة النفاق العربية الأوروبية، قال قائد الانقلاب “الأولوية في أوروبا تحقيق الرفاهية والحفاظ عليها، أما عندنا الحفاظ على بلادنا ومنعها من السقوط والخراب والانهيار.ومن الذى خرب بلادنا ودمرها سوى العسكر؟
وخاطب الأوروبيين قائلاً “أنتم تتكلمون عن عقوبة الإعدام، لكن أرجو ألا تفرضوا علينا”. وبصوت مرتفع وحاد، “أنتم مش هتعلمونا إنسانيتنا نحن لدينا إنسانيتنا ولدينا قيمنا ولدينا أخلاقيتنا، ولديكم كذلك ونحترمها، فاحترموا أخلاقيتنا وأدبيتنا وقيمنا كما نحترم قيمكم”.
وقد انتقد تركيا القمة، عبر المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن”الذى وجه انتقادات شديدة إلى زعماء الدول الأوربية المشاركين في مؤتمر القمة العربية الأوربية بشرم الشيخ، فقد نشر قالن صورة لتسعة مدانين أعدموا في وقت سابق من الشهر الجاري في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات في يونيو 2015.
قائلاً: هؤلاء الشباب التسعة أعدموا من قبل نظام السيسي المرحب به من قبل بعض الدول الغربية والخليجية.
العار عليهم جميعا، وهم متورطون في هذه الجريمة.
ووجه رسالة إلى رئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود يونكر”، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للأمن والسياسة الخارجية، “فيديريكا موغيريني”، تسائل فيها عن:أعدام تسعة شباب وآخرين يبلغ مجمل عددهم 46 شخصا، وأنتم لا تزالون تحضرون قمة الاتحاد الأوروبي-الجامعة العربية في مصر؟ أين قيمكما ومبادئكما؟ العار عليكم جميعا!
ولكن جاءت رياح البيان الختامى على عكس ماتشتهى السفن الخليجية، فقد قال وزير خارجية آل سعود، “إبراهيم العساف”، :أنه قدم عددا من النقاط لتعديل البيان المشترك، ولم تظهر في النسخة النهائية.
لكن “أبوالغيط”قال:إن الإمارات والبحرين والسعودية أوردت ملاحظات على البيان المشترك للقمة، ولكن بعد التشاور

مع الجانب الأوروبي رأى الاكتفاء بالصيغة الحالية، لأن ملاحظات الأعراب كانت تصب في انتقاد إيران باعتبارها تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتزعزع استقرار الشرق الأوسط، ولكن النفاق الأوربى لم يقبل بانتقادات الأعراب!!
مشفوهمش وهم بيتآمروا شافوهم وهم بيختلفوا!!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...