جولة بن سلمان الخارجية.. “5 أهداف و3 سيناريوهات”

يقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاليا بجولة خارجية هي الأولى له منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية بإسطنبول التركية مطلع أكتوبر الماضي، عبر فريق اغتيال متخصص يشرف عليه قيادات مخابراتية وأمنية مقربة من بن سلمان. الجولة بدأت بالإمارات ثم البحرين فمصر ثم يتجه إلى تونس قبل المشاركة في قمة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس وسط أنباء عن توجهه بعد قمة العشرين إلى الجزائر وموريتانيا والأردن.

ويكتسب الجدل بشأن جولة ولي العهد السعودي أهمية كبيرة، في ظل توقيت الزيارة، الذي يأتي في أعقاب الجدل الذي أثير بشان مقتل خاشقجي ، وما قيل عن احتمالات ضلوع ولي العهد السعودي في هذه الجريمة الوحشية. ولا يحوي البيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي في 22 نوفمبر، معلومات مفصلة عن الزيارة وأهدافها لكنه يقول إنها تمت بناء على توجيه من العاهل السعودي الذي وصفته بخادم الحرمين الشريفين!

أهداف الجولة

أولاً: تستهدف غسل سمعة ولي العهد في مواجهة الاتهامات التي تلاحقه بالتورط في قتل خاشقجي بوحشية مفرطة. فالجولة ليست سوى محاولة صورة ولي العهد، باعتبار أنها تمثل المحاولة الأولى له للخروج من البلاد، بعد التداعيات الكارثية لعملية قتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول. واختيار عواصم لا تقل استبدادا عن السعودية، يظهر إلى أي مدى فشلت هذه المحاولة، رغم جهود الحكومات غير الديمقراطية في تلك الدول، والتي حرصت على إظهار أنه مرحب به دون وجود حرية لدى الناس في التعبير عن رأيهم في الزيارة. بخلاف تونس التي تتمع بقدر محترم من الحريات ولذلك أبدى الشعب رفضه للزيارة ولم يرحب بها أحد سوى أنها بروتوكولية بلا روح.

ثانيًا: توثيق تحالف الثورات المضادة وتعزيز التعاون مع عواصم هذا التحالف وهو ما يفسر انتقاء توجه جولة بن سلمان إلى أبو ظبي والمنامة والقاهرة. وذلك لتأكيد الدعم الذي يحظى به ولي العهد.

ثالثًا: يريد بن سلمان أن يتوجه إلى قمة العشرين بالأرجنتين الأسبوع المقبل متسلحا بموقف عربي وتوجيه رسالة لرؤساء كبرى الدول أنه مدعوم من كافة الدول العربية ويعبر عنها وليس عن السعودية فقط، بخلاف الدعم الذي حظي به من والده العاهل السعودي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب كما أن دعم الكيان الصهيوني معلوم ولا يحتاج إلى برهان.

رابعًا: خلال الجولة سوف يبحث بن سلمان من حلفائه استمرار حصار قطر وكيفية مواجهة النفوذ الإيراني وكيفية الخروج من ورطة مقتل خاشقجي التي ستحظى بمعظم المباحثات حتى لو خرجت الصحف بعناوين ومانشيتات بخلاف ذلك.

خامسًا: يسعى بن سلمان إلى الظهور في صورة من طوى صفحة مقتل خاشجقي والتخلص من الضغوط التركية والدولية التي تلاحقه بالزعم أنها في مسارها الصحيح أمام القضاء السعودي!.

معسكران و3 سيناريوهات

هدف الجولة إذا هو الزعم بأن ولي العهد يتمتع بقوة الشخصية وأنه غير عابئ بردود الفعل العربية والدولية التي تلاحقه بالتورط في جريمة خاشقجي محاولا الظهور بمظهر الحاكم الفعلي للمملكة، الذي لا يخشى الأخطار ولا المؤامرات الداخلية التي تسهدف الإطاحةبه.

وحاليا ثمة معسكران: الأول يقوده الرئيس الأمريكي دونالدترامب مدعوما من “إسرائيل” وعواصم الاستبداد العربي ويريد تبيض صفحة ولي العهد السعودي، وتبرئته من جريمة اغتيال خاشقجي وكل تبعاتها. والثاني يريد تجريمه، وفرض عقوبات عليه وعلى الحكومة السعودية ويقوده الرئيس أردوغان (حتى الآن)، وأعضاء بارزين في الكونغرس الأمريكي، ومعظم وسائل الإعلام الامريكية والأوروبية، مع شيء من الدعم الألماني والكندي.

هذه الجولة بشقيها العربي والدولي ربما تسفر عن “3” سيناريوهات:

الأول: إعادة تأهيل ولي العهد وعودته إلى المجتمع الدولي بأقل قدر من الخسائر.

الثاني: محاصرته وإحرجه خصوصا خلال مشاركته في قمة العشرين حيث تقدمت هيومن رايتس ووتش للسلطات الأرجنتينية بمذكرة تتهم بن سلمان بارتكاب جرائم حرب في اليمن وغيرها وتطالب بالقبض عليه ومحاكمته وإذا زادت الضغوط بهذا الشأن ربما يعيد بن سلمان النظر في مشاركته إلا إذا تلقى ضمانا أمريكية بعدم التعرض له. وربما يفضي ذلك إلى عزله.

الثالث: وهو الأرجح أن يبقى بن سلمان وليا للعهد لكنه سيستمر ضعيفا محاصرا بالاتهامات والضغوط الدولية والمساومات والابتزاز من العواصم الغربية وهو السيناريو الأرجح لأنه يحقق مصالح واشنطن وعواصم غربية أخرى على رأسها لندن وباريس.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...