في الوعي (1) .. بقلم : عبد الرحمن جمعه

85g4395011 copyإن الحسابات المادية البحتة لا تفيد ولا تنفع في مسيرة ثورتنا ضد الباطل وليست هذه الحسابات تنفع في الحالة المصرية كبقية الثورات السابقة لعدة أسباب منها :-
– أننا مسلمون موحدون أصحاب عقيدة نرجو رضا الخالق من أعمالنا ولنا قدوة في مسيرتنا من سيرته صلى الله عليه وسلم أي أنه تحكمنا ضوابط شرعية نتعبد لله تعالى بها في طريقنا، “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
– أنه لدينا فكرة اسلامية ناصعة ننشد الهدف الحقيقي من التغيير وهو إخراج الناس من عبادة الطواغيت إلى عبادة الخالق سبحانه
– كذلك نرسخ لقيمة الحرية بمعناها الشامل والإيجابي الذي يحرر الإنسان ليبعث منه مخلوقا يتحرك بضوابط المنهج الذي يبني وينطلق به إلى العالمية
ولذا اتضح لنا مع كل هذه المدة السابقة أن الصراع ليس محليا ولا إقليميا وإنما عالميا ومن بالداخل مجرد أرقام أو أسماء أو قطع الشطرنج يحركها الساسة وأصحاب فكر الطغيان الذين يدشنون للمشروع الصهيوني لصد وضرب المشروع الإسلامي .
لذا عليك أن تفهم أن ما يحدث في حلب سوريا أو في ليبيا أو اليمن أو العراق …. إنما هو في حقيقته طمس وإزالة كل معالم الفضيلة والقيم وضرب الإسلام كمنهج حياة من خلال حالة الفوضى والسلبية والرضا بالدون وجمود المشاعر أمام الدماء والأشلاء .
وهذه حالة مقصودة لذاتها حتى يرضخ الجميع ويستسلم للحالة التي يفرضها علينا طغاة الأرض وهي الخوف والجبن وانتظار الموت والرضا بالذل والهوان والسير في ركابهم خطوة بخطوة بتغيير معالم الطريق من تحت أقدامنا وحتى نحارب أنفسنا بأنفسنا ويضرب بعضنا رقاب بعض .
لذا نحتاج لوعي بطبيعة الصراع وحجمه والمخاطر المحدقة بالمنطقة وحتى لا نتعجل النهاية ونحتاج لحركة ابداعية والى شباب فاهم يعي ابعاد القضية .
نحتاج حقيقة لمن يحفر الخندق وينتظر الريح “وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا” هذا هو مربط الفرس وبيت القصيد وهو البعد القدري . إرادة الله العليا النافذة شئنا أم أبينا فلنكن مع إرادة الله تعالى نكسب الخيرين، “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
والحسابات المادية ضرورة مهمة لكنها ليست الفاصلة وهي أيضا من الأدوات التي نأخذ بها ونتحرك من خلالها ونربك أدوات الباطل فيزل ثم تحين ساعة الخلاص بإذن مدبر الأمور كن فيكون ، ونحن نسير نحو هدفنا وفق وعي ورؤية واضحة المعالم نسأل الله العلي القدير أن ينصر جنده والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...