د. طلعت فهمي يكتب رسالة الثبات والكفاح في ذكري الإسراء والمعراج

2

 

تمثل رحلة الإسراء والمعراج حدثاً تاريخياً فارقاً في تاريخ الإسلام، إذ تم تثبيت دعائم الإسلام باختبار صدق المؤمنين بهذا الدين، فضلاً عن قيادة الإسلام للبشرية في حاضرها ومستقبلها.

و دروس الإسراء والمعراج أكثر من أن تحصى، لكن أهمها يتمثل في تجسيد عالمية رسالة الإسلام، حين أمّ النبي صلي الله عليه وسلم الأنبياء في الصلاة، فأصل الدين واحد، ورسالة الأنبياء واحدة هي رسالة التوحيد، وأن الله تعالى وحده هو المستحق للعبادة دون غيره، وفي ذلك أسمى تأكيد لمعنى الحرية والكرامة الإنسانية، ومنها كذلك التأييد الإلهي لنبينا صلى الله عليه وسلم، بعدما صدع بالحق، وأوصدت مكة أبوابها أمام دعوة الإسلام فتفتحت له أبواب السموات.

إن هذا الحدث الكبير لا يُعالجه الإخوان المسلمون كقصة – كما قال الإمام الشهيد حسن البنا- “وإنما يُعالجونه كعبرة وعظة من جانب، وكدافع للعمل من جانب آخر”.

ونؤكد في هذه المناسبة كيف حظيت قضية فلسطين بجهاد وتضحيات الإخوان المسلمين، ونتذكر مقولة البنا الخالدة : “فلسطين تحتل من نفوسنا موضعًا روحيًّا وقدسيًّا فوق المعنى الوطني المجرد؛ إذ تهب علينا منها نسمات بيت المقدس المباركة، وبركات النبيين والصديقين هي قلب أوطاننا وفلذة كبد أرضنا وخلاصة رأسمالنا وحجر الزاوية في جامعتنا ووحدتنا وعليها يتوقف عز الإسلام أو خذلانه”.

وإننا إذ نقف بتمعن أمام هذه الذكري، فإننا نحيى صمود المرابطين حول الأقصى، وشجاعة المجاهرين بكلمة الحق في وجه طغاة العصر، وثبات الصامدين الممتحنين بالاعتقال والتعذيب والمجاهدين من أجل حريتهم وتحريرأوطانهم في بقاع شتي وكل طالبي الحرية في العالم.

بشراكم يا أهلنا في كشمير وتركستان الشرقية وأفغانستان وميانمار وكل المستضعفين، والله لم ولن ننساكم فأبشروا بفرج الله القريب.

أما أنتم يا أهل الثورات والبطولة والفداء في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسراً.

وإلى كل المسلمين الأحرار نقول: هذه مقدساتكم تدنس، ومساجدكم تحرق، ودماؤكم تسفك، وأعراضكم تنتهك، وبلادكم تحتل، فمن لرد كل هذا الإجرام سواكم؟

إن التصدى للهجمة الشرسة وغير المسبوقة على الأمة الإسلامية، ومقاومة المشاريع الاستعمارية، و الجهر بكلمة الحق في وجه كل سلطان جائر، هي أوجب الواجبات في وقتنا الراهن، حماية للدين وصوناً للعقيدة وتحقيقًا لحياة كريمة وآمنة لشعوبنا، ومن رحم المحنة والألم تولد المنحة ويتحقق الأمل إن شاء الله.

( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) صدق الله العظيم.

والله أكبر ولله الحمد

د. طلعت فهمي

المتحدث الإعلامي باسم جماعة “الإخوان المسلمون”

الأربعاء 27 رجب 1437 هجرياً الموافق 4 مايو 2016 م

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رسالة من الإخوان المسلمين إلى “قمة كوالالمبور الإسلامية”

وجَّهت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2019م، رسالة إلى القمة الإسلامية التي تبدأ ...