واصل إبداع الاحتجاج فرض نفسه على الواقع المِصْري المتردي، ليرصد بسخرية كيف أحال العسكر الدولة إلى أضحوكة العالم، ويتهكم من الأوضاع المأساوية التى شهدتها مصر منذ الانقلاب فى كوميديا سوداء، وتتواصل يوميًّا مع توالي الأحداث على رؤوس الشعب المنكوب مصحوبة بـ”تاتش الانقلاب”.
الفنان الساخر والشاعر الثوري عبدالله الشريف نشر قصيدة جديدة بالعربية الفصحى -على صحفته “الشاب أشرف” على موقع “يوتيوب”- تحت عنوان “دمٌ كَذِب”، التى تفضح جرائم طواغيت العرب بحق الشعوب المسالمة من أجل السيطرة على مقاليد الحكم على جثث الشهداء وبالعمالة إلى الغرب.
القصيدة المبكية خرجت لترصد الواقع الدامي فى بلدان الأمة الإسلامية على وقع نزيف الدم المتواصل فى سوريا على يد بشار والحرب المستعرة فى اليمن والتفجيرات التوالية فى العراق، والشقاق المتجذر فى ليبيا، ومجازر السيسي فى مصر، وحالة الهوان التى استباح معاه الأعداء المقدسات وانتهك تحت أزيزها المحرمات.
تقول كلمات القصيدة المبكية:
حكامنا
أوليست الدنيا متاعا زائلا
ومهاجرون لربنا
كيف الهناء بلقمة مغموسة
بالدم فى أحشائنا أمعائنا
ماذا نخيب بعدما خابت رجولتنا
وخاب رجالنا
أوليست الشاشات تعرض عنكم
ما ترتئيه عيوننا
أوتشعرون بذلنا وهواننا
أرأيتم الأنجاس وهي تعيث فى أعراضنا
شاهدتم الثكلي تولول بالضنا
هلّا بكيتم مثلنا
يا للعجب
أهناك شيء قد عطب
الغرب يزأر بالطلب
يُبكي الجموع على دماء من ارتغب
هذى حلب
حيث الطفولة تنتحب
ودم النساء على المساطب قد سكب
قصف على مرأي الدنا
يخشي المسامع بالجلب
زهرات أمتنا تذبح بالصوب
والقاتل الخنزير يجلس فى دمشق
إلى الأرائك والقبب
لو كان منكم معتصم
لكان قطع أو صلب
من كان يرسل بالجيوش لينتقم
الآن مشكورا إذا ما قد شجب
لا تقتلوا ما قد تبقي فى المروءة
يا عرب
فشبابنا قد نكست هاماته
من بعد ما فقد الكرامة واكتأب
فى كل أرض من بلاد المسلمين لنا حلب
فسأل فلسطين الجريحة أى حق قد سلب
هذا العراق على صفيح ملتهب
يمن يعاني بالشدائد والروافض والكرب
وتنوح مصر على الشباب وتنتحب
ويهين عزتها العساكر تحت قزم منقلب
صرنا غثاء يستباح بلا سبب
فاشهد رسول الله
واشهد يا بن عبدالمطلب
وأسأل على حكامنا وملوكنا
وكل فحل منتخب
هل تفتري تلك الشعوب عليكم
أم أن عرش قد رغب
هل حقا الأجناد ملكا للشعوب
أم أن فخا قد نُصب
هل صنتم الأقوام فى أقوامكم
أم أن ذلا قد ضُرب
هل حقا الأرواح تذهق كل يوم
أم أن ما شاهدتموه دم كذب