ممالك الرز.. أخجلوا الصهاينة بتسابقهم المحموم على التطبيع

يحكى أن رجالاً يقطنون في حارة عربية فتحت فتاه ليل حانة بجوار أقصاهم المقدس، وكلما هم أهل الحارة بسب فتاة الليل قال الرجال بأصوات عاليه تبا لها تبا لها، وفي الليل يتسللون إلي حانتها من أجل قضاء ليلة معها، الآن أصبحت تجبرهم علي القدوم نهارا أمام أهل الحارة وهم مستسلمون لم ينكروا ذلك، هكذا هم الحكام العرب الآن مع فتاة الليل التي تدعى “إسرائيل”.

وفي زيارة مفاجئة، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، في “زيارة رسمية” إلى سلطنة عُمان، واجتمع بالسلطان قابوس بن سعيد، كما وصلت في وقت سابق من اليوم ذاته وزيرة الرياضة والثقافة الصهيونية، ميري ريغيف، إلى أبو ظبي، كما استضافت قطر فريقا رياضيا إسرائيليا في بطولة للجمباز الفني المقامة في الدوحة.

وليس كما يعتقد البعض أن بداية التطبيع مع الكيان الصهيوني كانت في أعقاب توقيع اتفاقية “كامب ديفيد” 1978، بل تعود الإرهاصات الحقيقية إلى عام 1948 حين وضعت دولة الاحتلال أولى أقدامها فوق أرض فلسطين، إلا أن ممارسات التطبيع حينها كانت في إطار السرية.

المطبعون العرب

وتعكس حركة الاحتلال الصهيوني النشطة هذه الأيام في العديد من دول الخليج العربي، دخول حمى التطبيع العلني مع “تل أبيب” مرحلة جديدة تجتاح المنطقة العربية، وفق مراقبين أكدوا أنها ستكون لها تداعيات على مستقبل القضية الفلسطينية، ويكاد الجميع يسمع صوت نتنياهو يقول ساخرًا: “بالدور يا عرب كله هياخد”.

وفي لغة استفزازية تعكس مدى الاستهزاء بالعرب خاصة بعد الهرولة الخليجية نحو الكيان الصهيوني، قال المحلل الصهيوني، ميشيل كوهين، أن “إسرائيل” فرضت إرادتها على العرب، وإن اليوم الذي سيهرول فيه العرب للتطبيع مع بلاده بات قريبا.

الأسابيع القليلة الماضية، كشفت النقاب عن تصاعد مؤشرات التطبيع مع الكيان الصهيوني بصورة ملحوظة في شتى المجالات، اقتصاديًا وسياسيًا ورياضيًا وحتى عسكريًا، هذا بخلاف الخطاب الشهير للسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحدة والذي أكد من خلاله حرصه الشديد على “أمن المواطن الإسرائيلي”، الذي ناشده بالوقوف خلف قيادته السياسية.

وهو الخطاب الذي وصفه البعض بأنه قمة مراحل التطبيع العربي منذ كامب ديفيد، أعقبه لقاء جمعه ورئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو، جسدت فيه الضحكات المتبادلة بينهما حجم ما وصلت إليه العلاقات المشتركة من حميمية وصولًا إلى مشاركة رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، في أعمال المؤتمر الدولي الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن، لبحث سبل مكافحة تنظيم “داعش” بسوريا والعراق، بمشاركة رؤساء أركان جيوش بعض الدول العربية على رأسها مصر والإمارات والسعودية والأردن، لتعيد هذه الأحداث المتلاحقة ملف التطبيع إلى الأضواء مجددًا.

ستدفعون الثمن

وأدانت حركة “حماس”، الفلسطينية، استقبال الإجرام الصهيوني نتنياهو، في عُمان، لما له من تداعيات خطيرة على الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، ودعت الحركة الدول العربية إلى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وإسناده وتعزيز صموده على أرضه، واستمرار سياسة المقاطعة وعزل إسرائيل.

وشددت على موقفها الرافض لكل أشكال التطبيع مع تل أبيب على المستويات كافة؛ لما لذلك من تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في أرضه ووطنه، وعلى وحدة وتماسك الأمة وشعوبها.

بينما أوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، أن ما يجري من “حمى التطبيع مع الاحتلال، يأتي في إطار الحلف الذي تحدث عنه نتنياهو، والذي يسعى لتقديم الخدمات التكنولوجية والمخابراتية والتسليحية للدول العربية، مقابل الظهور العلني كصديق للعرب”.

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-10-26 19:11:24Z | | ÿI[…ÿL]ÿ0Awÿã‹~/‘/

وحول مدى حاجة الأنظمة العربية الرسمية للتطبيع، نوه الكاتب إلى أن “الأنظمة تريد الحماية الأمريكية من أجل استقرار حكمهم ومواصلة السيطرة على شعوبهم، وهم جاهزون لدفع الثمن لإسرائيل حليفة الحاضر والمستقبل”، بينما عبر نجم الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة عن انتقاده لوجود علاقات رياضية وزيارات وصفقات بين دول عربية مع الكيان الصهيوني.

وقال أبو تريكة في تغريدة على حسابه بموقع تويتر رصدتها “الحرية والعدالة”: “هذا الكيان الصهيوني سرطان العالم ابتعدوا عنه فهو في كل يوم يقتل أولادنا ويحتل أرضنا الآن. يقذفون غزة وأنتم شركاء في ذلك سامحكم الله وهداكم”، وجاءت تغريدة أبو تريكة عقب مشاركة وفد رياضي إسرائيلي في بطولة جمباز دولية بالإضافة لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان واستقباله رسميا من السلطان قابوس بن سعيد.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...