قد بدت البغضاء من أفواههم

رئيس فرنسا السابق “نيكولاى ساركوزي” وثلاثمائة شخصية فرنسية عامة، من بينهم رئيس الوزراء السابق مانويل فالس، والمغني شارل أزنافور، والممثل جيرار ديبارديو، ورئيس تحرير صحيفة “شارلي إيبدو” السابق فيليب فال،وجون بياررافاران وهو رئيس وزراء فرنسى سابق،وبيرنارهنريب ليفى،أكاديمى وإعلامىي يهودى فرنسى، وقعوا على عريضة نشرتها صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، للمطالبة بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم (آيات القتال).

وطالب الموقعون على البيان أن:تعلن السلطات الدينية أن آيات القرآن التي تدعو إلى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين وغير المؤمنين باطلة، حتى لا يتمكن أي مؤمن من الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة،

وقالوا:أن الفاتيكان ألغى سابقًا نصوصًا في الكتاب المقدس غير متناسقة ومناهضة للسامية، بحيث لا يستطيع أي مؤمن الاعتماد على نص مقدس لارتكاب

جريمة ، على حد زعمهم !!

وقد ادعى المدير السابق لمجلة “شارلي إيبدو” “فيليب فال” أن اليهود أصبحوا مهددين بشكل كبيرفي فرنسا، وأن سبب صمت السلطات هواعتبارها التطرف الإسلامي مجرد ظاهرة اجتماعية، وأيضًا لحسابات انتخابية، على اعتبار أن أصوات الجالية المسلمة أكثر من الجالية اليهودية في فرنسا.

ومثل هذه الدعوات تبرهن على عنصرية هؤلاء المتطرفين، وانتهاكهم لمبادئ حقوق الإنسان،لأن تلك الدعوات تدعو للتمييز والعنصرية!!

وكان الأحرى بالمسيحين الموقعين على هذه العريضة، أن يعرفوا حقيقة الأصولية اليهودية المتطرفة تجاه المسيحية، قبل أن يطالبوا بحذف أيات من القرأن الكريم، فالنظرة اليهودية الأصولية للمسيحية، نظرة ازدراء واحتقار، فالسيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما ورد في التلمود:

إن يسوع المسيح كان ابنًا غير شرعي، حملته أمه خلال فترة الحيض من العسكري بانديرا بمباشرة الزنا،فهو بالنسبة لهم «المشنوق ابن النجار»، وهو -حاشا لله – ثمرة خطيئة بين جندي روماني، ومريم بنت يواقيم (التي وصفها القرآن الكريم بأنها أطهر نساء العالمين).

وإنه كان ساحرًا ووثنيًا، وأنه موجود في لجات الجحيم

بين الزفت والقار

وأما عن تعاليم المسيح عليه السلام:

فقد ورد في التلمود: الناصري هو الذي يتبع تعاليم كاذبة، يبتدعها رجل يدعو إلي العبادة في اليوم الأول التالي

للسبت ،وإن تعاليم يسوع كفر، وتلميذه يعقوب كافر، وإن الأناجيل كتب الكافرين.

وقد وصف التلمود كنائس النصارى: بقوله : إن الكنائس النصرانية بمقام قاذورات، وإن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة.

إن كنائس المسيحيين، كبيوت الضالين ومعابد الأصنام، فيجب علي اليهود تخريبها.

وليس محرمًا فقط على اليهودي الدخول إلي كنيسة مسيحية،بل حرام عليه الاقتراب منها أيضًا، إلا تحت ظروف معينة.

وعلى الإسرائيلي ألا يرافق آكوما «مسحيين» لأنهم مدمنو إراقة الدماء.

وغير مسموح اقتراب حيوانات اليهود من «الجويم» – غير اليهود – لأنه يشك في أن يضاجعوها، وغير مسموح للنساء معايشتها لأنهن شبقات، وهم نجسون،

يشبهون الروث والغائط، وليسوا كالبشر، بل هم

بهائم وحيوانات ،وإن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها، وإن العهد مع مسيحي لا يكون عهدًا صحيحًا يلتزم اليهودي القيام به، وإنه من الواجب دينًا أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني، وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل.

ويجب إلقاء المهرطقين والخونة والمرتدين في البئر، والامتناع عن إنقاذهم.

هذا هو موقف اليهود من المسيحية والمسيحين!!

والسؤال الذي نريد أن نطرحه الآن: هو ما رأي المسيحيين الموقعين على العريضة ،في هذه التعاليم التلمودية ؟

وفي الوقت ذاته وبالتزامن مع العريضة الفرنسية، دعا باحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في مدينة وهران، إلى إلغاء سورة الإخلاص، ودرس فرائض الوضوء من مناهج التعليم الابتدائي، وبرر دعوته بأن التلاميذ يلاقون صعوبة في فهم معنى تلك الفرائض رغم سهولة حفظها، كما قام وزيرأوقاف النظام الانقلابى بإلغاء مادة التربية الدينية من الدراس واستبدالها بمادة القيم والأخلاق والمواطنة!!

وفى الوقت الذى وضعت فيه الأنظمة العربية رؤسها في الرمال الساخنة كطيورالنعام وخرست ألسنة الإعلام المأجور، جاء الرج التركى قوياً مزلزلاً!!

فقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك، عمر جليك، في رد على على مطالبة شخصيات فرنسية بإلغاء آيات من القرآن الكريم: إن

هذه الشخصيات ،لا تختلف كثيراً عن منتسبي (تنظيم الدولة) الذين ينتجون العنف والتعصب ثم يُرجِعونه إلى القرآن الكريم،أنها “تجسّد المثال الأبرز عن العنف الفكري والبربرية.

كما وصف “جليك” طلب الشخصيات الفرنسية بـ”الهمجي وغير الأخلاقي”،مؤكدًا على أن هذا المطالب: تظهرالقرابة الإيديولوجية بينهم وبين (تنظيم الدولة)، كما يظهرالنهج الهمجي المتصاعد في أوربا.

لم يعد من الصعب تحديد الأقارب العلنيين لـ(تنظيم الدولة)،إن هذه الذهنية غاية في الخطورة، فهي تظهر نبذ العنف في الوقت الذي تحض عليه من خلال أفعالها.

وكالعادة لم يتحرك أزهر الطيب، ولم يكن له أي دور إيجابى، في مواجهة هذا التصرف الأحمق، باستثناء بعض التصريحات الإعلامية الهزيلة، وصف فيها تلك الدعوات بأنها عنصرية، كما عبر عن ذلك وكيل الأزهر،عباس شومان،الذى أكد بأن اتباع الشريعة الإسلامية فريضة كما قال تعالى “ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا” وليس خيارا.

وآيات القتال هى في الحقيقة آيات سلام ،لأن القتال في الإسلام للدفاع وليس للعدوان ،كما أن الإسلام ليس

مسؤولاً عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات، وأخذهم بظاهرها دون الرجوع لتفاسير العلماء لها، فما ظنه هؤلاء آيات تنادى بقتلهم هي آيات سلام في حقيقتها !!

ومع ذلك فسوف تجد هذه الدعوات أذناً صاغية لدى الأنظمة القمعية الدكتاتورية،والتي لامانع لديها من حذف كتاب الله كاملاً، حتى تنال رضا اليهود!!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...