ابن سلمان وأفيخاي.. إيد واحدة لكشف حقيقة الدولة السعودية

يبدو أن الدولة السعودية في ظل حكم الأمير الشاب محمد بن سلمان، أصبحت على مفترق طرق، وقد تتعرض لأزمات كبيرة، خاصة بعد تصريحات الامير الأخيرة بالتزامن مع تصريحات أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الحرب الصهيوني.

إسرائيل تستند إلى فتاوى سعودية

هل ثمة علاقة بين تصريحات أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي استند إلى فتاوى سابقة قال إنها لعلماء من السعودية، ليستنكر دعوات التظاهر في غزة يوم الجمعة والتي دعي لها تحت عنوان “مسيرة العودة الكبرى”، من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس، في ذكرى “يوم الأرض” وبالتزامن مع مرور سبعين عاما على “النكبة”.

ونشر أدرعي على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نسب فيه للشيخ السعودي صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية قوله سابقاً، إن المظاهرات والاعتصامات ليست من عمل المسلمين “ولم تعرف بالتاريخ الإسلامي” كما أنها من أمور “الكفار ولا يرضى بها الإسلام”.

كما نقل ما قال إنها فتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين قال فيها إن “الاعتصامات والمظاهرات العنيفة شر لأنها تؤدي إلى الفوضى.”

بن سلمان يؤصل لبناء دولته بأوامر أمريكية

وبالتزامن مع تصريحات متحدث جيش الكيان الصهيوني، كشف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن انتشار الفكر الوهابي في بلاده يعود إلى فترة الحرب الباردة عندما طلبت دول حليفة من السعودية وهي الولايات المتحدة الأمريكية، استخدام أموالها لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في دول العالم الإسلامي.

وأوضح بن سلمان، في لقاء مع محرري الصحيفة الأمريكية، لدى سؤاله عن الدور السعودي في نشر الوهابية، التي يتهمها البعض بأنها مصدر للإرهاب العالمي، أن الاستثمار السعودي في المدارس والمساجد حول العالم مرتبط بفترة الحرب الباردة عندما طلبت الدول الحليفة أمريكا من بلاده استخدام مالها لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في العالم الإسلامي.

وأضاف أن الحكومات السعودية المتعاقبة “فقدت المسار والآن نريد العودة إلى الطريق”. وأوضح قائلا إن التمويل الآن يأتي من مؤسسات سعودية وليس من الحكومة.

وتزامنت تصريحات بن سلمان مع إعلان وزارة التعليم السعودية إعادة صياغة مناهجها التعليمية يزعم ضمان صورة أكثر اعتدالا للإسلام وهو أحد الوعود التي قطعها ولي العهد السعودي في إطار خطط تحديث بلاده المحافظة.

وزعم بن سلمان خلال المقابلة أنه بذل جهدا كبيرا لإقناع المؤسسة الدينية في السعودية بأن القيود المفروضة على المرأة ليست جزءا من التعاليم الإسلامية.

وقال ”أعتقد أن الإسلام عقلاني وبسيط ولكن البعض يحاول اختطافه”، مضيفا أن الحوارات مع المؤسسة الدينية كانت طويلة ولهذا السبب “يزيد حلفاؤنا داخل المؤسسة يوما بعد يوم”.

ويسلط الإعلام الأمريكي الضوء في الفترة الأخيرة على بن سلمان الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة تستمر ثلاثة أسابيع، والتي استهلها الرئيس الأمريكي بالإعلان عن أن السعودية دولة غنية لن تترك أمريكا دون أموال تحتاجها.

وسيط تل أبيب

ولعل صفقة تيران وصنافير التي كان محمد بن سلمان وكيلا فيها للكيان الصهيوني في شراء الجزيرتين من قائد الانقلاب العسكري في مصر تكشف العلاقة بين الجزء الأول للتقرير بتصريحات متحدث الجيش الصهيوني، وبين الجزء الثاني من تصريحات بن سلمان حول سبب نشأة الوهابية بأوامر أمريكية، لتسفر عن نتيجة في نهايتها أن الدولةا لسعودية التي قامت خلال قرنين من الزمان، إنما قامت بأوامر خارجية، بحسب ما كشفه بن سلمان نفسه.

ويربط محللون بين الزيارة الخارجية الأولى للأمير السعودي لمصر منذ توليه منصب ولي العهد في يونيو الماضي، وبين حكم الدستورية الذي أسدل الستار على خيانة عبد الفتاح السييس بتسليم الجزيرتين للسعودية.

كما يربط هؤلاء بين توقيت الحكم بشأن الجزيرتين، والملفات التي يتوقع أن يبحثها الأمير السعودي مع عبد الفتاح السيسي، وعلى رأسها ما يعرف بصفقة القرن التي يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإبرامها لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وحاز ترامب على دعم علني لصفقة القرن خلال مباحثات جمعته العام الماضي بالسيسي، كما كشفت تسريبات عديدة عن دور محوري لابن سلمان في مباحثات الصفقة، قادها جاريد كوشنر (صهر ترمب وكبير المستشارين في البيت الأبيض) الذي زار الرياض لنحو أسبوع في أكتوبر الأول الماضي، وانتقل بعدها من الرياض لتل أبيب حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لذات الغرض.

وبالرغم من عدم وجود أي معلومات معلنة من الأطراف المعنية عن الصفقة التي يسعى ترمب لتوقيعها العام الجاري، فإن قراره باعتبار القدس عاصمة إسرائيل دفع الفلسطينيين لإعلان رفضهم أي دور منفرد لبلاده في رعاية عملية السلام.

لكن مصادر سياسية عديدة ربطت بين قرار ترمب بشأن القدس وسعيه لإبرام صفقة القرن، عبر تحييد مسألة القدس وحسمها لصالح إسرائيل واعتبارها خارج إطار التفاوض لتوقيع اتفاق سلام تاريخي بين الطرفين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...