بقلم: د. عز الدين الكومي
هكذا كانت هتافات شباب جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في جولاتهم ومؤتمراتهم الإنتخابية في حملة انتخاب الرئيس محمد مرسى كرسالة تطمين للأقباط وتجسيدا لحسن العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.
كما كان الإمام البنا تربطه علاقة طيبة ببعض الأقباط من أمثال مكرم عبيد باشا صاحب المقولة الشهيرة نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن انصارا اللهم اجعلنا نحن نصارى لك وللوطن مسلمين.
هو الرجل الوحيد الذي شيع جنازة الشيخ الشهيد حسن البنا بجانب والده بعد أن منع البوليس السياسي آنذاك الرجال من المشاركة في الجنازة.
لكن بابا الأقباط تواضروس يأبى إلا أن يسمسم هذه العلاقة بمواقفه المشينة وبتصريحاته المستفزة فلم يكتف البابا بأن كان أحد الداعمين للنظام الانقلابى و ظهرعن يسار زعيم عصابة الانقلاب عند تلاوة البيان الانقلابى وقام بتوجيه ثلاثية الشكرالشهيرة للعسكربعد مجزرتى رابعة والنهضة وقال أن عزل الرئيس مرسي كان موقفا معبرا عن نبض الشارع.
وقد أكد على تصريحات زعيم عصابة الانقلاب أن الإخوان فشلوا في الحكم السياسي وحولوا الخلاف إلى خلاف ديني فقال في يوم 7 إبريل 2013 تم لأول مرة الاعتداء على مقر البطريركية الكرازة المرقسية في سابقة لم تحدث من قبل والكنيسة القبطية هي أكبر كنيسة في الشرق وأقدم كنيسة في العالم ولها تاريخها وانتشارها في كل العالم . ومن قام بالإعتداء والحرق هو من حرق كنيسة القديسين من قبل!!
واليوم ينصب نفسه ليس ممثلا للطائفة القبطية فحسب بل ممثلا للشعب بكامله ليعلن أن الشعب غير مستعد للتصالح مع الإخوان.
وأنا أتساءل من الذى نصب بابا الأقباط ممثلا عن الشعب ؟
وأتساءل عن سر زيارته لدولة الكيان الصهيونى والتى تمت بإخراج العسكر مع الصهاينة وأسأله عن الوطنية فى التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين ؟
البابا نصب نفسه وزيرا للخارجية والداخلية على حد سواء قائلا: أن الشعب غير مستعد للصلح مع الإخوان لأنه مازال هناك قتل وشهداء يتساقطون كل يوم.
ونسى أن يقول لنا أن النظام الانقلابى الذى أيده وشكره هو من يمارس القتل!! .
وقال ثمة أمور أربعة يجب أن تتحقق وبعدها ممكن أن نتحدث في حاجة زي كده (يقصد المصالحة) فقال: أعتقد أنه عندما يتوقف نهر الدم ويتوقف لمدى زمني طويل وتداوي الأيام الجروح وتصدق النوايا ممكن أن نتحدث في حاجة زي كده وكان قد صرح من قبل أن جماعة الإخوان المسلمين ستكون لها مكانا في الحياة العامة عندما تتوقف عن العنف ومهاجمة المجتمع وتعتذر عن الضرر الذي سببته للمصريين.وهو يعلم أنه كاذب فى دعواه هذه ويعلم أن الإخوان أبعد مايكونوا عن العنف!!
والبابا الذى يعلن فى كل مناسبة أن الكنيسة لادخل لها بالسياسة نجد أن كنيسته تمارس السياسة والعهر السياسى فى أحط صوره وهذا على سبيل المثال لا للحصر حيث يقول عن مذبحة ماسبيرو والتى راح ضحيتها أكثر من 30 شابا قبطيا على يد الشرطة العسكرية أن الإخوان خدعوا الشباب المسيحى فاستدرجوهم ثم تركوهم بالرغم من شهادت الأقباط على هذه المذبحة وأنها من تدبير المجلس العسكرى!!
لكن على ما يبدو أن البابا يعيش حالة من الإنتعاش والنشوة بعد المكاسب التى حققها في ظل النظام الانقلابى وتوج ذلك بزيارة لدولة الإمارات و قابل ملك السعودية في سابقة لم يشهد لها تاريخ المملكة مثيل .
وكان قد روج بين صفوف الأقباط بالترويج لدستور العسكر بقوله أن نعم تجلب النعم وعند ترشيح زعيم عصابة الانقلاب قال أن اختياره واجبا وطنيا .
ولم يتورع عن تأييد الأحكام الجائرة بحق قيادات الإخوان المسلمين وإدراجهم كمنظمة إرهابية وقال أنه يثق في القضاء المصري ثقة عمياء وأنه ليس من الصالح التعقيب على أحكام القضاء لآن التشكيك في أحكام القضاء يتحدث خلخلة في المجتمع.
لكن عندما لسعه القضاء الشامخ بالحكم على أربعة أطفال أقباط في المنيا بالسجن خمس سنوات بتهمة ازدراء الأديان استنكرالحكم قائلا: إن هذا الأمر يكسف ومخجل من القضاء المصري الشامخ
وأعجب من أمر هذا الرجل الذى تدفعه كراهيته للإسلام والمسلمين في شخص الإخوان حين يقول: أن عنف الذي يحدث منذ أشهر من قبل جماعة الإخوان المسلمين يجعل من الصعب حدوث مصالحة وطنية حقيقة مشيرا إلى أن الحل يأتي من الضغط الخارجي على مشجعي العنف داخل مصر وأيضا القدرة المصرية متمثلة في الشرطة والجيش على وقف هذا العنف.
ويحاول أن يجعل نفسه بوقا من أبواق الإعلام الانقلابى تعبيرا عن وطنية زائفة قائلا: إن ما حدث مع ريجيني جريمة ربما كانت مقصودة للوقيعة بين مصر وإيطاليا و تم تضخيمها أكثر من اللازم وقد تنتج التحقيقات أن الحادث وراءه هدف لإفساد العلاقات بين البلدين.
وهذا ليس بمستغرب من بابا الأقباط فهو يعيش فترة تزواج وشهرعسل مع النظام الانقلابى والذى يسعى للحصول على الشرعية بأى ثمن !! |