“في القلب أنتم”.. الشهيد الدكتور عبد الرحمن خالد محمد الديب

الشهيد الدكتور عبد الرحمن خالد محمد الديب

شاب متدين ، مسلم غيور على دينه ، وطني وثوري ، من فرسان الثورة المصرية منذ انطلاق شرارتها الأولى ، وهو طبيب ميداني ، وأحد مؤسسي المستشفى الميدان بميدان التحرير في جمعة الغضب 28 يناير 2011م ، شارك في معظم الفعاليات الثورية والميدانية مع الإخوان وغير الإخوان ، وشارك بدوره الثوري والطبي في الميادين المختلفة والمظاهرات المتعددة والاعتصامات المتوالية ، من فعاليات إسقاط النظام ، ورفض حكم العسكر ، إلى اعتصام رابعة العدوية لرفض الانقلاب العسكري ودعم الشرعية ، حتى لقى الله تعالى شهيداً في سبيل الله ونصرة هذا الوطن.

الشهيد الدكتور عبد الرحمن خالد محمد الديب ، مواليد 5- 1- 1989م ميت غمر دقهلية ، طبيب أسنان ، خريج طب أسنان جامعة طنطا 2010م ، وهو نجل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب السابق الدكتور خالد الديب.

اتصف الدكتور عبد الرحمن بالأدب جم ، واحترام متبادل ممن عرفه وعايشه ، كما تميز عبد الرحمن بالتفوق في العلم والدين فهو من أوائل الطلاب في كافة مراحل دراسته ، وأتم حفظه للقرآن الكريم في الصف الثالث الاعدادي ، وكان يؤم المصلين في الصلاة.

وهو أحد نشطاء العمل الطلابي والشبابي بالجامعة ، فكان عبد الرحمن هو مسئول العمل الطلابي والدعوي بالكلية وأسس مع آخرين أسرة المستقبل ، وحصل على جائزة الأدب القصصي بجامعة طنطا ، وشارك في فعاليات المنتدى الأول لفورشباب بمملكة البحرين ، كما تم انتخابه “أمين الخريجين” لدفعته والتي سميت “دفعة الثورة”

وبعد تخرجه تم انتخابه عضواً بالأمانة العامة وأمينا للشباب بحزب الحرية والعدالة بميت غمر وكان له العديد من المشاركات السياسية والخدمية.

 يقول محمود طاهر :

والله كان من أطيب الرجال اللى عرفتهم فى حياتى رحمه الله عليه.

 ويضيف أحمد الأدهم:

الشهيد هو بطل ورجل ومحترم وخلوق ومهذب رحمه الله رحمة واسعة

 ويحكي ثروت الجندي عن روحه الخدومة ويقول:

ثاني يوم لمجزرة الحرس الجمهوري ، احتاج مسئول الصيدلية بالمستشفى الميداني للمساعدة في نقل الأدوية ، فتطوع دكتور عبد الرحمن وظل وحيداً ينقل المستلزمات من الدور الأول للدور الثاني على أكتافه ، وقتها قلت في نفسي يا الله كان من الممكن أن يبقى معززاً مكرماً مرتدياً الروب الابيض في المستشفى الميداني مع باقي الاطباء ولكنه فضل أن يشارك في نقل المستلزمات مع إخوانه.

 ويؤكد صالح الشواف:

رحمة الله علي الخلوق المؤدب الهادئ ، فيما يشير مجدي البنداري: آخر ما كتب هنا الشهادة فطلبها بصدق و نالها فنسأل الله له الفردوس الأعلى .

 ويقول أحمد مشرف:

أشهد له بالخلق الرفيع وأخلاق الفرسان والتربية الاسلامية الصحيحة ، عشنا مع بعض 40 يوماً برابعة لم يتوانى أبداً فى خدمة المعتصمين ودائما كان سباقاً بالتواجد فى الحراسات والمستشفى الميدانى ، ويوم الفض علمنى كيفية التعامل مع الغاز.

 ويقول زميله عمر علي زين الدين:

كانت معرفتي به عن طريق الفيس بوك بعد الثورة ، وبعد تخرجه جاء تكليفه في مدينة أسيوط والتقيت به وأخذته في جولة في مدينة أسيوط ، كان خلوقا طيب القلب عزيز النفس حتى أنه واجهته بعض المشاكل في إجراءات تعيينه فلم يطلب المساعدة ، كان من المرابطين في كل مواطن الثورة من أولها في ميدان التحرير مرورا بمحمد محمود و انتهاءً باعتصام رابعة العدوية وكان طبيبا بالمستشفى الميداني في كل هذه الميادين ، عندما تراه تشعر فعلا أنه شهيد -بدون مبالغة- وجهه بشوش و مبتسم دوما و الفكاهة ترافقه دوما حتى في أحلك المواقف.

 يقول عنه أحد أساتذته دكتور تامر نصر مدرس بجامعة طنطا:

أشهد بأنك كنت مختلفا عن كل من عرفت في حياتي أفتش في ذاكرتي عن شخص مثلك…أجدهم كلهم فيهم المميزات والعيوب إلا أنت ، لم أجد لك عيبا قط ، طوال أكثر من ثماني أعوام عرفتك فيها ، كنت تلميذا ودودا ، هادئا ، كنت صديقا ، قمة الأدب والاحترام ، ونابغة في الحياة ، كنت شخصية منفردة من نوعها من ناحية الأدب والعلم وحنكة الرأي ورجاحة العقل على سنك الصغير ، شخصية حقاً لن تتكرر

 وتقول زميلته الدكتورة نهال ابو الفضل عنه:

دوماً كان شعاره أصلح نفسك و ادعوا غيرك ، لم تختلط بشخص إلا و كنت صاحب موقف معه و ذو بصمة دوماً كنت مختلف ، اختلاف مميز ، لم يطلبك شخصاً فى إغاثته و إن كان مكفراً لك ، إلا و قد أغثته بكل ما أوتيت من قوة

 ونعاه الداعية والإعلامي الدكتور علي العمري:

رحم الله أخي الشهيد الدكتور الشاب عبدالرحمن الديب، الذي شاركنا في مؤتمر فورشباب الأول.

 من مواقفه :

أثناء امتحانه بالشهادة الإعدادية ، سمع زميله يغشش آخر بإجابة سؤال ، فعدل عبد الرحمن الإجابة ، وبعدما سلم ورقه شعر بالذنب فطلب ورقته لشطب إجابته, فرفض المراقبون فبكي , فاستدعوا مراقب الدور فسلمه الورقة وشطب الإجابة الصحيحة حتي لا تكون غشاً . وقد زاره هذا المراقب فيما بعد وأخبره بأن موقفه هذا غير منه كثيرا.

ويعد الديب أحد شباب الثورة المصرية وهو صديقاً للكثير من شباب القوى الثورية المؤيدة والمعارضة لفكره ، وتوالت مشاركاته في جميع الأحداث الثورية المتتالية من أحداث محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء وأحداث العباسية وكان فيها قائما بمهمته الانسانية كطبيب في المستشفى الميداني بغض النظر عن اختلافه او اتفاقه مع القائمين على الاحداث.

 

ويعد من أحد نشطاء الفيس بوك ، وتميزت كتاباته عبر صفحته على الفيس بوك طابع خاص وكتابات ذات بصمة.

وهذه نماذج منها:

المؤيدون يزدادون تأييدا ، و المعارضون يزدادون اعتراضا ، والسافلون يزدادون سفالة ، و المستظرفون يزدادون استظرافا ، و المتفزلكون يزدادون فزلكة ، حتى قائمة البلوك عندى ازدادت ككل شيء ، لا جديد يا صديقي ، ما زال الوطن جريحا بأبنائه ، و ما زال دمنا على أرضه لا يجف ، و ما زلنا ندفع الثمن وحدنا ، رحم الله شهداءنا الذين ارتقوا اليوم إلى السماء ، و رحم الله شهداءنا الذين سيرتقوا غدا و بعد غد.

 

وفي موضع آخر كتب:

أحمد مظهر مش صلاح الدين الأيوبى ، فمهما حاولت تمثل جو الثورية ، برضه هتفضل فلول ، ولو وقفت على دماغك عشان يتقال عليك مناضل ، برضه هتبقى ما نزلتش فى الثورة و لا وقفت مع الرجالة الأبطال قدام مبارك و نظامه ، ومهما عملت و مهما هتفت و مهما كتبت و مهما قلت ، هتفضل برضه كنت حزب كنبة أيام الثورة أو واحد من أبناء مبارك ، ده تاريخ ، ما بينفعش يتغير ، أقعد احرق فى نفسك بقى و هات آخرك ، واشتم فى الإخوان و فى الرئيس ، واعمل نفسك ما بتخافش من الموت و ما بيهمكش حد ، وخلى الناس تشيلك على اكتافهم و يرددوا وراك ، برضه مش هتبقى من الثوار ، اللى حصل حصل ، و التاريخ ما بيتعدلش فيه ، ولو حتى كل الناس صدقوا إنك ثائر ومناضل و بطل ، إنت من جواك عارف إنك فلول أو كنبة .

 وهذه كلمات خطها الشهيد عبدالرحمن لولده الذي لم يأت الي الدنيا:

يا ولدى : تلك الجنة التى أمامك الآن ، كانت قبل سنوات مملكةً مهجورة ، وقطعةً من خراب ٍمنفِّـر… ذلك العدل الذى أمامك يا ولدى كان قبل سنوات طغيانا فاشيا وظلما طاغيا. تلك المودة التى تشعر بها الآن ياولدى كانت قبل سنوات جفاءً قاسيا ، وقسوةً جافية

ما تستمتع به الآن ،، ثمراتُ نبت ٍزرعناه قبل سنين ،، و زهرات طاهرات رويناها بدمٍ أحمر قانٍ لمخلوقات هي الطهر ذاته ، فارقتنا إلى ربها وتركتنا وحدنا نصارع الحنين ،،

كل ذلك ياولدى ،، لأننا فى يوم ما قلنا ” لا ” ، ولأننا فى لحظةٍ فارقة ضحينا بكلِّ شيء ،، فأنعم الله علينا بكل شيء

إستمتع يومها يا ولدى كثيرا ،، وإفرح يا فلذة كبدى حينها طويلا ،، فقد عاش أبوك وأعمامك سنينا عجاف حتى يـُــخرج الله بنا جنينَ النعيم من رحم المكابدة والصبر والإبتلاء .. ارووها لابناءكم عن عمهم عبد الرحمن

 

استشهاده

تعرض الديب لأغلب الحوادث والاعتداءات من الجيش والشرطة والبلطجية وشارك في حمل الشهداء وإسعاف الجرحى والمصابين في المستشفيات الميدانية المختلفة ، ورأى الموت بعينه، وتمنى لو أن يرزقه الله الشهادة في سبيله ويحسن ختامه.

وتحققت أمنية الشهيد في 14 أغسطس 2013م ، في أكبر مجزرة قتل جماعي في مصر والمعروفة بمجزرة فض ميدان رابعة ، وتلقى الدكتور عبدالرحمن الديب رصاصة في الصدر من قناص أثناء تصويره الأحداث بموبايله وتم سرقة هاتفه، وارتقى إلى الله شهيداً بإذن الله.

ونعت جمعية أطباء التحرير الدكتور عبد الرحمن خالد الديب، أحد مؤسسي المستشفى الميداني بالتحرير في يوم 28 يناير 2011م (جمعة الغضب)، لافتة إلى أنه كان من أوائل الأطباء الذين قاموا بإسعاف المصابين في ميدان عبد المنعم رياض أثناء موقعة الجمل.

وشيع الآلاف من أهالى مركز ميت غمر الشهيد عبد الرحمن من مسجد خديجة الشيمي بعد صلاة العشاء في جنازة مهيبة علت فيها الهتافات ضد السفاح عبد الفتاح السيسي وضد بلطجة الداخلية ، كما علت الزغاريد بزفاف الشهيد إلى مثواه الأخير ، وحضر الجنازة الحاج طلعت الشناوى مسئول إخوان الدقهلية والدكتور ابراهيم ابو عوف أمين الحرية والعدالة بالدقهلية.

ونشرت إحدى ناشطات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وصية للشهيد على المواقع الفلسطينية وقالت أنها لأحد الضحايا الذي قتل وقت فض اعتصامات الاخوان في مصر من قبل الجيش ، وقالت وصية عبد الرحمن خالد الديب وهو بيستشهد الآن انكم تصلوا عليه فى فلسطين وفى المسجد الأقصى .. ممكن تنفذوا وصية شهيد يا أهل فلسطين؟

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...