تنبأ له معلموه بأنه مشروع عالم وأديب وشاعر وباحث ، لكنه قال عن نفسه بأنه مشروع شهيد، الطالب عبد الرحمن طه ، هو الطالب المثالي بالدقهلية ، وحافظ لكتاب الله ، شاب متفوق متميز وموهوب ، نشأ في عبادة الله ، صواماً قواماً ، مشهود له بحسن خلقه وأدبه ، ابتلاه الله بمرض شديد يفضي للموت وعجز الأطباء عن علاجه ، وببركة القرآن شفاه الله ليصطفيه ويختاره بخير موتة يلقى الله عليها .. الشهادة في سبيل الله.
عبد الرحمن طه عبد الرحمن طالب بالصف الثالث الثانوي من بدين مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية ، وهو واحد من شباب مصر النابغ المبدع والموهوب ، كان باحثًا علميًّا، فهو من مؤسسي المركز الاستكشافي بإدارة شرق المنصورة، وكان أحد أعضاء الاتحاد العام للطلاب على مستوى الجمهورية وحصل على مركز القمة على مستوى الجمهورية في الأدب والشعر واللغة العربية، وكان من أوائل الطلاب ويقدمونه في المسابقات ليحصل على المراكز الأولى، وكان لديه قدرة كبيرة على الخطابة والارتجال.
حصل على لقب الطالب المثالي على مستوى محافظة الدقهلية وكان مرشحاً بقوة للفوز باللقب على مستوى الجمهورية قبل استشهاده بأيام.
عبد الرحمن هو واحد من زهرة شباب مصر النقي الموصول بالله تعالى فقد نشأ في عبادة الله وأحد نشطاء طلاب الإخوان المسلمين بالدقهلية ، صافي الذهن يحفظ الربع من القرآن في خمس دقائق ، وكان حريصاً –رحمه الله- على صيام الإثنين والخميس طوال العام، ولا ينام قبل أن يفتح المصحف أو كتابًا أو معه المسبحة يُسبِّح بها قبل النوم ، وتشهد له أسرته أنه كان قواماً بالليل ، ويحيي سنن النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه.
رزقه الله عقلاً نابهاً ونفساً صافية وأخلاقاً مشهودة ، قال عنه معلموه أن عقله وخلقه يسبق سنه ونحن نتعلم منه ، وكذلك شهد له والده بأنه يتعلم منه ، ويروي أحد الذين تعرفوا عليه في اعتصام رابعة ويقسم بأنه تعلم كثيرا من الشهيد رغم أنه يصغره في السن.
وحين بدأت مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية في صباح يوم 14 أغسطس 2013 م تقدم عبدالرحمن بشجاعة عند مدخل الميدان في شارع النصر بجوار طيبة مول ووجد قناصة يطلقون الرصاص على حراس مداخل الميدان فاتجه ناحيتهم وراح يصور ما يحدث لكنه تلقى رصاصة غدر آثمة من قناص أعلى المدخل واخترقت صدره ليغرق في دماءه ويلقى الله شهيداً ولتبقى دماءه الطاهرة لعنة على الانقلابيين الذين اغتالوه.
يروي أحد الذين تعرفوا عليه في الميدان:
أنا أكبر من عبد الرحمن بعامين وقضيت معه مدة لا تزيد عن الـ 10 أيام ، ووالله لقد غير من أخلاقي وتعلمت منه الكثير ، وعقله أكبر من سنه وكنت أغير من كثرة علمه واطلاعه وحبه لأسرته ، كان شجاعاً ، لم يكن يخاف الموت.
كتب الشهيد رسالة لأمه يقول فيها: لو مت شهيد ، هيبقى يوم عيد لأنى بدافع عن ديني وعن بلدي الإسلامية اللى عايزنها تبقى علمانية.
وكتب عبدالرحمن وصيته وفيها:
أخبروا العالم كله أنني أحببت كل من عرفتهم جميعا ، فأنا لم أكره في حياتي أحدا إلا اليهود ومن حارب هذا الدين حتي من قتلني إلا أن يكون كذلك.
شكرا لأبي علي هذه التربية ولأمي علي هذا الحنان
وأنا أحب اخواتي يا أحب الناس إلي قلبي يا عائشة