“في القلب أنتم”.. الشيخ محمد محمود عبد الشكور

الشيخ محمد محمود عبد الشكور

من علماء الأزهر الشريف ، خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر من قرية ميت رومي مركز دكرنس بالدقهلية ، إمام وخطيب مسجد حمزة ببورفؤاد ببورسعيد.

داعية وعالم وسطي معتدل ، خلوق وقدوة وذو همة ، مشهود له بصلاحه وأدبه الجم واهتمامه بكل من يعرفه ، واجتهاده لخدمة دين الله والدعوة الإسلامية ، وتمنى أن يفوز بالشهادة في سبيل الله.

 يقول أحمد عباس: كان رجلا معتدلاً في خطابته ، مقنع في حديثه ، لا يصيبك الملل قط وأنت تستمع إليه.

 ويرثيه كريم أبو زيد ويقول: يشهد الله كم أحبباك ، أحلى رمضان قضيناه وأنت معنا فى مسجد حمزة فى بورسعيد ، يشهد الله كم استفدنا منك ومن علمك ، افتقدناك وافتقدنا صوتك العذب ، آخر نصيحة وجهتها لنا “المسجد .. المسجد يا عباد الله”.

 ويصفه الشيخ عزت صبري ويقول: رحمة الله عليك ، كنت رجلاً شهماً خلوقاً مؤدباً عزيزاً كريماً ذا همة عالية وخلق دمث ، لا تقبل الضيم ولا الاستهانة.

 ويقول أحمد مانو: الشيخ محمد شيخي ، مسك المسجد عندنا شهرين فقط ، وكان الكبير و الصغير في المسجد بيحبه و بيحترمه جدا جدا ، وفي كل مرة يرجع من رابعة يبقا زعلان انه متوفاش في أي مسيرة هناك و كان دائما يطلبها ، الكل في مسجد حمزة يشهد له بالخلق العالي و العلم الكبير ، مسك مسجد حمزة بعد ما فاز بالمركز الأول في مسابقة الأوقاف ببورسعيد.

 ويضيف أحمد سامح: هو أفضل من عرفت في حياتي ، يكفي شهادة الغريب له قبل الصديق

 ويعلق عبد الله شوقي ويقول: رحمة الله عليك أيها الرجل فى زمن عز فيه الرجال ، وأيها العالم فى زمن شح فيه العلماء.

 تقول زوجته: والله ما وجدته يوما ساخطاً على قدر الله ، كان يرضى بالقليل ويحمد الله ، كان دائم التذكر لنعم الله عليه دائم الشكر ، كان نعم الزوج ونعم الأخ ونعم الأب.

 

رؤيا قبل الاستشهاد

 يقول عبدالله عيطة مؤذن مسجد بلال: في ليلة 28 رمضان حكى لي الشيخ رؤيا رأتها زوجته وقال: “قالت لي زوجتي قبل يومين أنها رأت في منامها أني ألبس ثوباً جديداً وبجواري زوجة أخرى فهرولت لي غاضبة في المنام وقالت من هذه يا مُحمد؟ فابتسمت لها وقلت هذه الحور العين ، فابتسمت وقالت إن كانت من الحور لا ضَير ، فقلت لها خيراً سأستشهد , وأنت كمان يا عبدالله ستستشهد ، لكن لكل شخص أجل وكتاب ووقت , والله أعلم من قبل ومن بعد , عاهدني يا عبدُالله أن نشفع لبعضنا في الله”

 فقلت: أعاهدك يا شيخ , لكن أسأل الله أن لا يجعل قتلي أمام مُسلم من الشرطه أو الجيش أو أي مسلم ..

 فأبتسم حتى بدت نواجذه وقال: لن يَكون أمام مُسلم , لكن أنا ربُما .

 

ويروي “أحمد علي” ما حدث يوم استشهاده ويقول: كنا فى بورسعيد يوم الفض واستيقظنا صباحاً على أخبار الفض ، وفي الساعة 6.30 صباحاً اتصل الشيخ محمد بي وطلب منى السفر معه إلى رابعة ، فأخبرته أن الجيش أغلق الطريق للقاهرة ، لكنه أصر على السفر والمحاولة بأى طريقة.

وعند موقف السيارات لم نجد أية سيارة تسافر فقال الشيخ معاتباً نفسه : “أنا ايه اللى خلانى أمشى من رابعة امبارح ، أكيد ذنوبى السبب ، علشان كده ربنا مش عايز يناولني الشهادة”.

 ويستكمل “على”: فاتصلت بسائق أعرفه فوافق على السفر ، وسبحان الله ، رغم كثرة الأماكن وإغلاق الطرق إلا أننا مررنا بكل الكمائن بسلام ودخلنا الى مدينة نصر ووجدنا الكثير من الناس يحاولون مثلنا الدخول الى رابعة ولكن قوات الشرطة كانت تمطرنا بقنابل الغاز والخرطوش وتفرقنا، وبعد ساعة اتصل الشيخ محمد بي وأخبرني أنه دخل الميدان من أحد الشوارع الجانبية ، فحاولت الدخول من هذا الشارع فوجدت الداخلية تطلق فيه قنابل الغاز بعد حوالى ساعتين اى الساعة الرابعة او الخامسة عصرا حاولت الاتصال به فوجدت تليفونه مغلق ثم علمت ليلا بخبر استشهاده . هذه قصة رجل صدق الله فصدقه الله.

 ويقول عبد الله عيطة: الشيخ محمد اتصل بي الساعة 5.15 مساءً , فسمعت أصوات الرصاص فسألني عن أحوالي وناداني بالشيخ -يقول لي شيخ وحذائه أشرف مني رحمه الله- وسألني عن أمي وأخواتي ثم قال : “إدعيلي يا شيخ عبدالله.. أحسبك على خير” ، فطلبت منه الرجوع فقال : “دا آخر خط دفاع, مع السلامة يا شيخ عبدالله.. المسجد ياشيخ عبدالله .. لا اله الا الله يا شيخ عبدالله” ، ومات بعد إغلاق الجوال معي بدقائق قبل المغرب بدقائق.

 ويرثيه قائلاً: قتلوا الأول على الأوقاف ببورسعيد في الحفظ والخطابة ..قتلوا من كان في رمضان الماضي ينام في اليوم ساعه ونصف أو ساعتين ، قتلوا من كان يقول لي “مضى عهد النوم يا عبدالله” ، قتلوا من وصاني بالقرآن ، قتلوا من كان يتواضع ويجلس مع عمال المسجد ويفطر معنا ويتسحر .. يا الله! .. أخبروني بربكم .. ماذا أقول لطلاب الشيخ الذين يحفظون على يديه.

 ويكشف أحد مرافقيه أثناء استشهاده ويقول: كنا فى المستشفى الميدانى فى رابعة لحظة وصول الشرطة إلينا ، وكنا نتحاور معهم أن يخرج الناس آمنين فأعطونا الأمان ، فتقدم الشيخ محمد وكان أولنا ، وفجأة ضربوه برصاصات الغدر والخسة والدناءة، وفوجئنا بالشيخ يضحك بصوت عالي قائلا “الشهادة” وارتقت روحه لبارئها، ورغم عدم معرفتي المسبقة به إلا أني قلت هذا الرجل ربنا راضي عنه.

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...