مواليد 29/12/1994م ، من منية سمنود مركز أجا دقهلية ، طالب بالفرقة الأولي بالمعهد الفني الصحي بالمنصورة.
تربى وعاش في مكة المكرمة وحفظ القرآن في الحرم المكي وانتقل إلى مصر ليكمل دراسته الجامعية ، وكان بجوار أبيه في معاشه ومرضه وموته .
كان باراً بأمه في حاجتها ووحدتها وسفرها وحضورها ، حفر ابتسامته بين كل من يعرفه، وكان حنونا خدوما بشوشاً ومضحكا ، ناصحا لمن يعرفه بالصلاة والقرآن والصحبة الصالحة.
كان يصلي بالناس إماما ويتسم بصوته الحزين في القراءة ، كان عاقلاً ومحباً للخير ، كان كتوماً لحزنه في داخله ولا يظهر غير ابتسامته، شهد له كل من عرفه بطيبة قلبه وحبه لجميع الناس، ودائماً ما كان يطلب الشهادة ويبحث عنها .
استشهد صديقه ” الشهيد عمر نيازي ” في مذبحة المنصة وكان يغبطه ويسأل الله أن يلحقه به ، ويقول “ربنا يرحمك يا صاحبي . . أبقى شوف لي مكان جنبك في الجنة عشان أنا جايلك ”
قضى آخر أيام حياته وأغلبها في رابعة العدوية بين صلاة وقيام وصيام وحراسة وتأمين وخدمة الناس، وعندما علم بفض رابعة ، خرج من منزله وسارع للنزول لمناصرة المعتصمين.
استشهاده
تروي أخته هاجر ليلة ويوم استشهاده وتقول :محمد في اليوم ده ماجالوش نوم طول الليل ، وأمي كانت مريضة وحرارتها عالية ، قعد يعملها كمادات ويقبلها وكأنه حاسس إنه مش هيشوفها تاني ، وكان بيهزر مع اخواته ويوصيهم علي ماما، ثم كتب علي النت الساعة 2 كلام إن والده –رحمه الله- وحشه ، وساعتها والله قلبي انقبض.
وراح صلي الفجر وقعد يواصل الأخبار على الفيس ، وبعدين على الساعة 7 صباحاً شاف الأخبار إن رابعة بتتفض ، قرر انه يروح رغم كل المخاطر وسلم امره لله بآخر عباره نشرها على حسابه ” هي لله”
كلم كل أصحابه وقالهم: لازم نروح ، الناس بتموت ، وقعد يجمع فيهم ، وكلم أخ كبير قاله ياعمو أنا رايح رابعة فوصاه “يامحمد صلي ركعتين قبل ما تروح وسلم علي أهلك ”
لبس محمد وهو خارج رايح يحضن والدتي ويقبلها رفضت قلبها حاسس انه مش هيرجع قالتله روح يامحمد انت هترجع خافت تحضنه مايرجعلهاش ، وراح حضن أخوه الكبير ياسر وبكي وقاله خلي بالك علي ماما وودع اخواته .
كنت في ذلك الوقت عند أهل زوجي في أسيوط فاتصلت عليه فقال لي: “أنا في مسجد الفتح منتظرين المسيرة تكمل عددها” ، وبعد عشر دقائق عاودت الاتصال فقال : “بيرموا علينا رصاص وخرطوش وغاز” ، وانقطع الاتصال ، فعاودت بعدها وقال : “احنا متحاصرين من الشرطة والجيش” وقال لي : “أمانة عليكي تدعي لي” وكررها.
وبعد نحو ساعة جاءني خبر استشهاده بعد مكالمتي مباشرة الساعة 3.30 عصراً.
روى من حمله بعد إصابته “بعد ما شلته طمنته وقولتله متخافش هتبقى كويس ، رد علىّ بابتسامته المعهودة يا رب أموت شهيد” وكررها مراراً حتى لفظ آخر أنفاسه.
محمد خير مثال على من بذل روحه ودمه فداء لدين الله عز وجل وإعلاء كلمته ، طلب الشهادة وسعى إليها فأكرمه الله بالشهادة ، ولقاء أبيه الفقيد.
أصيب محمد أثناء المسيرة المتواجدة على كوبري أكتوبر والمتجهة إلي رابعة يوم مجزرة الفض في 14 أغسطس 2013م وأصيب بطلق ناري حي أعلي الكتف الأيمن ورصاصة خرطوش في ظهره ورصاصة خرطوش في جبينه ، وحدوث اختناق نتيجة الغاز السام ما أدى لانفجار الرئتين وارتقاء روحه الطاهرة إلى مولاها.
وحين وصل أهله وبحثوا عنه بين الجثامين حتى وصلوا إليه وكشفوا عن وجهه ، ففوجئوا بوجهه يضحك وكأنه حي وكأن الدم يجري في جسده ، فحرص كل من رآه على هذا الحال المستبشر أن يلتقط له صوراً ، وكذلك فعل من جاءوا فيما بعد ليغسلوه ، فرح أحبابه واقاربه بهذه البشرى ، بشرى الخير لرؤية مقعده من الجنة بإذن الله.
وشيعت جنازته يوم الجمعة بقريته بالدقهلية في مشهد مهيب لوداع الشهيد ، وتشاء الأقدار بعد عدة أسابيع أن يتوفى عم الشهيد ، فيفتحوا قبر الشهيد لدفن عمه ، فيجدوا جسد الشهيد مثلما كان دون تحلل أو تعرض لقوارض الأرض ، فكانت مكرمة من الله تعالى.