الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رجمة للعالمين وبعد
وجنود الله لا حصر لها (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)
(1) الملائكة:
وهم خلق عظيم لا يعلم عددهم إلا الله وقد ورد في وصف كثرتهم، ما رواه جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئا” وذكر من قوتهم أن حملة العرش ثمانية
( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (الحاقة: من الآية17)
والأرض بالنسبة للعرش حلقة في فلاة، ومن الملائكة جبريل ومن قوته ما ذكره
ابن مسعود قال: رأي رسول الله جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق، ومنهم ملك الجبال، لما آذى أهل الطائف النبي نظر إلى السماء فإذا هو بسحابة فيها جبريل فناداه فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداه ملك الجبال قائلا: يا محمد.. فما شئت… إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت. قال النبي بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له ومن الملائكة من نزل ببدر وقاتل (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (لأنفال:12)
(2) السماوات والأرض:
قال تعالى (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً* إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً) (مريم90:95) (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (الفتح: من الآية4) وانظر إلى طاعة السماوات والأرض في إهلاك قوم نوح: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) وما الصواعق إلا من السماء والزلازل والبراكين إلا من الأرض.
(3) البحار:
روي الإمام أحمد في مسنده عن عمر عن رسول الله قال: “ليس من ليلة إلا والبحر يشرق فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن يفضح عليهم فكيفه الله ” وكان البحر جندا لله في هلاك فرعون وجنوده (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ) (الذريات:40)
(4) الرياح:
هي نعمة من نعم الله إلا إذا شاء الله أن يجعلها نقمة وعذاب كما كان إهلاك قوم عاد بها (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) (الحاقة6:7) وقوله (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) (الذريات:41) وكانت الريح جند الله في هزيمة الأحزاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (الأحزاب:9)
(5) الصيحة:
قال تعالى (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ* فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ* فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (الذريات43:45) وقال تعالى (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ* كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) (هود67:68)
(6) الطير الأبابيل:
عن عبيد بن عمير قال: لما أراد الله عز وجل أن يهلك أصحاب الفيل بعث عليهم طيورا نشأت من البحر بلقا أمثال الخطاطيف كل طائر منها يحمل ثلاثة أحجار مجزعة: حجرين في رجليه وحجرا في منقاره فجاءت حتى صفت علي رؤوسهم ثم صاحت وألقت ما في رجليها ومناقيرها فما وقع حجر علي رأس رجل إلا خرج من دبره”.
(7) الإمطار بالحجارة:
قال تعالى (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (هود82:83) وقوله (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) (الذريات33:34)
(8) الظلة (السحب):
قال تعالى ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) (الشعراء: من الآية189) قال السدي: فتح الله عليهم بابا من أبواب جهنم فغشيهم من حره ما لم يطيقوه فتغوثوا بالماء فبينما هم كذلك إذا رفعت لهم سحابة فيها ريح باردة طيبة فلما وجدوا بردها وطيبها تنادوا عليكم بالظلة فأتوها يتغوثون فيها وخرجوا من كل شئ كانوا فيه فلما تكاملوا تحتها أطبقت عليهم بالعذاب فذلك قوله تعالى ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الشعراء: من الآية189)
(9) القحط والمجاعات ونقص الثمرات:
قال تعالى (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ) (لأعراف: من الآية168) وقال (فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) (الأنعام: من الآية42) فالسيئات تعم كل ما يسوء الإنسان والبأساء: الفقر والشدة والجوع والقحط والضراء: الآفات ومنها الأمراض وقال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ) (لأعراف: من الآية130) وقال (فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) (النحل: من الآية112)
(10) الجراد والضفادع والقمل:
قال تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) (الأعراف:133) وفى تفسيرها لما أتى موسي فرعون قال له: أرسل معي بنى إسرائيل فأرسل الله عليهم الطوفان وهو المطر فصب عليهم منه شيئا ثم كشف فأنبت الكلأ والزروع فلم يؤمنوا فأرسل الجراد فسلطه علي الكلأ ثم كشف فلم يؤمنوا فأرسل القمل وهو السوس ثم كشف فلم يؤمنوا فأرسل الضفادع حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه من الضفادع ثم كشف فلم يؤمنوا فأرسل الدم فكانوا لا يستقوا من الأنهار والآبار وما كان في أوعيتهم إلا دما عبيطا ثم كشف فلم يؤمنوا فأغرقناهم في اليم.
(11) المؤمنون:
قال تعالي(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:14) وقال (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً* فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) (الاسراء4:5) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) (المائدة: من الآية54)، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) (التوبة: من الآية111)
(12) الرعب:
وفى الحديث “نصرت بالرعب مسيرة شهر” وقال تعالى (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) (آل عمران: من الآية151) فلله جنود كثيرة لا يعلمها إلا هو ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
(13) الخسف:
فعن عمران بن حصين أن النبي (ص) قال: “في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف” فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: “إذا ظهر القيان والمعازف وشربت الخمور” وفى رواية “ليشربن ناس من أمتي الخمر ويسمونها بغير أسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير”.