“في القلب أنتم”.. الشهيد أ.د طارق عبد النبي سلامة

الشهيد/ طارق عبد النبي سلامة

أستاذ دكتور الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة المنصورة ، من قرية ميت الكرماء مركز طلخا بمحافظة الدقهلية ، متزوج ولديه ثلاثة أبناء.

مشهود له بالتدين وحسن الخلق ويقول عنه أهالي قريته أنه الرجل الخلوق والمؤدب ، وهو من أشرف شباب ميت الكرماء ، تمنى الشهادة في سبيل الله ، وارتقى شهيداً في مجزرة فض ميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م.

 تقول زوجته: تميز بالحنية والهدوء والشهامة ، وتمنى الشهادة ورأى رؤية بذلك قبل استشهاده ، وهو يستحقها ، آخر مرة تحدثت إليه ليلة الفض بعدما انتهى من صلاة التهجد ، واطمأن علينا وعلى بناته.

 يقول رفيقه الرجائي منصور : كنت كلما ذهبت إلى رابعة لا أجده بالخيمة فأتصل به فيخبرني أنه في مسيرة كذا في المنطقة الفلانية ، ويتعرضون أحيانا للمعاكسات والضرب ورغم ذلك يواصل خروجه وتظاهره ، وكنت أمازحه وأقول له لا تخرج للمسيرات عشان ما تتضربش ، فيرد: احنا جايين نقعد؟

كان الدكتور طارق حريصا طوال إقامته في رابعة أن يحمل سجادته ويذهب للصلاة في جماعة خلف المنصة رغم الزحمة ويقول: الصلاة هناك لها طعم تاني ، الجو هناك روحاني، قضى العشر الأواخر في رمضان هناك بنية الاعتكاف والرباط .

هو من أصحاب الفجر المعدودين في القرية ولمست منه الإخلاص ولا أزكيه على الله وأسأل الله له القبول!

 يقول ميدو حمدي: دائماً ما كنت أراقبه من بعيد، فأراه حاملاً لمصحفه دائم القراءة فيه متدبراً لكلمات الله ، كان قليل الكلام، لا أراه منشغلاً بأحاديث طويلة ، ولو دخل في حديث كنت أجده مستمعاً لا يتكلم ، لم يدع جنازة على شهيد في الميدان إلا وحضرها.

حينما كنت أراه قادماً منهكاً من المسيرات والمظاهرات في الشمس الحارقة وهو صائم ومتعب فأستصغر نفسي وعملي مقارنة بما يلقاه هو من مشقة وعناء غير مستسلم للمعوقات التي تواجهه ، عهدت منه دائماً ابتسامة رقيقة حين يراني ويسلم عليّ رغم أني حتى لم أكن اعرف اسمه ، كنت أبادر إليه مسرعاً حين أراه قادماً من المظاهرة كي أهديه قطعة ثلج صغيرة لعلها تخفف عنه من حرارة الجو المحرقة آنذاك.. وكنت أقول في خاطري: لعله يتذكرني بهذا الصنيع بعد موتي فيدعوا الله لي بالرحمة ، أما وإنه أصدق عند الله مني فنال مبتغاه وارتقت روحه إلى العلياء مستحقة شهادة في سبيل الله كما تمناها، فأسال الله أن يلحقني به شهيداً.

 ويقول حمدي الششتاوي: هو والله من خيرة شباب مصر كلها وﻻ نزكي على الله أحد

 ويقول السيد المتولي: كان رحمه الله أصدق عزماً وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان صلينا سوياً في رابعة العزة ومن شدة الزحام لم نستطع الوصول الى قلب الميدان فوفقنا الله الى الصلاة في ساحة إدارة المرور وبعد الانتهاء أردنا العودة الى الخيمة ولكن الشيخ محمد عبد المقصود كان قد شرع في القاء كلمته فأصر الدكتور طارق أن يستمع اليه من قريب لحبه لفضيلة الشيخ ، وكان حريصاً على السير في أي مسيرة تخرج من الميدان.

حرص الشهيد أن يربى بناته على القرآن الكريم ويكونوا من حفظته ، “فداء” هى إحدى بناته دخلت فى مسابقة لحفظ القران بجمعية البركة عام 2012م وكان عمرها 4 سنوات وفوجئ الشيخ بحفظها لربع القرآن حفظاً جيداً ، فقال لأبوها بارك الله لك فيها ، ودخلت التصفبات وفازت بالمركز الأول وكانت أصغر متسابقة ، قال والدها : أنا نذرتهم لخدمة القرآن

واستشهد الدكتور طارق في المجزرة الدموية ومحرقة القتل الجماعي والإبادة في رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م

ونعت نقابة العلميين واحداً من أبناءها العلماء وتقدمت لأسرته بخالص العزاء.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...