بقلم: د. عز الدين الكومي
لم يعد خافيا على أحد أن هناك مخاوف صهيونية وأمريكية من عدم قدرة زعيم عصابة الانقلاب لإتمام فترة ولايته والتى ستنتهى بعد 3سنوات وقد عبر عدد من الصهاينة منهم دبلوماسيون وأمنيون ومحللون أكثر من مرة عن قلقهم حيال فشل النظام الانقلابى.
وذلك أن جيش كامب ديفيد يتعاون بشكل كبير ووثيق مع الصهاينة في سيناء كما أن الوفود الأمنية الصهيونية لم تتوقف عن زيارتها منذ وقوع الانقلاب الدموى.
حيث يعمل جيش كامب ديفيد على هدم الأنفاق على الحدود مع غزة وإغراقها بمياه البحر ويحكم إغلاق معبررفح لتضييق الخناق على أهلها استجابة للصهاينة ويخشى الصهاينة أنه في حالة سقوط النظام الانقلابى فإن الأوضاع في سيناء ستكون خارج السيطرة.
كما أن الصهاينة يرون أن جيش كامب ديفيد فشل في مواجهة الجماعات المسلحة في سيناء بدليل عشرات القتلى من الجنود والضباط في عمليات ضد الجيش.
ولايخفى الصهاينة خشيتهم من أن الجيش هو من يقوم بوضع حد لولاية زعيم عصابة الانقلاب وزوال نظامه الانقلابى فقد حكمت محكمة عسكرية في أغسطس الماضى على 26 ضابطًا في الجيش بتهمة الإعداد لانقلاب عسكري.!!
ويرجح البعض من الصهاينة والأمريكيين أن تصدع نظام الانقلاب يرجع بالأساس إلى اتباع سياسات أمنية شديدة ضد الشعب .
ديفين نونز رئيس إحدى لجان المخابرات بالكونجرس الأمريكى الذي التقى زعيم عصابة الانقلاب مؤخرا وتجول في سيناء وعبرعن قلقه العميق من أن يؤدي عدم الاستقرار السياسي إلى وقوع الشباب تحت تأثير الإخوان المسلمين والتنظيمات الجهادية المتطرفة.
وقال نونز سيناء مضطربة بشكل كامل حيث يتجول الجهاديون في كل مكان فيها وعلى صعيد آخر هناك ليبيا حيث لا يوجد نظام وهذا من الممكن أن يحول مصر إلى فوضى!!.
كما أن كثرة الإنتقادات التى وجهها إعلاميون يوالون النظام الانقلابى تلقى بظلال كثيفة من الشك حول قدرة النظام الانقلابى على ضبط الأوضاع في البلاد التى أصبحت على حافة الإنفجار .
وأن النظام الانقلابى أصبح عبئا ثقيلا على المصريين في ظل حالات الفشل الإقتصادى والسياسى والانتهاكات الصارخة التى تقوم بها الأجهزة الأمنية والشرطية .
وكانت الفضائيات الموالية للنظام الانقلابى بما فيها بعض المحطات الحكومية كما حدث مع المذيعة عزة الحناوى والتى اتخذت من خطاب زعيم عصابة الإننقلاب مثارا للتهكم والسخرية .
هذه الفضائيات التى تصف النظام الانقلابى اليوم بالفاشل هى نفسها التى هللت وطبلت للنظام الانقلابى واعتبرت زعيم عصابة الانقلاب بطلا قوميا ونبيا وقديسا ومنقذا وأن أي انتقاد لزعيم عصابة الانقلاب أو حكومته.
أو أجهزته الأمنية يعد خيانة عظمى وتقويضًا للأمن توجب حرمانه من الجنسية بالرغم من قيامه بقتل الألاف واعتقال الألاف وتعذيبهم وبناء
عشرات السجون والمعتقلات وقمع كل من شارك فى ثورة يناير 2011 التى خلعت حسنى مبارك بحجة التظاهر بدون تصريح أو تلفيق التهم للمعتقلين بعد اختفائهم قسريا ولم يقف الأمر عند المصريين بل تجاوزهم إلى الأجانب كما حدث في مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجيني يوم 25 من يناير الماضي الذي عُثر عليه لاحقاً مقتولا وعلى جثته آثار تعذيب في الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية مطلع فبراير الماضي بعد اختفائه يوم 25 يناير الماضي الذي وافق الذكرى الخامسة لثورة يناير.
وكان أبرز الإخفاقات الأمنية إسقاط الطائرة الروسية في سيناء وأن الحكومة لم تعترف بالخطأ إلا أن الهجوم تسبب في ضرب السياحة وانهيارالاقتصاد بشكل كبير.
زد على ذلك سلسلة الأحكام القضائية التى أصدرها القضاء الشامخ سواء الإعدامات أو السجن والحبس والتى اعتبرت مصر بسببها دولة لا تلتزم بمعايير العدالة الدولية وشككت في نزاهة القضاء الانقلابى .
وقد طالب البعض الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة الضغط على مصر لتحسين أوضاع حقوق الإنسان والحريات عن طريق وضع قيود على المساعدات العسكرية التي تتلقاها مصر والبالغة 1.3 مليار دولار والتى يذهب معظمها لجيوب العسكر وحسابتهم الخاصة .
لكن للأسف الولايات المتحدة الأمريكية لم تضع قضايا حقوق الإنسان في مصرعلى سلم أولوياتها ولكن الذى يعنيها فقط هو أمن الكيان الصهيونى وهو ما يقوم به النظام الانقلابى على الوجه الأكمل.
فإذا أضفنا لماسبق مبادرات سعد الدين ابراهيم ومطالبات صباحى بحكم مدنى واعترافات حمزاوى بمذبحة رابعة مع اقتراحات السفير عبدالله الأشعل بضرورة تشكيل مجلس رئاسى يتكون من ثلاثة أشخاص وزير الدفاع مع شخصين آخرين سماهما سعد الدين ابراهيم وهما عبدالمنعم أبوالفتوح وأيمن نور فإذا تقاطعت كل هذه الخطوط مع بعضها البعض فسوف تعطيك نتيجة هامة وهى أن تبديل زعيم عصابة النظام الانقلابى بات وشيكا لكن برعاية أمريكية!!