المحروسة .. الكنانة .. إلى أين بقلم خميس النقيب

1

خميس النقيب :
أزمة أمان وإيمان
وحقبة توهان وحرمان …!!

المسلمون قديما كانوا يتمسكون بالدين ويعتزون بالحق، وهذه العزة جعلت القلة تنتصر على الكثرة والأميين يغلبون المتحضرين،ورعاه الغنم ينتصرون على طغاة البشر بيقينهم في قلوبهم ومصاحفهم في أيديهم وسيوفهم على أكتافهم ومساكنهم على ظهور خيولهم يقولون لملوك الفرس وصناديد الروم:نحن قوم إبتعثنا الله لنخرجكم من عباده العباد إلى عباده رب العباد.. كل ذلك عندما توحدوا علي علي الحق هزموا اعدائهم ونصروا دينهم …!!
تأبي الرماح اذا اجتمعن تكسرا
واذا افترقن تكسرت آحادا

كان زمان ماهو ثابت في القرآن ..
” فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ” يوسف ..

” اهبطوا مصر فان لكم ما سألتم ” البقرة

تأويل الآية في تفسير بن كثير : وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ، فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها . قال لهم موسى : أتستبدلون الذي هو أخس وأردأ من العيش ، بالذي هو خير منه . فدعا لهم موسى ربه أن يعطيهم ما سألوه ، فاستجاب الله له دعاءه ، فأعطاهم ما طلبوا ، وقال الله لهم : ( اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ) .البقرة قال المفسرون مصر من الامصار وقال آخرون مصر فرعون ..!!

أما الآن ..
أما اذا جذبهم حب الدنيا واتجهوا للعري والرقص والخلاعة، اما اذا ضيق علي دور العبادة وفتح الباب علي مصراعيه للحانات والراقصات ، ،اما اذا تقدم السرق والخونة ووسد الامر الي غير اهله، اما اذا خربوا اخرتهم وافسدوا دنياهم فكرهوا الموت فانت في خزلان مقيت وانهزام مستمر ..!!
مجتمعات غيبت الحقيقة وضيعت الحق ودفنت العدل فمكنت الاعداء منها ، يعتزون بالاثم كبرا واطرا ، عنادا واشرا، ويتعصبون للظلم حمية ونكاية ، واذا روجعوا صبوا جام غضبهم على المراجع، واذا عوتبوا لم يقبلوا من اي معاتب، واذا قيل لهم اتقوا الله اخذتهم العزة بالاثم وعلتهم الكزة بالظلم، وغمرهم النفاق وضربهم الشقاق ..!! فتربع الاعداء علي جسدها كما يتربع الاكلة علي ققصعتها لذلك انقلب حال المجتمعات ….كيف ؟
فالأمان … حدث ولا حرج …!! قتل ونهب وملاحقات ومطاردات وغيره مما لا مثيل له..!! لماذا ؟
الإيمان .. يصرف مليارات من اجل انتزاعه من القلوب انتزاعا ..!! واسألوا بيوت الدعارة ، والامهات المثاليات ، فضلا علي الحرب الدائرة علي الاسلام والمسلمين في الفضائيات والمؤسسات والمجلات …!!
أما من حيث العطاء فقد تحول الي الأخذ ، في عصر الاذي والوخذ ، بل وصل الي حد التسول والاستجداء …!!
علمني كيف اصطاد السمكة ولا
تعطيني اياها ، بدلا من سلة تبرعات ..!!
فمنهم من يتبرع لها بالمال
ومنهم من يتبرع بالطاقة
ومنهم من يتبرع بالملابس
ومنهم من يتبرع بالبطاطين
ومنهم من يتبرع بالحذاء ….!!
وجاري التبرع بشنطة رمضان ..!!

ماذا تبقي الا الماء …؟!!
هل من انتباهة قبل فوات الاوان ؟!!
هل من عقلاء ؟ هل من حكماء ؟
يرفعون الاهانة عن كاهل الكنانة …
هل هناك من يهتم ويسوغ للإيمان حتي يعود الأمان قبل فوات الاوان … ؟!!
هل هناك قلوب تخاف علي الوطن قبل ما تصبح في خبر كان …؟!!
هل هناك من يرأف بحال الشعب الغلبان من التوهان والحرمان …؟!!
ارفعوا الظلم وارسوا العدل حتي يعود الايمان ومن ثم الامان ..
” الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون “الانعام َ
رحم الله محمد إقبال حيث قال :
اذا الايمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا

لله الامر من قبل ومن بعد …

لكي الله يا بلد .. لك الله يا مصر ..
لك الله ياشعب ..
اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا …
اللهم ارحم العباد واحفظ البلاد ..

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...