حنان السيد :
يا صغيرتى الكبيرة كم تحملين على عاتقك من حمل أمانة تهتز لها الجبال وتخر من ثقلها، يا صغيرة مثلك من الفتيات يعشن حياتهن بكل ما فيها من مرح وألم من حياتٍ تنعم بها فى ظل والديها تجرى وتلعب تزهو بزهو الربيع وتتفتح.
أنت يا صغيرة حملت هم هذة الأمة على عاتقك وتتحملى تحمل الرجال فأصبحت تحملى صفات الرجولة وارتويت من بيت ملتزم كل تعاليم الإسلام وعلمت هدفك فى الحياة وعرفت دينك فالتزمت بمناصرة الحق والدفاع عنه.
فليكن ما مررت به يا صغيرةلا يمر مرار الكرام وكونى على يقين أن له القصاص وقتها سوف تكونى أنت القاضية تقفين أمام أولادك ليروا الأم المجاهدة التى أسقطت الطاغىة لتأتى الأجيال القادمة لتكمل المسيرة.
رأيتت فيك معنى الرجولة وعزة النفس عندما تم اعتقالنا وكانت معنا فتاتين اعتقلا معنا بتنا يومها ليلة فى الشارع محاطين بالعسكر لم ارى لك دمعة تنزل ولا صوت يصرخ ولا نبضات قلب ترتجف إنما وجدت فارسة تقف بكل قوة تثبت معى الفتيات.
بعربة ترحيلات الشرطة تأتي لتأخذنا إلي معسكر الامن المركزي في طره ثم تبدأ التحقيقات معنا وإذا بعميد يطلب إرسال التحقيقات له ويعمل لنا محضر أننا تم القبض علينا في العباسية أثناء التظاهر وقطع الطريق وإلقاء حجارة علي المارة ويتم ترحيلنا إلي القسم ثم إلي النيابة وتبدأ معنا التحقيقات من الساعة السادسة بعد العصر حتي الواحدة والنصف صباحا وتضاف لنا 13 تهمة منها الانضمام إلى جماعة إرهابية والقتل العمد وحيازة أسلحة بيضاء ونارية والاعتداء علي الممتلكات الخاصة والعامة والشرطية و………. وتمت التحقيقات دون حضور محامي معنا لأن أهلنا لم يكونوا يعلموا أين نحن وبعد التحقيق تم ترحيلنا إلي حجز النساء في القسم لندخل علي الجنائيات ونظل في حجرة اقل من3متر في 3 متر طول اليوم وكان عددنا مابين 8او10 نساء ولا نري الشمس والهواء يدخل من فتحات ضيقة جدا من أعلى الحجز فى عز الحر وظللنا ثلاثة ايام بدون طعام اللهم إلا بعض البسكوت الذي طلبت من رئيس النيابة شراؤه لنا لان بعض منا كان صائما.
وعندما تحملت من كان معنا من الجنائيات فحدث ولا حرج من الألفاظ السوقية والشتائم لبعضهم البعض واستعمالهم التليفون المحمول بكل حرية وادخال المخدرات للحجز عن طريق أقاربهم بل إن ما يطلق عليهم الأمناء وبعض الظباط كانوا يطلبون منهن قرص ترامادول،والتدخين تقريبا طوال اليوم .عدم النوم ليلا والسهر والكلام البذيء مع العساكر بالخارج،وتسور بعض العساكر لينظر لنا في الحجز وتم عرضنا علي النيابة بعد مرور 15 يوم داخل القسم بالمخالفة للقانون وتم التجديد لنا 15 يوما آخرين. أما عن حالنا ،فالحمد لله رب العالمين، اول مادخلنا ألقي الله في قلوب الجنائيات شعورا مابين الرهبة والشفقة مع بعض الكره لنا مما كان عندهم من خلفية سابقة وبدأنا نصلي فصلوا معنا ودرسنا خواطر حول سورة يوسف وبدأنا نتعاون في تنظيف الحجرة وكان الحال بين الوفاق أحيانا والاختلاف أوقاتا كثيرة حتي خرجنا بفضل الله وحده.
خرجنا لنكمل طريقنا معا وأري ما غرس فيك من تربية فى بيت ملتزم نشأ على طاعة الله ومن أجل نصرة الله رأيتك يا صغيرة لم تهتز لك شعرة ولم يرتجف قلبك خوفا ولم تترددى لحظة.
كنت أنظر إليك وأرى نظراتك عندما كنت أدرس لك قصة السيدة : نسيبة بنت كعب المازنية (أم عمارة) ::.
وهي البطلة المجاهدة التي اشتركت في غزوة (بدر) كممرضة واشتركت في غزوة (أحد) مع زوجها وولدها وفي يدها الماء والأربطة كما اشتركت في القتال وقامت بتضميد جراح ابنها واشتركت أيضاً في حرب (مسيلمة) وأخذت تضمد الجرحى وتقاتل بسيفها حتى بترت ذراعها . وكيف ضربت نسيبة مثلاً نادراً في الشجاعة والفخر وروح التضحية بالنفس في سبيل الإيمان بالحق وراحة الآخرين وستظل مثلاً تحتذيه الممرضات المسلمات في كل العصور .
عندما تسيرين فى طريقك لتوعية الناس ولم شمل إخوانك وخروجك مناضلة ثابتة على الحق المح فيك.
صفات السيدة الزرفاء بنت عُدي الكوفية: كانت تتقدم المقاتلين وتحرضهم على القتال بأبلغ بيان حتى حفظ الناس أقوالها وخطبها ويرددونها كما يرددون الشعر.
أرى دهائك وشغفك وحبك لدينك وأنت تقفين فى طابور الزيارة على أبواب السجون كل يوم أمام سجن لتزورى أحد إخواتك أو والدك تقفين ولا تملين وأنت تحدثين النساء عن الصحابيات وعما كنا يفعلنه من أجل نصرة دينه وعن نساء السلف والتابعين وعن حق المرأة فى ممارسة السياسة والجهاد فى سبيل الله
تقفين وتروين لهم القصص وكأنها مشهد حاضر أمامهم أم سُليم بنت ملحان بن خالد: التي حملت السلاح حيطة وحذراً دفاعاً عن النفس تهاجم به إن هوجمت. وقد شهدت يوم “أُحد”.
ومما يدعو إلى العجب العجاب في الأعمال الحربية التي قامت بها النساء المسلمات أنهن ركبن البحر المتوسط لأول مرة في التاريخ مع رجالهن غازيات في غزوة قبرس الأولى في سنة 28 ه زمن الخليفة “عثمان بن عفان” بقيادة “معاوية بن أبي سفيان” الذي اصطحب معه امرأته “فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل”. وقد اشترك في هذه المعركة “عبادة بن الصامت” الذي اصطحب معه امرأته “أم حرام بنت ملحان الأنصارية”. وقد روي عنها، أن المسلمين لما انتهوا إلى قبرس، وأرادت أن تخرج من البحر، قُدمت إليه دابة لتركبها، ولكن يد المنون كانت أسرع منهـا إذ صرعتهـا الدابة فاندق عنقها، فماتت ودفنت فـي قبرس، ودعي قبرها بـ “قبر المرأة الصالحة”. وكانت أم حرام أول شهيدة غازية في البحر
ارتويت وشبعت تربية صحيحة ومفهوم معتدل وعشقت الجهاد فى سبيل الله وعلمت دينك وهدفك
فأثبتى يا بنتيتى فطريقنا طويل وشاق ويحتاج لنفس طويل وصبر وثبات وليكن يقينك فى يقينك
أننا وعدنا بالنصر مرتين نصرا فى الدنيا تمكين واعلاء كلمة الله ونصرا و فى الآخرة فوزا بجنات النعيم
فاثبتى بنيتى فأنت الأمل وأنت من تكملين الطريق.