ثلاجة السيسي وصرخة الغلابة

1

إيمان محمود
في كل مرة يطل علينا فيها ذلك الكذاب الأشر صاحب الوجه المسود، مطلقاً لسانه الكذوب بأحاديثه وقصصه الخيالية، تنكشف لنا سوءة جديدة من سوءات نفسه الخبيثة، ومدي الخواء العقلي الذي يصاحب رأسه تماما كثلاجته الخاوية التي أتحفنا بها في أخر أحاديثه.

ومن المفارقات الغريبة أنه حينما يخرج للحديث بورقة مكتوبة تقل أخطاؤه، ويبدو أن هذا يحدث عادة حينما لا يكون خطابه بغرض الإلهاء.

لكن الأغلب فى خطاباته سياسة الإلهاء وأكاد أجزم أن كلمات الرجل وسياسته ليست خيالية، أو غير مقصودة ، فكل إلهائه واقع..

ما أراه أنه جاء ليلهينا بالنكات على حديثه، بينما يطهونا طعاماً لشهوات غيره، كالساحر الذى يمزق ضحيته ليرسم على شفاه جمهوره البسمات..

ولعلنا نضحك الآن من ثلاجته التى لن يطول الوقت حتى تصبح ثلاجة الشعب بأكمله..

فلا يكاد الدولار يستقر قليلا حتى يكسر كل يوم حاجزاً لرقم جديد، وفى أسواق المأكولات يتغير السعر بين الصبح والظهيرة..

فى ظل ثلاجة جديدة يعدها السيسى -إن استمر- لكنها ستكون هذه المرة مليئة بالجثامين والدماء ليست فقط من معارضيه وإنما من جميع فئات الشعب.

فبإغلاقه كل منافذ الرأى والتعبير أصبحت السجون تمتلئ بآلاف المعتقلين، وباستخدامه كل أساليب الترهيب كالاغتيال والقتل فى الشوارع للمعارضين باختلاف تصنيفهم، وبسلوكه نهج التجويع والإهمال حتى أغرق الشباب فى البحر من أجل لقمة العيش، وبارتدائه ثوب الديكتاتور تارة ورئيس العصابة تارة أوقف الجميع عن اعطائه لونا محددا، فما هو إلا ذئب حى أو أفعى متلونه..

وما أرى تجاه أى منهما إلا المقاومة والالتحام، فليس من الصعب على قوم نزلت بهم نازلة أن يهزموها إن اجتمعوا..

وما دعوات الغلابة للصرخة من ضيق اليد ، وضنك المعيشة الا شرارة أولى، وليست أخيرة، بل هي صحوة لها ما بعدها، لن يندم ناصروها، ولن نحرم ثمارها ولو إبطاء سرعة الانهيار، أو تعطيل قرارات الظلم والفشل، وما ثورة الخبز عنا ببعيد، أو لعلها تكبر وتنمو حتى تحول بيننا وبين ثلاجته، ونكتب لنا حياة جديدة شعارها حرية ….كرامة انسانية … عدالة اجتماعية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...