“تطبيع الجنازات” العربي الإسرائيلي على شرف سفاح “قانا”

30_09_16_11_23_%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%b1-jpg-2

سوف تتحول جنازة السفاح الصهيوني شيمون بيريز اليوم الجمعة إلى مناسبة جديدة للتطبيع العربي الصهيوني يمكن أن نطلق عليها “تطبيع الجنازات”، بعدما تحولت مناسبات حالية وسابقة لزيارات متبادلة بين المسئولين العرب والصهاينة بدعاوي التعازي، بينما تكون بوابة للقاءات على الهامش.

كان من المقرر أن تكون جنازة بيريز بوابة لزيارة السيسي لإسرائيل التي جري الحديث عنها عدة مرات ولم تتم لأسباب ربما تتعلق بالخوف من الغضب الشعبي الداخلي ونصائح المقربين منه ألا يفعلها وإلا سيزيد الاحتقان ضده، وكان من المقرر أن تتم على غرار ما فعل الرئيس السابق مبارك حين ذهب لحضور جنازة رئيس الوزراء الصهيوني اسحاق رابين، وكانت ثاني زيارة لرئيس مصري وعربي لدولة الاحتلال بعد السادات.

ورغم هذا لا يزال باب الزيارة مفتوحا في اللحظة الاخيرة، فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بما فيها الإذاعة الإسرائيلية، وصحيفة “هآرتس” بنسختها العبرية، أن “السيسي سيكون ضمن الرؤساء المشاركين في الجنازة، التي تقام الجمعة”.

وكشف الإعلامي الموالي للسيسي، معتز بالله عبد الفتاح، عن أنه لا قرار (مصريا) حتى الآن بالإيجاب أو النفي، فيما يتعلق بزيارة السيسي، إلى إسرائيل لحضور جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز.

وقال “عبدالفتاح” في برنامجه “90 دقيقة”، عبر فضائية “المحور”: قالوا لنا (لم يحدد من هم) إنه حتى الآن لم يصدر قرار بالإيجاب، أو بالنفي.

وأضاف: “لو كان لي من نصيحة فبلاش الزيارة؛ لأنه مهما كانت المكاسب المحتملة من ورائها، خاصة على الصعيد الأمريكي، فإنني لا أعتقد أنها ستُستقبل استقبالا حسنا من قبل كثيرين”.

واستطرد بأن “التمثيل بوزير الخارجية يكفي جدا، مع خطاب مكتوب أو تسجيل بأننا رحنا، وشاركنا”، حسب قوله.

وقد وصل بالفعل وزير الخارجية سامح شكري، مساء أمس الخميس، إلى تل أبيب بالفعل للمشاركة في جنازة رئيس الدولة العبرية السابق شمعون بيريز، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقالت الخارجية، على صفحتها علي فيس بوك، إن شكري سيشارك في جنازة بيريز ممثلا عن الحكومة المصرية، “بطائرة خاصة”، و”سيعود بعدها مباشرة إلى أرض الوطن”.

وأبدي مقربون من السيسي رفضهم لزيارة السيسي وقالوا إن بيريز هو مؤسس البرنامج النووي الاسرائيلي وقاتل أبناءنا في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين، وانتقد مصطفي بكري المقرب من النظام سفر وزير الخارجية سامح شكري “للعزاء في وفاة الإرهابي السفاح، قاتل الأطفال في مذبحة قانا شيمون بيريز”، بحسب كلماته، وقال: “هذه فضيحة”.

أيضا طالب الكاتب عبد الله السناوي، المقرب من السيسي ألا يذهب لجنازة بيريز قائلا إنه يتمنى ألا يشارك السيسي في مثل هذا الحدث.

وأضاف في تصريحات لصحيفة “التحرير”: الرئيس الأسبق مبارك لم يذهب إلى إسرائيل إلا مرة واحدة، لتقديم العزاء في إسحاق رابين، وكان ذلك خطأ كبيرا، ولكنه يمكن تفهمه على اعتبار أن رابين كان الشريك الرئيس في اتفاقية أوسلو مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عام 1993 من القرن الماضي.

وأردف السناوي: “الأمر فيما يخص بيريز مختلف تماما، لكونه المهندس الرئيس لـلعدوان الثلاثي على مصر، فضلا عن دوره كمهندس لإنشاء المفاعل النووي، وتاريخه لا يشفع للسيسي أو لغيره من القادة المصريين لوداعه، ولا يوجد منطق واحد أو شبه حجة يمكن أن تقنع الرأي العام، لزيارة رئيس أكبر دولة عربية لإسرائيل”، حسب قوله.

لكن الباحث في الشأن القومي العربي، محمد سيف الدولة، قال عبر حسابه على موقع “فيسبوك”: “إذا صح ما أعلنته الإذاعة الإسرائيلية من مشاركة السيسي في جنازة شمعون بيريز، فستصدق كل التحليلات التي توقعت أن كلا من السيسي ونتنياهو يتحينان أي فرصة لتبادل الزيارات، وتعميق التطبيع، وممارسة علاقتهما الحميمة والدافئة في العلن”.
وأضاف سيف الدولة: “جاءت وفاة بيريز لهم على الطبطاب، ليمارسوا هوايتهم المعتادة فيما يسمى بـ “تطبيع الجنازات”.. فهل يفعلها السيسي، ليضيف سقطة جديدة في كتاب الثورة المضادة، ويزيد حالة الغضب الشعبي والسياسي اشتعالا؟”.

وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت توددا من جانب السيسي للقادة الإسرائيليين، وتوجيه خطاب للشعب الإسرائيلي مرتين في خطاب رسمي داخل مصر والثاني من على منصة الامم المتحدة.

كما كشف السيسي، في حواره مع الإعلامي “شارلي روز”، عبر شبكة “بي بي إس” الأمريكية، الأسبوع الماضي، عن تنسيق مصر مع إسرائيل في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن “العلاقة مع إسرائيل تخطت مرحلة عدم الأمن والأمان، وأصبحت في سلام دائم”، حسب تعبيره.

وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، الأربعاء، أنه تم تغيير اسم معبر طابا ليكون اسمه “مناحيم بيغن”، بحضور وزير المواصلات الإسرائيلي، وأسرة بيغن، والقنصل المصري في إيلات، زاعمه أنه من المنصف إطلاق اسم “بيغن”، الذي خطط ووقع على معاهدة السلام مع مصر، على العلاقة الحية بين البلدين، وتقصد معبر طابا.

قالت القناة العاشرة الإسرائيلية في تغريده على حسابها بموقع “تويتر” إن هناك احتمالات بوصول كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني للقدس للمشاركة في جنازة الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز الذي توفى الأربعاء 28 سبتمبر عن عمر ناهز 93 عاما.

وزار الرئيس المصري السابق حسني مبارك إسرائيل في نوفمبر 1994 لحضور جنازة رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين الذي قتل برصاص اليهودي المتطرف “إيجال عامير”.

وكان الرئيس الراحل أنور السادات كان أول الرؤساء المصريين الذين زاروا إسرائيل في 19 نوفمبر 1977 وألقى خطبة في الكنيست. وكانت هذه الزيارة “التاريخية” مقدمة لتوقيع اتفاقات كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 ثم معاهدة السلام في 26 مارس 1979.
زحف عربي على تل أبيب
وبخلاف وزير خارجية مصر، واحتمالات مشاركة السيسي، في اللحظة الاخيرة، سيشارك الأردن في جنازة بيريز ممثلاً بجواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني، واكتفي ملك الاردن برسالة تعازي للرئيس الاسرائيلي بحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية.

كما سيشارك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدما حصل علي أذن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وافق على طلب تقدّم به، للتوجّه إلى مدينة القدس على رأس وفد فلسطيني رفيع المستوى والمشاركة في الجنازة.

وأفاد موقع “i24” العبري بأن المغرب سيرسل أندريه أزولاي، أحد مستشاري الملك محمد السادس للمشاركة في جنازة رئيس الدولة العبرية السابق.

وتحدّثت “القناة العاشرة” في التلفزيون العبري عن وجود “اتصالات مع دول من الخليج العربي، بينها عُمان، لحضور جنازة بيريز”، وفق قولها.

ولم يكن كلام القناة عن مشاركة خليجية بلا دليل، بعدما نعى وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، الخميس، رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، في حادث استنكره العديد من النشطاء.

ودون “آل خليفة”، في تغريده على “تويتر” باللغة الإنجليزية: “ارقد بسلام أيها الرئيس شمعون بيريز، رجل حرب ورجل سلام، لا يزال بعيد المنال في الشرق الأوسط”.

وليست هذه التغريدة الأولى التي يصدم بها زعيم الدبلوماسية البحرينية الرأي العام العربي، فقد سبق أن نشر تغريدات اعتبر فيها عمليات الطعن “جرائم” تقع ضد “مدنيين”، وهو ما لاقى رفضاً في أوساط المغردين العرب.
فيسك يذكر العرب بجرائمه
وعلى حين تناست العواصم العربية جرائم بيريز، سعي الكاتب البريطاني روبرت فيسك لتذكيرهم بجرائمه في مقال نشره الاربعاء بصحيفة الاندبندنت، بعنوان: بيريز ليس صانع سلام لن أنسى انهار الدماء ورؤوس الأطفال المقطوعة ولا الجثث المحترقة في قانا”.

حيث ذكر ما راه من “صانع السلام” المزعوم في صورة أطفال رضع دون رؤوسهم، ورؤوس رجال مسنين دون أجسادهم، وجسد رجلاً مقسوماً نصفين ومعلقاً على شجرة محترقة. ما تبقى منه كانت تلتهمه النيران.

وتحت عنوان فرعي “مجرد عرب”، ذًكر فيسك العرب بأن مجلة إسرائيلية نشرت حواراً صحافياً مع جنود المدفعية الاسرائيلية الذين أطلقوا القذائف على قانا، وفيه برر أحد الضباط الصهاينة قتلهم سكان قرية قانا بقوله: “أنهم مجرد حفنة من العرب” (عرابوشيم بالعبرية).

حيث نقلت المجلة عن الضابط قوله: “مات بعض العرابوشيم، لا ضير في ذلك”، وكان كبير موظفي بيريز على نفس القدر من الاستخفاف حين قال: “لا أعرف أي قواعد أخرى للعبة، سواء للجيش الإسرائيلي أو للمدنيين”.

وقال فيسك أن بيريز سمى اجتياحه للبنان بـ “عملية عناقيد الغضب”، وهي تسمية جاءت من سفر التثنية، في التوراة الإصحاح الـ 32، الذي جاء فيه: “من خارج السيف يثكل، ومن داخل الخدور المرعبة، الفتى مع الفتاة والرضيع مع الأشيب”، وهو ما فعله حين قلت الأطفال والنساء والعجائز في قانا؟

وتساءل فيسك” “كيف يمكن اعتبار شيمون بيريز صانع سلام؟ وهو المسؤول عن هذه المذبحة، عارضاً أدلة تؤكد أن إسرائيل كانت تعلم موقع معسكر الأمم المتحدة وأنه يأوي مدنيين، قائلا: لو استطعت، أحص عدد المرات التي سوف تأتي فيها كلمة “سلام” في تأبينه خلال الأيام القليلة القادمة، ثم احسب عدد المرات التي سوف تذكر فيها كلمة قانا”.

ويُعد بيريز مسؤولا عن مجزرة قانا الأولى في جنوب لبنان في إبريل 1996، حين قصفت القوات الاسرائيلية ملجأ للأمم المتحدة بقانا في الجنوب اللبناني، يؤوي مدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن مما أسفر عن مقتل العشرات.
التطبيع.. خدمة عربية لـ “إسرائيل”
وتقول وكالة قدس برس أن تواصل وفود عربية (أفرادًا وجماعات) زياراتها التطبيعية العلنية والسرية لدولة الاحتلال، بزعم أنها تحاول “مدّ” جسور التعاون والحوار مع الإسرائيليين، وفتح آفاق لحل الصراع المستمر منذ عشرات السنين، يعد خدمة عربية لـ”إسرائيل”.

وأثارت تلك الزيارات ردود فعل مستنكرة، حيث وصفها كثيرون بأنها تحسين لصورة نتنياهو، وحذّرت فصائل فلسطينية من خطورة أي زيارات أو نشاطات لأي شخصيات أو وفود عربية أو إسلامية تطبيعية مهما كان مبررها.

ورأت حركة “حماس” في بيان لها تعقيبًا على ذلك، أن الاتصال بالاحتلال ولقاء قادته، “يعكس خطورة، تسهم في تشكيل مجموعة من المتأثرين بالتطبيع والمروجين له مع الاحتلال”.

وكان نتنياهو، تفاخر في عدة لقاءات بالعلاقات القائمة بين حكومته ودول عديدة في المنطقة، وقال إن “انقلابًا حدث في علاقتنا مع دول عربية مهمة”، مضيفًا أن “هذه الدول العربية صارت تفهم أن إسرائيل ليست عدوًا، وإنما حليف وسند في مواجهة تصاعد أخطار الإسلام المتطرف على شاكلة تنظيم الدولة الإسلامية”، حد تعبيره.

كما تطرق الإعلام العبري لتفاصيل بعض من هذه الزيارات واللقاءات، فكتب المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، عن ذلك قائلًا “الغرام السري يخرج إلى العلن”، في إشارة منه لتنامي التطبيع.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...