الانقلاب يعد المصريين الفقر المائى.. و”الجراكن” هى الحل

يعاني نحو نصف سكان مصر في هذه الأثناء من أزمة طاحنة في مياه الشرب، تكررت بقسوة على مدى الأيام والأسابيع الماضية، حيث تمر الأزمة بأغلب محافظات الجمهورية، ومراكز ومدن محافظات الشرقية وسوهاج وقنا والجيزة وبني سويف والمنوفية والدقهلية وشمال سيناء، وبعض مناطق القاهرة الكبرى كحي شبرا الخيمة والقناطر الخيرية، وبعض مناطق مصر الجديدة والمهندسين والدقي.
ويرى مراقبون أن أزمة مياه الشرب- التي جعلت المصريين حاملين للجراكن أو في جزء كبير منها- مفتعلة من قبل حكومة الانقلاب، التي تصر على تعطيش المصريين كي تُعدَّهم للأسوأ، بعد تداول أنباء تؤكد بدء إثيوبيا فعليا في ملء خزانات سد النهضة لارتفاعات كبيرة، بعد تواطؤ من العسكر الانقلابيين في مصر على بيع مياه النيل مقابل منح الشرعية للسيسي المنقلب، ورضا دولة الكيان عن كنزهم الإستراتيجي الجديد!.
انقطاعات متكررة
واعتادت الشركة القابضة للمياه قطع المياه بحجة التطهير، إلا أن ذلك لا يقنع كثيرا من المواطنين، حيث تعد الشركة ألا تزيد ساعات قطع المياه عن 8 ساعات، فيما تتخطى الـ24 ساعة، وقبل قليل أعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالقليوبية، اليوم الأحد، عن عمل غسيل دوري لشبكات مياه مدينة القناطر الخيرية، غدا الإثنين، ما يترتب عليه انقطاع المياه ابتداء من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة الثالثة فجرًا.
كما أعلنت ذات الشركة في المنوفية عن أنه سيتم قطع المياه عن دائرة حى غرب شبين الكوم وضواحيه، غدا الإثنين، من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرا.
وجع الشرقية
ويعاني نحو مليوني مواطن شرقاوي في مراكز فاقوس والحسينية وأولاد صقر، والقرى التابعة لها، من تصاعد حدة أزمة انقطاع مياه الشرب، الأمر الذى تسبب فى حالة من السخط واستياء آلاف الأهالى الذين لجؤوا إلى الترع المخصصة لرى الأراضى الزراعية، والمياه الجوفية “المعين” وشراء “جراكن” المياه، فيما هدد أهالى القرى بتنظيم اعتصام مفتوح لحين حل الأزمة.
وحاولت الصحف المنحازة للانقلاب تفكيك المشكلة القائمة إلى الآن في تلك القرى والمدن، والتي أدت إلى تعطل ماكينات الغسيل الكلوي في المستشفيات الرئيسية ومراكز الغسيل، فعزت بعض المشاكل إلى “انفجار خط الطرد الرئيسي لمحطة الصرف بفاقوس”، وقال البعض إن “المياه عادت لمجاريها”، وقال ثالث “انتهاء أزمة مياه الشرب بشكل كامل”، وصحيفة رابعة نسبت إلى مسؤولين “توجيه سيارات مياه الشرب لتغطية الاحتياجات بشكل فورى”!.
انقطاع 10 أشهر!
واشتكى أهالى قرية نجع العرب بمنطقة شرق النيل بنجع حمادي بمحافظة قنا، من عدم وصول مياه الشرب إليهم منذ أكثر من 10 أشهر، وقالوا إنهم يضطرون لملء الجراكن من مساجد القرى والنجوع المجاورة لعدم وصول المياه طوال هذه المدة، لافتين إلى “عدم اكتراث مسؤولي شركة مياه الشرب بشكواهم الدائمة من قلة المياه، ولجوء غالبية المنازل للطلمبات الحبشية التي تهدد الصحة العامة”، مطالبين بـ”حل الأزمة خاصة مع اقتراب بدء العام الدراسي، فحرمان المدراس من المياه يؤثر على سير العملية التعليمية”.
عيد الأعياد
واشتكت مناطق، منها مدينة المطرية في الدقهلية، من استمرار انقطاع مياه الشرب للأسبوع الثاني على التوالي، دون تقديم المسؤولين عن شركة المياه أي حلول للمواطنين، وتركوهم يدبرون أمورهم بأنفسهم.
وقال مواطنو الدقهلية: “اتصلنا قبل العيد بالمسؤولين وتوسلنا إليهم أن يضخوا لنا المياه في العيد.. لكنهم لم يستجيبوا، ولم تجد معهم توسلاتنا، بل إن بعضهم أغلق تليفونه وتركنا”.
كما اشتكى أهالي قرى منية النصر ودكرنس من الانخفاض الشديد في ضغط مياه الشرب منذ يوم الوقفة، إضافة إلى عدم وجودها في القرى إلا في الأماكن المنخفضة فقط، بينما يعاني معظم السكان من انقطاع المياه.
سوهاج العطشانة
كما ناشد “اتحاد شباب سوهاج” المسؤولين التدخل لحل أزمة انقطاع المياه، في ظل حرارة الصيف الشديدة، وتشهد مراكز أخميم والمنشأة وجهينة انقطاعات يومية للمياه بحدود 16 ساعة خلال ساعات النهار والليل، ولا تصل المياه للبيوت إلا من خلال “الموتور”، وفي بعض المراكز بالمحافظة تعاني من تهالك الشبكات، وبها مياه غير صالحة وتؤدي للفشل الكلوي مثل ساقلتة ودار السلام.
سيناء وبني سويف
وتعاني مناطق شمال سيناء من انقطاع المياه لليوم السابع على التوالي، بعد تعطل العمل فى محطة الضخ الرئيسية، بحسب تصريحات مسؤولين لـ”اليوم السابع”، قالوا إن عطلا أصاب محطة مياه القنطرة المغذية، وأدى إلى كسر فى الخط الرئيسى الواصل لشمال سيناء.