تعرف على شهداء الدقهلية فى مجزرة سيارة الموت

عبى مهنى ابو خضيربعدما اعتقلت قوات أمن الانقلاب مئات المعتصمين في مجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة، اختطفتهم إلى استاد القاهرة ومنه إلى قسم شرطة مصر الجديدة، ثم عرضتهم يوم السبت على النيابة والتي قررت حبسهم لمدة 15 يوماُ على ذمة التحقيقات.

وفى عربة الترحيلات، أدخلت الشرطة المعتقلين بأعداد كبيرة تكدست بهم السيارة، وعذبتهم بطول الانتظار حوالى 8 ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة كما روى أحد الناجين، وراحوا يصرخون في وجوه الأمن من شباك السيارة، فارتكبت الشرطة جريمة وفاجعة إنسانية بإلقاء قنابل غاز خانقة وحارقة داخل السيارة إمعاناً في إسكاتهم وتعذيبهم ثم أغلقت عليهم الباب، فأدت هذه الجريمة لقتل جماعي واستشهاد العشرات.

واستشهد من أبناء محافظة الدقهلية:

1- محمد حسن البنا – ميت النحال – دكرنس

2- علي مهنا أبو خضيرة – ميت النحال – دكرنس

الشهيد محمد حسن البنا

شهامة وخدمة الناس الشهيد محمد حسن السيد أحمد حسن، قرية ميت النحال مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، مواليد 25 يونيو 1990م، خريج كلية اللغة العربية جامعة الأزهر فرع المنصورة عام 2011م، وله خمسة أشقاء: محمود وأحمد وعبد الله ومنى وإسلام، ووالده يعمل في شركة كهرباء.

توفيت والدته وهو طفل عمره 11 عاما، وتعلم منها مكارم الأخلاق وحسن معاملة الناس، كما اتسم محمد منذ صغره ببشاشة الوجه والتبسم والتودد لكل الناس فضلا عن بره لوالديه وصلته القوية لرحمه فكان دائم التردد والزيارة في كل الظروف المختلفة، ووصفه أقرانه بالرجولة والجدية في كافة شئونه.

تعرف على جماعة الإخوان المسلمين والتحق بصفوفهم فعلياً وعمره 15 عاماً، وتفجرت بداخله كوامن الخير والدعوة والحركة ونفع الناس وأداء واجبه نحو دينه ووطنه وإرشاد الناس للخير، فكان محمد أحد أبرز أعضاء الحركة الطلابية ومن نشطاء طلاب الإخوان في المعهد الأزهري الثانوي وكذلك في الجامعة.

أسس مع آخرين حملة “شباب الخير” بقريته، كما شارك في تنظيم حملات النظافة والتجميل والقوافل الطبية والدعوية والأسواق الخيرية، وهو القائم على أعمال لجنة الزكاة بالقرية. اشتغل محمد بتربية النشء وتعليم الأشبال وبرز دوره في هذا الملف وشارك في تنظيم المخيمات والرحلات والدوريات الرياضية، وترك بصمة فى أشبال القرية وأحبوه وتأثروا به وبتوجيهاته.

محمد أحد شباب مصر الوطني المسلم الذي خرج وانتفض في جميع الفعاليات الثورية والسياسية لنصرة الحق ولرفع راية الإسلام والهوية الإسلامية ودعم الفكرة الإسلامية ورموزها ومرشحيها في الانتخابات المختلفة.

شارك فى ثورة يناير، وتظاهر في المنصورة والقاهرة، واعتصم بميدان التحرير وميدان رابعة العدوية.

تميز محمد بنشاط في المجال الاعلامي فكان من الداعين لإنشاء صفحة للقرية على الفيس بوك وكان عضواً مسئولا في اللجنة الاعلامية للقرية. استشهاده نزل محمد أجازة من الجيش –حيث كان مجنداً بالخدمة العسكرية- واعتصم بميدان رابعة العدوية من يوم عيد الفطر وظل حتى اعتقاله يوم مذبحة فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013م.

وحين بدأت عمليات إطلاق النار على المعتصمين، اتجه محمد لتصوير القناصة على مبنى المخابرات، والتقط صوراً للداخلية من ناحية “طيبة مول” ، ثم اختفى وانقطع الاتصال به منذ العاشرة صباحاً.

وفى صباح اليوم التالي الخميس، اتصل محمد بوالده وأخبره بأنه محتجز في استاد القاهرة، ثم نقل إلى قسم شرطة مصر الجديدة وعرض على النيابة يوم السبت وصدر قرار بحبسه 15 يوماً ونقله إلى سجن أبو زعبل.

وفى عربة الترحيلات، أدخلت الشرطة المعتقلين بأعداد كبيرة تكدست بهم السيارة، وعذبتهم بطول الانتظار حوالى 8 ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة كما روى أحد الناجين، وراحوا يصرخون في وجوه الأمن من شباك السيارة، فارتكبت الشرطة جريمة وفاجعة إنسانية بإلقاء قنابل غاز خانقة وحارقة داخل السيارة ثم أغلقت عليهم الباب، فأدت هذه الجريمة لقتل جماعي واستشهاد العشرات ومن بينهم الشهيد محمد حسن البنا في 18 أغسطس 2013م، وارتقى إلى الله شهيداً فائزاً بخلد الجنة ونعيمها، وتبقى دماؤه لعنة على المجرمين الذين لن يفلتوا من عقاب الله.

خرجت القرية في جنازة مهيبة للشهيد محمد ورفيقه في نفس المجزرة على مهنى، وسط حالة اختلطت فيها أصوات الغضب والصراخ والحزن مع زغاريد النساء وتهنئة أهالى الشهيدين بالفوز وتحقيق أمنيتهما الموت في سبيل الله ورفعة الوطن ومناصرة الحق والوقوف أمام الظالم. وتلقى الأب المكلوم نبأ استشهاد ابنه صابراً محتسباً، ثم توضأ وصلى ركعتين، وقال لأولاده “لا تبكوا واحتسبوا أخيكم شهيدا”، وأمسك مصحفه وراح يجلس حيث كان يجلس ولده، ويقرأ كتاب الله.

تقول منى أخت الشهيد: لقد أثرت في كل من حولك، وغيرت الكثير بضحكتك، كنت تضحك وقت الضيق وتبتسم.

ويقول أحمد شاهين: لم أبك على أحد لا أعرفه مثلما ذرفت دموعي على محمد حسن البنا، وجدته شاباً ملتزماً، خفيف الظل، متحمساً.

وكتب بلال من غزة بفلسطين: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره بقلب يعتصر ألما ويبكي دما، أستقبل خبر استشهاد أخي الحبيب المجاهد ابن جماعة الإخوان المسلمين في قاهرة المعز محمد حسن البنا.

ويقول عبد العزيز أبو كحلة: عرفت عن محمد حسن الخلق وخفة دمه وقبوله عند كل الأصدقاء.

ويقول محمد سمير: محمد كان معي فى مركز التدريب فى الجيش وأشهد قدام ربنا إن عمرى ما شفت منه حاجة وحشة، وإنه فى قمة الأدب والاحترام.

يقول أحد رفقائه: تعلمت من الشهيد كيف أكون بارا بوالدى، فكان الشهيد بارا بوالدته حتى بعد وفاتها، ويذكرها فى دعائه، تعلمت منه كيف أبتسم حتى فى وجه من يخالفنى، تعلمت منه كيف يرتبط العبد بربه، تعلمت منه كيف أؤمن بهدفي وقضيتي وأعيش حياتى لتحقيق هذا الهدف والدفاع عن قضيتى، تعلمت كيف أساعد غيرى وأبر الفقراء، إنه الشهيد صاحب الوجه البريء المبتسم دائما الشهيد محمد حسن البنا.

وكتب محمد صلاح: محمد حسن البنا اسم شهيد جديد في الدنيا عاش يتمنى الشهادة.. في الجنة يبقى الشهيد.. في رابعة صمنا سوى وجاهدنا نفس وهوى وعطشنا كان يرتوى بعرس ومولود جديد طول عمره بايع دنيته وللجنة كانت خطوته ولأخته كانت كلمته هتكوني أخت الشهيد، شال مصحفه وياه، وللحق سدد خطاه وماخافش ظلم الطغاه، علشان يبقى الشهيد الي قتله هيشهد في النار عذاب أكيد وباذن الله محمد في الجنة يبقى الشهيد.

الشهيد علي مهنا أبو خضيرة

عاش في طاعة الله شاب نشأ في طاعة الله، والعيش في كنف الدعوة إلى الله، اتسم بحسن الخلق، وحسن العشرة، حافظا لكتاب الله، متفوقا في دراسته وتحصيله للعلم، ناشطا في العمل الطلابي والإسلامي والخيري والخدمي.

الشهيد علي مهنا علي أبو خضيرة، من قرية ميت النحال مركز دكرنس محافظة الدقهلية، طالب بالفرقة الثانية بكلية الطب جامعة الأزهر وعضو لجنة الجوالة باتحاد الطلاب، والده يعمل مهندساً زراعياً، وله أربعة أشقاء، عبدالله ومصعب وعمر وبلال.

يقول والده: “علي” كان من الأبناء الصالحين، وكان من المتفوقين من أوائل المعهد الأزهري ، ويحصل مع زملائه على مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية ضمن أوائل الطلاب، وكان حافظاً للقرآن الكريم، ودائما يفوز بالمراكز الأولى في مسابقات القرآن الكريم.

يقول شقيقه: لسنا وحدنا من افتقدنا الشهيد بل كثيرون افتقدوه، كان من عادته قبل العيد بيوم يمر على 60 بيتا يعيد عليهم وكان حريصاً على ذلك، وكان يساعد في تنظيم ساحات العيد للصلاة.

ويقول شقيقه الأصغر: نحن نخرج في المظاهرات السلمية عشان نجيب حق الشهيد وكل الشهداء.

تميز علي بحب الوطن والغيرة على الدين والخروج لمناصرة الحق والشريعة والشرعية ، وكان معتصماً بميدان رابعة العدوية واعتقل مع الذين اعتقلوا يوم مجزرة فض اعتصام الميدان وتم احتجازه في استاد القاهرة ثم عرض على النيابة والتي قررت حبسه 15 يوماً ثم نقله مع الآخرين إلى سجن أبو زعبل.

وفى عربة الترحيلات، أدخلت الشرطة المعتقلين بأعداد كبيرة تكدست بهم سيارة الترحيلات ، وعذبتهم بطول الانتظار داخل السيارة حوالى 8 ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة -كما روى أحد الناجين- وراحوا يصرخون في وجوه الأمن من شباك السيارة  فارتكبت الشرطة جريمة وفاجعة إنسانية بإلقاء قنابل غاز خانقة وحارقة داخل السيارة ثم أغلقت عليهم الباب، فأدت هذه الجريمة لقتل جماعي واستشهاد العشرات ومن بينهم الشهيد علي مهنا في 18 أغسطس 2013م ، وارتقى إلى الله شهيداً فائزاً بخلد الجنة ونعيمها، وتبقى دماءه لعنة على المجرمين الذين لن يفلتوا من عقاب الله.

خرجت القرية في جنازة مهيبة للشهيد علي مهنا ورفيقه في نفس المجزرة محمد البنا، وسط حالة اختلطت فيها أصوات الغضب والصراخ والحزن مع زغاريد النساء وتهنئة أهالى الشهيدين بالفوز وتحقيق أمنيتهما الموت في سبيل الله ورفعة الوطن ومناصرة الحق والوقوف أمام الظالمين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...