قصص من حياة حسن البنا (2)

33

نمت يا عمر؟

ذهب الإمام الشهيد إلى مؤتمر بالمنزلة دقهلية وبعد الفراغ من المؤتمر ، و الذهاب إلى النوم ، توجه الإمام و في صحبته الأستاذ عمر التلمساني إلى حجرة بها سريران ، ورقد كل على سريره .
وبعد دقائق قال الأستاذ : أنمت يا عمر ؟
قال : لا .
وتكرر السؤال وتكرر الرد.
وقال الأخ عمر في نفسه: إذا سأل فلن أرد .
وظن الأستاذ أن الأخ عمر قد نام . فتسلل على أطراف أصابعه ، وخرج من الحجرة ، وأخذ نعليه في يده ، وذهب إلى دورة المياه حافياً ، حيث جدد وضوءه ، ثم اتجه إلى آخر الصالة ، وفرش سجادة ، وأخذ يتهجد .

الدعوة في المقاهي

يقول الإمام الشهيد في مذكراته :عرضت على زملائي و انا طالب بدار العلوم أن نخرج للوعظ في المقاهي فعارضوا … و كنت أخالفهم في هذه النظرة ، وكنت أعتقد أن كثيراً من رواد المقاهي فيهم خير .
وقلت لزملائي :إن العبرة بحسن اختيار الموضوع فلا نتعرض لما يجرح شعورهم .وبطريقة العرض فتعرض بأسلوب شائق جذاب . وبالوقت فلا نطيل عليهم القول .
وقمنا بالتجربة فألقيت في أول ليلة أكثر من عشرين خطبة تستغرق الواحدة منها ما بين خمس دقائق إلى عشرة .
ولقد كان شعور السامعين عجيباً ، وكانوا دائماً بعد الخطبة يقسمون أن نشرب شيئاً ، فنعتذر لهم بضيق الوقت وبأننا نذرنا هذا الوقت لله . وكان أسوتنا قول كل رسول : ﴿ قل لا أسألكم عليه أجراً ﴾

 

اليد التي تمتد لن ترتد

جاء مبعوث من السفارة الإنجليزية إلى دار المركز العام وقابل الإمام الشهيد وقال له:
إن الإمبراطورية من خططها مساعدة الجمعيات الدينية و الإجتماعية ، وهي تقدر جهودكم ونفقاتكم .. لذلك فهي تعرض عليكم خدماتها بدون مقابل وقد قدمنا مساعدات لجمعية كذا وكذا … ولفلان و فلان .. وهذا شيك بعشرة آلاف جينيه معاونة للجماعة. فتبسم الإمام الشهيد وقال:
إنكم في حالة حرب وأنتم أكثر احتياجاً إلى هذه الآلاف.
فأخذ المبعوث يزيد في المبلغ و الإمام الشهيد يرفض ..وكان بعضالإخوة يتعجبون ويتهامسون:
لم لا نأخذ المال و نستعين به عليهم .
فكان جواب الإمام الشهيد:
إن اليد التي تمتد لا تستطيع أن ترتد .و اليد التي تأخذ العطاء لا تستطيع أن تضرب .أننا مجاهدون بأموالنا لا بأموال غيرنا و بأنفسنا لا بأرواح غيرنا .

 

تقدير المسؤول

يروي عمر التلمساني عن حسن البنا فيقول:
دعاه أحد الإخوان إلى الغداء في عزبته على مقربة من شبين القناطر بلدتي ، ولم يدعني الداعي ، وأحب المرشد أن يشعره بالتقصير دون إحراج … فجاء من القاهرة و أرسل من يستدعيني من المحكمة ، فجئت مسرعاً ، فقال متعجلاً : اركب .
قلت : إلى أين ؟ ، قال : لنتناول الغداء عند فلان.، قلت : ولكني لم أدع ، وفضيلتك تعرف حساسيتي في هذا المجال .
قال : أعلم حقاً ، ولكنني لا أستطيع أن أمر من شبين القناطر دون الأخ المسؤول عنها ، فكيف تريدني أن أتخطاك ؟
قلت : و لكنك أنت المسؤول عنا جميعاً ، وتجب طاعتك على من عداك ، قال : ذلك في الشؤون العامة ، أما هذه المسائل فمسؤول المنطقة هو صاحبها و الرأي فيها رأيه و لئن لم يراع رئيس الجماعة وضعية المسؤولين في الجماعة كان الأمر إلى الفوضى أقرب منه إلى النظام .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالفيديو : من رسائل الإمام البنا ( رجل العقيدة)

بالفيديو : من رسائل الإمام البنا ( رجل العقيدة)https://www.youtube.com/watch?v=3AaYkEcA1UU