بعد مرور 3 سنوات على المذبحة.. مسجد رابعة ممنوع الاقتراب أو التصوير أو الصلاة

CAIRO, EGYPT - OCTOBER 5: Egyptian security forces take security measures around the Rabaa al-Adawiya mosque ahead of October 6th celebrations  on October 5, 2013 in Cairo, Egypt. Egypt celebrates on Sunday the 40th anniversary of the 6th of October War victory against Israel for regaining the Sinai Peninsula. (Photo by Ahmed Ismail/Anadolu Agency/Getty Images)

 

بعد 3 سنوات من مذبحة رابعة العدوية، تبدو المنطقة التي اتخذت اسمها من المسجد الشهير مسكونة بالخوف كما كانت وقتها. الأهالي يتجنبون الكلام عما جرى، والبعض يقبل الحوار بعد تردد، فالمكان الذي أعيد ترميمه بـ85 مليون جنيه مصري، بحسب تصريحات رسمية من عصابة الانقلاب، لم يعد كما كان رغم انتظام حركة المرور به.

قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بترميم ميدان رابعة العدوية بأوامر من زعيم عصابة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وإزالة آثار النيران فى 3 أشهر بعد المذبحة، ولكنها لم تعد إليه السكينة رغم وجود المسجد الشهير في وسطه. فقوات أمن الانقلاب تملأ المكان، والكاميرات في كل الشوارع، والمسجد لا يزال مغلقاً بالأقفال. هذه هي الصورة في رابعة بعد 3 سنوات من المذبحة.

الأهالى يتحدثون

بنظرات حائرة وبعد تردد قال محمد رأفت، صاحب أحد المحال بالمنطقة، إنه يعمل هنا منذ 31 عاماً، وكان شاهداً على كل تغيير حدث بها.. ولم يمنعه الاعتصام من الاستمرار في عمله.

أما عن يوم المذبحة نفسه فيقول: “كنت في الطريق إلى هنا ومُنعت من الوصول من قبل قوات الأمن التي كانت تتحكم في المنطقة بأكملها، وكان صوت الرصاص مسموعاً وتشم معه رائحة الدخان على بعد مئات الأمتار، فعدت إلى المنزل وعاودت العمل في اليوم الثاني مباشرة”.

“كانت خرابة”.. هكذا وصف محمد المشهد بعد المذبحة، مكملاً: “النيران التهمت كل شيء، المكان كله مات تقريباً لمدة حتى عاد ليبدو كما كان ولكن لازال ينقصه روحه وهو مسجد رابعة”.

“مفيش الله أكبر في رابعة من 3 سنين”.. قالها صاحب كشك مجاور للمسجد رفض ذكر اسمه، موضحاً أن الزوايا الموجودة أسفل بعض العمارات السكنية أصبحت هي البديل للصلاة، وتابع “في رمضان كنا بنفطر على الراديو وجنبنا واحد من أكبر المساجد لكنه مهجور”. وأضاف: “أشعر بألم كلما حان وقت الصلاة ومررت من أمام المسجد أبحث عن زاوية لأؤدي الصلاة بها”.

منطقة محظورة

“فرق كبير بين أن تصلي في مسجد رابعة وأن تصلي في إحدى الزوايا، فمنذ استلامي لعملي هنا منذ حوالي 5 سنوات، كنت أدوام على الصلاة بالمسجد. وحتى وقت الاعتصام امتلأ المسجد بالمعتصمين، وكذلك الشوارع وصعبت الحركة فعبور الشارع كان يستغرق نصف ساعة بسبب تزاحم الناس ولكنهم لم يؤذوا أحداً”.. هكذا تحدث حسين، موظف بأحد فروع شركة اتصالات في منطقة رابعة.

وأضاف أن المعتصمين كانوا يفترشون الأرض أمام الفرع لكنهم بمجرد قدوم الموظفين صباحاً للعمل كانوا يفسحون لهم الطريق، مشيراً إلى أن الفرع لم يغلق طوال فترة الاعتصام وإن قلت نسب المبيعات فيه بشكل كبير.

“وفي يوم المذبحة لم نتمكن من الوصول للفرع، وظل العمل متوقفاً لمدة أسبوع، وحينما عدنا كانت المنطقة مشوهة، النيران التهمت كل شيء، وآثار طلقات الرصاص عالقة بالجدران”.

تحت الحراسة

رغم الملايين التي تم إنفاقها على تطوير مسجد رابعة، إلى أنه تحول لمبنى مهجور تحرسه داخلية الانقلاب، فبمرورك من جواره تستطيع أن تلمح عناصر الأمن بالداخل خلف البوابة الرئيسية المغلقة.

اقتربنا من أحد عناصر أمن الانقلاب بالمسجد من خلف السور الحديدي فحذرنا من رفع الكاميرات أو الهواتف وخطورة ذلك في مكان يمتلئ بالكاميرات وعناصر الداخلية والأمن الوطني والجيش.

وبسؤاله عن الوضع في الداخل قال هناك سيارة حراسة بها عناصر من أمناء الشرطة توجد في آخر المسجد، إلى جانب عدد من ضباط الداخلية والأمن الوطني وأمناء الشرطة والمجندين عند باب المسجد.

وأوضح أنه لم يدخل المسجد منذ توليه عمله بالحراسة منذ عام، ولم يره مفتوحاً، وحينما تحين الصلاة لا يدخله أحد.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...