بقلم: د. عز الدين الكومي
زعيم عصابة الانقلاب والطبيب الفيلسوف الذى يفهم في كل شىء ولديه الحلول لكل المشاكل وزعماء العالم يستمعون له ويقولون لبعضهم البعض اسمعوا له، وصاحب الرؤى المنامية الشهيرة السيف والساعة الأوميغا والنجمة الخضراء، وصاحب نكتة أتوبيس النقل العام بالإسكندرية الذي توقف فجأة أثناء سيره على الكورنيش آمنا مطمئنا بدون حراسة أو مواكب ليقول له ركاب الأوتوبيس ماتخافش احنا معاك!
هذا الأتوبيس العجيب الذي لم يره أحد من أهل الأسكندرية ربما يكون أحد الكائنات الفضائية التى هبطت على كورنيش الأسكندرية فجأة وصعدت بسرعة إلى الفضاء الخارجى خوفا من الأشرار بعد أن توقف للحظات بجانب زعيم عصابة الانقلاب لأخذ صورة سيلفى!
وأخيرا خرج علينا زعيم عصابة الانقلاب خلال احتفاليه النظام الانقلابى بدار الأوبرا بذكرى سهرة 30 يونيو ليقول لمجموعة من بهاليل الانقلاب أن مكانة مصر أفضل مما عليه الآن وأن مصر قد تكلمت معه وأبلغته رسالة طلبت منه إيصالها للمصريين، مطالبة إياهم بالعمل الجاد حتى تصل مصر لمكانتها الحقيقية وقد زعم أن مصر أرسلت له هذه الرسالة وطلبت منه توصيلها للمصريين وأنها غيرراضية عن الوضع الحالي.!! وياترى من الذى أوصلها للوضع الحالى؟
وأخبرته مصر أنه يجب على المصريين أن يتحملوا الجوع والعطش ويهجروا النوم والراحة من أجل ألا تحتاج مصر لأحدأبدا ومن أجل رفاهية عسكر كامب ديفيد وجلاوزة الشرطة وقضاء جهنم الشامخ!!
ولكن على ما يبدو أن هذه الرسالة هى أحد أحلام اليقظة التى يعانى منها المراهقون في فترة المراهقة أوأنها من فعل حبوب الترامادول التى يتناولها زعيم عصابة الانقلاب مع مدير مكتبه المعلم عباس ترامادول كما صرح بنفسه في التسريب الذى بثته قناة مكملين من مكتبه عندما كان وزيرا للدفاع!!
أو أنها من باب الاستخفاف بالقوم الذين يصدقون مثل هذه التخاريف ومازالوا مؤمنين بشرف العسكر كما حكى القرآن الكريم عن فرعون عليه لعنة الله ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا فاسقين )!!.
وعندما سمعت مضمون رسالة مصر لزعيم عصابة الانقلاب تسائلت لماذا نسيت مصر أن تخبر أولادها وشعبها في رسالتها التى بعثت بهاعن معاناتها في ظل حكم العسكر منذ أن تم اغتصابها منذ ما يزيد على 60 عاما رأت خلالها الذل والهوان والفقر والجوع وتفشى الأمراض والجهل والهزائم المتكررة والتخلف الاقتصادى ؟!!
ولماذا نسيت مصر وهى تطالب أولادها بأن يجوعوا أن تطلب من مرتزقة الانقلاب من جيش وشرطة وقضاء شامخ وإعلام فقد ضميره من الذين يهبرون الملايين أن يجوعوا مع أولادها أيضا كنوع من المشاركة الوجدانية ؟!!
ولماذا لم تطلب مصر من رجال الاعمال الفاسدين أعوان الانقلاب الذين يحتكرون السوق ويتحكمون في المواطن البسيط الذي لا يجد قوت يومه في الوقت الذى يعيشون في قصور من الزيادات المستمرة والبدلات لضمان استمرار ولائهم وخيانتهم لمصر وشعبها وبعد ذلك تطالبين الشعب بأن يجوع؟!!
أم أن مصر نسيت أن تخبرنا في رسالتها بأن الصهاينة كانوا ومايزالوا أعداءها الألداء وليس أهل غزة حتى تحاصرهم وتشدد عليهم الحصار وتغرقهم بمياه البحر ليموتوا جوعا ومرضا؟!!
أم نسيت مصر أن تخبرنا في رسالتها أن الانقلاب حطم آمال أبنائها ودمر طموحاتهم في العيش الكريم بعد أن ذاق أبناؤها طعم الحرية والديمقراطية واستردوا بعضا من كرامتهم المسلوبة مع أول تجربة ديمقراطية ورئيس منتخب قال كلمته الشهيرة لازم ننتج غذائنا و دوائنا و سلاحنا فكان الانقلاب عليه من عسكر كامب ديفيد عملاء المعونة الأمريكية والخليجية والأوربية ؟!!
أم أن مصر نسيت أن تخبرك عن بيع تيران وصنافير للسعودية خيانة عظمى ومخالف لدستور العسكر أنفسهم وأن كذابين الزفة في إعلام الانقلاب والأذرع الإعلامية قالوا: «ونديهم الهرم كمان لو أرادوا ؟ألا يعتبر هذا من قبيل الخيانة العظمى ؟وأين هو الأمن القومى الذى يتشدق به العسكر حتى أصبحت تعملات حسين سالم مع الصهاينة أمن قومى وبيع الغاز للكيان الصهيونى أمن قومى بل أصبح الدورى الهابط أمنا قوميا!!
وهل أخبرتك مصر بالفناكيش التى بعت من خلالها الوهم للشعب في المؤتمر الإقتصادى وترعة قناة السويس والعاصمة الجديدة والمليون وحدة سكنية والمليون فدان وغيرها من فناكيش العسكر!!
والعجيب أن زعيم عصابة الانقلاب يطالب بأن تستغنى مصر ولا تحتاج لأحد وكيف يتسنى لها ذلك وهى الآن تعيش على الهبات والصدقات والمعونات من طوب الأرض حيث تعطل كل شيئ النيل انخفض بسبب سد النهضة والأسعار ترتفع بجنون والسياحة تلطم حيث أغلقت عشرات الفنادق أبوابها والعديد من الشركات والبنوك الأجنبية ترحل وعشرات الآلاف من العمال والموظفين يتم تسريحهم والدولا يقفز إلى 11 جنيها والبطالة تزداد يوما بعد يوم وتوقف التصدير ولايوجد انتاج!!
وبعدين مرة زعيم عصابة الانقلاب يقول مصر قالتلي ومرة أمى قالتلي وانت بتعمل إيه!!
وقد حاول زعيم عصابة الانقلاب من خلال اختلاق هذه القصة ليستمر في مسلسل خداع الشعب للحفاظ على امتيازات عسكر كامب ديفيد وأذنابهم من مرتزقة النظام الانقلابى قائلا: حتى لو مش هناكل وتحيا مصر بالمصريين!