تحدثت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها، حول قرصنة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لهاتف مالك شركة “أمازون” و”واشنطن بوست”، تتساءل فيه قائلة إنه “بأصدقاء مثل هؤلاء من يحتاج لأعداء؟”، متهمة رجال الأعمال والحكومات بأنهم غضوا الطرف عن تصرفات المملكة؛ لأن هذا يتناسب معهم، لكن ثمن ذلك بدا أكثر وضوحا الآن.
وتتساءل الافتتاحية، التي ترجمتها “عربي21“، قائلة: “ما هو ثمن الراحة؟ ورجال الأعمال سيعيدون النظر في حساباتهم في ضوء الكشف الذي نشر يوم الأربعاء في صحيفة (الغارديان)، والتحقيق الذي كشف عن تعرض هاتف الملياردير جيف بيزوس لعملية قرصنة من خلال تطبيق (واتساب)، برسالة يبدو أنها خرجت من الهاتف الشخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
وتعلق الصحيفة قائلة إن “السعودية تأكدت منذ وقت طويل من أن ثروتها المالية وأهميتها الاستراتيجية تضمنان حمايتها من انتقادات شركائها التجاريين والدبلوماسيين، وتؤديان إلى تغاضيهم عن دورها الكارثي في حرب اليمن، التي قادها محمد بن سلمان نفسه، وسجلها في مجال حقوق الإنسانـ الذي يضم اعتقال وتعذيب الناشطات في مجال حقوق الإنسان”.
وتشير الافتتاحية إلى أنه “في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 دخل الصحافي جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، وبعد دقائق كان ميتا، وبعد سلسلة من النفي والإنكار وصفت الرياض مقتله بالعملية التي لم يخطط لها، التي قامت بها مجموعة مارقة لم تتبع التعليمات، وأعلنت في نهاية العام عن إصدار عدد من الأحكام على مسؤولين لم تسمهم بالإعدام والسجن، وشعر الناس بعد ذلك أن هناك حاجة لوضع مسافة بينهم وبين المملكة، وقرروا عدم المشاركة في مؤتمر استثماري كبير يشرف عليه محمد بن سلمان”.
وتلفت الصحيفة إلى أن المقررة الخاصة في الأمم المتحدة أغنيس كالامار أصدرت في حزيران/ يونيو تقريرا شاجبا، قالت فيه إن هناك “أدلة موثوقة” تظهر أن ولي العهد السعودي وبقية المسؤولين متهمون بالقتل رغم إنكار المملكة، مشيرة إلى قول كالامار وزميلها ديفيد كي، اللذين يحققان في القتل الفوري والإعدام خارج القانون، إنهما يشعران بالقلق الشديد من المعلومات التي تتحدث عن تورط ولي العهد محمد بن سلمان في الرقابة على هاتف بيزوس، في “محاولة منه للتأثير على، وإن لم يكن إسكات، التقارير التي تنشرها صحيفة (واشنطن بوست) عن السعودية”، وطالبا بتحقيق سريع تقوم به الولايات المتحدة وغيرها.
وتورد الافتتاحية نقلا عن سفارة السعودية في واشنطن، قولها إنه من الغرابة الحديث عن تورط ولي العهد في عملية قرصنة ضد بيزوس.
وتؤكد الصحيفة أن التحليل يظهر أن هاتف الملياردير بدأ في إرسال كميات كبيرة من البيانات في ساعات من تلقيه فيديو من حساب خاص لمحمد بن سلمان خلال تبادل بالرسائل من خلال “واتساب”، وقبل أشهر من مقتل خاشقجي، مشيرة إلى أن المحللين لاحظوا أن التحليل صحيح وأن القضية تظهر الأذى الذي حدث من خلال “بيع غير منضبط لبرمجية تجسس واستخدامها”.
وتقول الافتتاحية: “لكننا بحاجة للتحقق فيما إن كانت عملية القرصنة مرتبطة بجريمة قتل خاشقجي، الناقد الحاد لسياسات المملكة القمعية، الذي كان يكتب عمودا في صحيفة (واشنطن بوست)، التي يملكها جيف بيزوس، وهناك عددا من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها، ففي العام الماضي قامت مجلة التابلويد الأمريكية (ناشونال إنكويرر) بنشر تفاصيل عن حياة بيزوس الخاصة، ما دفعه لاستئجار محققين أمنيين خاصين، الذين توصلوا إلى أن السعودية حصلت على معلومات خاصة من هاتفه، مع أن صاحب المجلة مدير شركة (أمريكان ميديا إنك) قال إن الشخص الذي قدم المعلومات هو شقيق صديقة بيزوس”.
وتنوه الصحيفة إلى أن “المحقق الخاص لاحظ علاقة قريبة بين مالك الشركة الأمريكية ديفيد بيكر وولي العهد السعودي، وهو صديق لدونالد ترامب، الذي يمقت (واشنطن بوست) وبشدة”.
وتفيد الافتتاحية بأن “جارد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، كان واحدا من الذين حضروا المؤتمر الاستثماري في الرياض العام الماضي، وبعد عام من جريمة قتل خاشقجي، حيث حضر معظم الذين قاطعوه، بمن فيهم مدير (أتش أس بي سي) ومديرو شركات (بلاكستون) و(بلاك روك) والبنك السويسري، في وقت حاولت فيه السعودية تحسين صورتها من خلال حفلات موسيقية لماريا كاري وبي تي أس ومباراة ملاكمة للوزن الثقيل بين جوشوا ورويز”.
وتختم “الغارديان” افتتاحيتها بالقول إن “الكثيرين ممن التقطت لهم صور مبتسمين مع ملك المستقبل سارعوا وبلا شك بالتحادث مع مستشاريهم في الشؤون الرقمية للتأكد من عدم اختراق هواتفهم، وعلى شركاء السعوديين أن يسألوا أنفسهم: مع أصدقاء كهؤلاء من يحتاج أعداء؟”.
المصدر: عربي 21