هكذا نجحت “حماس” خلال 32 عامًا فيما فشلت فيه “جيوش العرب”!

“ماذا قدَّمت الجيوش العربية لشعوبها وأمتها؟”.. سؤال يطرح نفسه بقوة بالتزامن مع إحياء الذكري الـ32 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، والتي نجحت ذراعها العسكرية “القسام” في إذلال الكيان الصهيوني وتلقينه دروسًا قاسية طوال السنوات الماضية، وأجبرت الصهاينة عدة مرات على القبول بشروط المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي لم تنجح فيه جيوش العالم العربي مجتمعةً.

القسام والصهاينة

ونجحت القسام، خلال السنوات الماضية، في أن تكون ندًّا قويًّا للاحتلال الصهيوني، رغم عدم توازن القوى بين الطرفين، حيث نجحت في تطوير الأسلحة والصواريخ لتصل إلى مدى أبعد، وتدك المستوطنات الصهيونية، ونجحت في اختراق القبة الحديدية التي كان الاحتلال يتباهى بها، كما نجحت في إخضاع الاحتلال وإجباره على القبول بشروطها في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال عام 2011، فيما عُرفت بصفقة شاليط أو صفقة وفاء الأحرار.

حيث استطاعت المقاومة الحفاظ على الجندي الصهيوني أسيرًا لديها لعدة سنوات، رغم خوض إسرائيل حربين على قطاع غزة، الأمر الذي انتهى بإبرام صفقة أفرج الكيان الصهيوني بموجبها عن 1027 أسيرا فلسطينيًّا مقابل الإفراج  عن الجندي الصهيوني الأسير لدى حماس “جلعاد شاليط”.

تلك النجاحات المتتالية لحماس، عبّر عنها رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عزت الرشق، قائلا: إن “الحركة اليوم أكثر قوة وأنها ثابتة على مبادئها، وتواصل حماية الثوابت الفلسطينية والدفاع عن مشروعها الوطني، متمسكة بخيار المقاومة سبيلا وحيدا لتحرير الأرض والمقدسات”، مشيدا بكتائب القسام وكل فصائل المقاومة، الذين كسروا غطرسة المحتل الغاصب، وأرعبوا قادته وقطعان مغتصبيه، ونجحوا في تغيير قواعد الاشتباك معه، وكان ردهم قاسيًا ومؤلمًا ضد كل تصعيد يقوم به العدو”.

من جانبه أشاد الأكاديمي الفلسطيني، عدنان أبو عامر، بحركة حماس قائلا: إن “الحركة تصدّرت المشهدين السياسي والعسكري المقاوم، عبر عمل دؤوب في عقود طويلة من المقاومة أسهمت فيها مكونات الحركة بمختلف أذرعها السياسية والعسكرية والاجتماعية وغيرها، وعبر توزعها الجغرافي”، مشيرا إلى أنَّ ما تميزت به الحركة أنها شكّلت حاضنة ورافعة للعمل الفلسطيني المشترك بشقيه السياسي والعسكري، من خلال مجموع المكونات الحزبية والفصائلية، داعيا إلى ضرورة العمل بمنطق تجاه عدد من الملفات الخارجية والداخلية للحفاظ على نفسها في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.

جيوش العرب والصهاينة

دفاع حماس والقسام عن الأراضي والمقدسات، فضح عجز الأنظمة والجيوش العربية عن مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي يعبث بأراضيها وما زال يحتل بعضها.

ففي مصر، يعجز جيش الانقلاب عن وقف الانتهاكات المتتالية للصهاينة في سيناء وقصف بعض المناطق هناك، وقتل عدد من المواطنين، ويفشل أيضا في الدفاع عن حقول الغاز المصرية في البحر المتوسط التي يستولي عليها الصهاينة.

وفي لبنان، يعجز الجيش اللبناني عن وقف الانتهاكات المستمرة لمجاله الجوي من جانب الصهاينة، وقصف بعض المناطق في جنوب لبنان.

وفي سوريا، يعجز جيش بشار عن الدفاع عن أراضيه المحتلة وغير المحتلة، والتي يعبث فيها الصهاينة ليل نهار، ولم يحرك ساكنا تجاه الإعلان الأمريكي بـ”سيادة الصهاينة على مرتفعات الجولان”، والتي يحتلها الكيان الصهيوني منذ عام 1967، ولم يحرك هذا الجيش جنوده ومعداته نحو الجولان لتحريرها، كما هو يحركها ليل نهار في قتل وقصف أبناء وطنه في مختلف المدن والقرى السورية التي تسيطر عليها المعارضة السورية. كما لم يُحرك الجيش الأردني ساكنا تجاه حماية المقدسات التي يفترض أن دولة الأردن لها حماية عليها.

هذا العجز استمر للجيوش العربية الأخرى، وخاصة الخليجية منها، والتي شهدت الفترة الماضية هرولة حكامها تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، ظنًّا منها أن هذا التوجه سيوفر لها مزيدًا من الحماية الأمريكية والغربية ضد شعوبها الثائرة والغاضبة من تفشي الفساد وطول الاستيلاء على الحكم، الأمر الذي جعل أسلحة تلك الجيوش تصدأ في مخازنها، جراء عدم خوضها معارك منذ عقود طويلة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...