كشف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، أسباب إعلانه المفاجئ الرحيل عن منصبه، ودوافع الولايات المتحدة لقطع الأموال عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”.
وقال غرينبلات في حوار مع جريدة الشرق الأوسط، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن “قرار رحيلي لم يكن إعلانا مفاجئا، فقد كنت أدرس أنا وعائلتي هذا القرار لفترة طويلة، وكنت أنوي ترك المنصب منذ عامين”.
وأوضح غرينبلات أن سبب ذلك يعود إلى أنه “من الصعب البقاء بعيدا عن عائلتي معظم أيام الأسبوع، لذا لم يكن الرحيل مفاجئا”، مضيفا أنه “كان من بين مسؤولياتي الأساسية درس الصراع، والتوصل إلى رؤية مع زملائي في العمل، وتثقيف الناس حول الصراع، وتغيير طريقة التعامل مع الصراع الذي كان يمثل أولوية كبيرة بالنسبة لنا”.
وتابع: “تضمن دوري أيضا التقريب بين إسرائيل والعالم العربي، وهو أمر كان يصعب تخيل حدوثه قبل عام ونصف العام، والفضل يرجع بالتأكيد إلى إدارة ترامب وكل القادة العرب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولقد درسنا الصراع، وأكملنا رؤيتنا للسلام، وأعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للقيام بالانتقال”، على حد قوله.
ورفض غرينبلات ربط رحيله من منصبه بفشل صفقة القرن وتأجيلها المتكرر، قائلا: “قرار الرحيل مرتبط بأسرتي، فأنا أب، ولدي مسؤوليات، وفخور بما أنجزته وأتركه في أيد أمينة مع جاريد كوشنر وديفيد فريدمان وبراين هوك وآفي بيركوفيتش وآخرين”.
وحول موعد إعلان صفقة القرن، ذكر غرينبلات أن “الخطة ستصدر حينما يحين الوقت، وعندما نعتقد أن هناك فرصة أفضل للنجاح، ونعتقد أن كلا الطرفين والعالم بأسره، يريد حلا واقعيا لهذا الصراع، ونأمل أن تتمكن رؤيتنا من المضي قدما في قضية السلام، والجمع بين الأطراف لبدء مناقشة واقعية مثمرة، حتى لو لم يتم تبنيها على الفور، لكن من المهم أن نتذكر أنه لا يمكن لأحد فرض هذه الرؤية على أي شخص، وعندما يتم إصدار الخطة، فإن الأمر متروك للجانبين لتحديد كيفية المضي قدما، ونأمل أن يقرأها الطرفان بعناية، ولا يتخذا قرارات متسرعة”.
ورأى غرينبلات أن “جهود الدول المانحة للفلسطينيين أثبتت أنها غير فعالة، ورغم أن الفلسطينيين هم أكبر المستفيدين من المساعدات، إلا أن حياتهم لا تزال تزداد سوءا، ولا يمكن للعالم أن يستمر في إلقاء الأموال والموارد بالطريقة نفسها، ونحصل على النتائج نفسها التي نحصل عليها منذ عقود”، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة قطعت تمويلها لـ”الأونروا”، لأنها “لن تستمر في الاستثمار في حلول مؤقتة، تؤدي فقط إلى إطالة دور المعاناة والعنف”.