روشتة النظام للرد على التظاهرات: نوزع كراتين ونزود التموين

– خلال الأيام اللي فاتت انتشرت فيديوهات وأخبار لتوزيع كراتين سلع غذائية خاصة في
السويس، المحافظة اللي كانت فيها الاحتجاجات مستمرة وعنيفة لأكثر من يوم، وكمان
أثناء الاحتفالية اللي اتنظمت لمؤيدي الرئيس عند المنصة.
– شفنا كمان تصريحات من وكيل البرلمان عن المطالبة بمضاعفة الحصة التموينية للمواطن إلى 100 جنيه، كمان تصريحات الرئيس عن بطاقات التموين.

– مشاهد تجمع مواطنين غلابة حوالين عربيات توزيع الطعام متوقعة مع نسب الفقر اللي أعلن عنها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء مؤخرا، واللي بتقول إن واحد من كل 3 مصريين فقير. لكن المرة دي تبدو المشاهد مؤسفة أكتر بسبب استخدام النظام ليها كمهدئات ورد على مطالب الإصلاح.

– من حقنانسأل لو دي فعلا هتكون طريقة الرد وسقف “الإصلاح”؟؟ وعن مدى اقتناع النظام بأهمية التغيير السياسي الحقيقي، اللي هيخلي المواطنين مش مستنيين ازازة زيت ولا كيس سكر عشان يؤيدوا طرف سياسي.

ليه السلطة بتعمل كده؟

– السلطة الحالية ومؤيديها من رجال الأعمال والأحزاب زي حزب مستقبل وطن، الحزب اللي اتأسس بدعم مباشر الأجهزة الأمنية، وغيره، وزعوا الكراتين دي مؤخرا، وده نفس اللي عملوه نفس الأحزاب ورجال الأعمال لحشد الناس للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية. والموضوع من كتر فجاجته وقتها، شوفنا
صحف دولية بتكتب عنه زي واشنطن بوست مثلا اللي قالت عن الاستفتاء: “المصريون يحصلون على وجبات لإبقاء الرئيس”.

– تصريح أخر يبدو غير مقدر لمطالب الإصلاح الأخيرة نقلته الصفحة الرسمية للرئيس: “في إطار متابعتى لكل الإجراءات الخاصة بدعم محدودي الدخل فإنني أتفهم موقف المواطنين الذين تأثروا سلباً ببعض إجراءات تنقية البطاقات التموينية وحذف بعض المستحقين منها، أقول لهم اطمئنوا لأننى أتابع بنفسي هذه الإجراءات”

– غرابةالتصريح هو التوقيت، لأن إجراءات حذف المواطنين من البطاقات شغالة من أكتر من 6
شهور، والأرقام الرسمية متضاربة لكن بعضها قال انه فعلا تم حذف أكتر من 20 مليون
مواطن خلال مراحل الحذف الأربعة. ووفق جريدة الشروق فكان من المقرر أن يتسع الحذف
ليشمل حوالي 40 مليون بطاقة تموين.

– ليه الرئيس افتكر أزمة بطاقات التموين دلوقتي بالذات؟ لإنها كارثة لو الرئيس ونظامه شايفين إنه خطوات زي دي وحدها ممكن تهدي الشارع بعد المعلومات عن الملايين اللي بتتصرف في بناء وتجديد قصور الرئاسة واللي هوا بنفسه اعترف بيها وقال ايوة ببني قصور وهبني قصور!
أو لو النظام بيستخدم احتياجات الناس الأساسية زي الأكل، عشان يقدم رشاوي اجتماعية ومسكنات للطبقات اللي حقيقي بتعاني بسبب السياسات الاقتصادية المتبعة.

إيه اللي اتغير؟

– فجأة اختفت التصريحات اللي طول الوقت بتكرر ان الشعب لازم يستحمل، ولازم نكمل رفع الدعم بالكامل، وظهرت تصريحات غير معتادة:

١- تصريح الرئيس السيسي عن بطاقات التموين.

٢- تصريح علي عبد العال، رئيس مجلس النواب: ستكون لنا وقفة شديدة مع الحكومة.. وعليها أن تحنو على الشعب.

٣- تصريح وكيل البرلمان بانه سيطلب رفع الدعم التمويني الى ١٠٠ جنيه للمواطن.
٤- إعلان وزارة التموين: إعادة 1.8 مليون مواطن على البطاقات التموينية.

٥-النائب مصطفى بكري: يجب إيقاف الحرب ضد من يقول رأيه.. هذه ليست مصر التي
ضحينا من أجلها.

– والحقيقة لو دي خطوات إصلاح فإحنا أكيد معاها وبندعمها. لكن مهم نعرف والشعب يعرف إيه اللي اتغير في سياسات “إحنا فقرا أوي” و”أنا مش قادر أديك”؟ هل فجأة اكتشف النظام إن ده مش طريق التغيير والإصلاح الاقتصادي اللي كان بيدعوا ليه؟

الدعم السلعي من ضرايبنا

– مع إجراءات زي دي مهم نأكد ونوضح إن الدعم السلعي مش منة ولا هبة من النظام الحاكم في
مصر، الـ38 مليار جنيه اللي الحكومة حطتهم السنة دي لدعم السلع التموينية، والـ51 مليار جنيه لدعم منظومة الخبز المدعم، هما الاتنين من ضرايب المصريين.
– دي فلوسنا، والدعم ده كله لا يمثل غير 13% من حصيلة الضرائب اللي دفعها المصريين السنة اللي فاتت، واللي وصلت 660 مليار جنيه. الضرايب اللي الجزء الأكبر منها بيروح لسداد الديون وفوائد
الديون اللي النظام بياخدها عشان يعمل مشاريع كتير في تحفظات عليها، ومن ضمن المشاريع دي اكتشفنا القصور الرئاسية.

– استخدام الدعم لهدف سياسي، بيفكرنا بالاتهامات اللي كان النظام كان دايما بيوجها
للإخوان: إنهم بيكسبوا الانتخابات بالزيت والسكر.

– ده كله طبعا بخلاف الكراتين، واللي محدش عارف توزيعها في تجمع المؤيدين يوم الجمعة اللي
فاتت كان من فلوس الدولة، ولا من فلوس رجال الأعمال الداعمين للنظام!

لو فعلا النظام عايز إصلاح حقيقي

– الوضع الحالي في مصر، وإصرار النظام على استخدام الكراتين والرشاوي الاجتماعية المختلفة،
مش هيخلي الوضع العام الاقتصادي للمواطن المصري يتحسن. ولا هيقلل نسب الفقر
الكبيرة اللي تسببت فيه حصيلة قراراته الاقتصادية.

– عشان الوضع الاقتصادي لأغلب المصريين يتحسن محتاجين سياسات مختلفة أكثر عدالة، سياسات ضريبية أكثر عدالة، تعديل أولويات الاستثمار يعني الحكومة بدل ما تبني مشاريع قومية بمجالات العقارات الفاخرة تركز على دفع قطاعات انتاجية زراعية وصناعية وخدمية، تعديل سياسات اقتصادية كاملة عشان تقدر تفيد الناس على المدى القصير والبعيد.

– كل ده مش هيحصل والنظام رافض يسمع أي رأي معارض، وبيقبض على أي شخص ينتقد النظام، وبيرفض أنه يسمع للبديل اللي بيطرحه الناس والخبراء للمسار الحالي اللي من الواضح آثاره السلبية على المواطنين.

– مصر فيها أكتر من 32 مليون شخص رسميا تحت خط الفقر مش هينفع ينزل كراتين لكل دول!
– لازم يحصل تطوير في قدرات الناس دي
الإنتاجية في الزراعة والصناعة عشان يخرجوا من شريحة الفقر والبطالة ويدخلو لسوق
العمل، وده مش هيحصل بدون أولوية للتعليم والصحة، ولازم الإنفاق العام والموازنة وتقسيم الأعباء والامتيازات الاجتماعية يتم بمناقشة حرة ومشاركة شعبية حقيقية عن طريق الأحزاب السياسية والبرلمان.

‫ ‬- مشاركة الناس في إدارة شؤون بلدهم عبر انتخابات رئاسة وبرلمان ومحليات نزيهة، والتقسيم المنصف للأعباء الاقتصادية، ودعم الفقراء والأكثر احتياجاً لحد مايقدروا يدخلو سوق العمل، ومحاربة الفساد بشكل حقيقي، وإتاحة المعلومات والرأي، هو ده اللي هيخرج البلد من أزمتها السياسية والاقتصادية وبدونها مفيش إصلاح هيتم بالكراتين بس!

المصدر: الموقف المصري

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...